الأخبار اللبنانية

أصدر الرئيس نجيب ميقاتي البيان الآتي:

لم يكن الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥ تاريخاً عابراً في سجل الأيام بل محطة مفصلية في تاريخ وطن.

فالزلزال الذي هز لبنان باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه لا تزال تداعياته وارتداداته حاضرة بقوة حتى اليوم، لأن الرئيس الحريري، وكما كان استثنائيا في حياته، فإن غيابه جعل حضوره المعنوي أكثر توهجا وتوقدا.

ومع صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتياله، يدخل لبنان زمن العدالة عن كل جرائم الاغتيال والعنف السياسي التي دفع اللبنانيون أثماناً باهظة بسببها على مدى سنوات طويلة، وقوضت الاستقرار وكل أسباب الحياة الكريمة والآمنة وعبثت بمستقبل الأجيال خصوصاً الذين وجدوا في الرئيس الشهيد رفيق الحريري الأب الحاضن لأحلامهم وإرادتهم في بناء دولة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في مجتمع الوحدة الوطنية.

العدالة حق وواجب في أبسط القضايا، فكيف بجريمة شنيعة على مستوى وطن، هدفها اغتيال نموذج رفيق الحريري في النضال والمقاومة والنجاح، وتجربته في نبذ العنف، ومحبة لبنان والحفاظ على وحدته وعيشه الواحد، وتحقيق نموه وازدهاره وكرامة شعبه.

وتشاء الصدف أن يتزامن حدث صدور الحكم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مع ارتدادات وتداعيات الزلزال الأمني الجديد الذي ضرب لبنان قبل حوالي أسبوعين انطلاقا من مرفأ بيروت.

إنها جريمة أخرى بكل معنى الكلمة أصابت كل لبناني في الصميم وليس فقط الشهداء والجرحى والمفقودين والمشردين وكل من تضرروا جراء هذا الانفجار.

إنها جريمة على مستوى الوطن، أصابت حياة اللبنانيين وأحلامهم وطموحاتهم واقتصاد لبنان وتطوره ونموه وآفاقه المستقبلية.

من هذا المنطلق فإن الإسراع في التحقيقات الجارية لكشف الأسباب الحقيقية لهذا التفجير وظروفه ومسبباته أكثر من ضروري للاقتصاص من المسؤولين المباشرين عن هذه الجريمة النكراء والمقصرين أيا كانوا.

اليوم صفحة جديدة في تاريخ لبنان عنوانها العدالة وإحقاق الحق. رحم الله شهيدنا الغالي ورفاقه ومن سبقوه ومن لحقوه وحمى اللبنانيين من الجرائم والحروب، وليحيا لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى