ثقافة

بين تقدير السلف وإهانة الخلف

بقلم:نورهان حشاد

يا ليتنا نعيد النظر في القضية التربوية برمتها فنوليها اهتماما
ونكون بحق خير خلف لخير سلف التعليم رساله الأنبياء
فكيف يؤدي المعلم رسالته وهو مكسور النفس !
كيف يلتفت لبناء عقول أُمة وهو لا يشعر بالأمان الوظيفي !!
رفقا بالمعلمين ياسادة !! فهم.
“بين تقدير السلف وإهانة الخلف ، ‎بلاحظ احيانا بعض الطلا ب لم يكفوا أحاديثهم الجانبية اثناء تواجد المعلم في حجرة الدراسه (الفصل) وذلك الآخر يغمز بعينه لامزاً أستاذه، وثالث من هناك يقهقه مخفياً وجهه بيده عن معلمه كي لا يراه.
وعندما يقوم الأستاذ في إملاء بعض القواعد اللغوية، يوقفه هذا طالبا منه التمهل، ويبطئه الثاني مؤنباً معلمه ومشتكياً من سرعة الإلقاء، ويتأفف الثالث، ويقف الرابع من مكانه ويتجه إلى زميل يطلب ورقة يكتب عليها، بعدما كان تصدق عليه آخر بقلم.
والاخر ابتكار كلمات تقتلهم ضحكاً،
فسالت نفسي هل ممكن ان حول هل الفصل مسرحاً تُعرض على خشبته مسرحية عنوانها ” مدرسة المشاغبين”؟
وحتى لا نسبح بعيداً عن موضوعنا الرئيس، وهو ضرورة احترام المعلم والحفاظ على مكانته التي منحها له. الله تعالى
في عدة آيات قرآنية وأحاديث نبويةيجب أن يلقى الاحترام الكامل والتقدير الكافي حتى يستطيع أداء مهمته على أحسن وجه فمعلم الناس الخير يستغفر له كل من في البر والبحر حتى الحيتان في الماء، ويوم أن كان المعلم معلماً وكان المعلمون يحظون بالتقدير والاحترام خرج لنا نابغون في شتى العلوم تركوا بصمتهم
وإذا كانت لا تخفى على أحد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في رفع شأن العالم المعلم
فإنه لا يدري الكثيرون كيف كان سلفنا الصالح يقدرون المعلم
فهاك أخي القارئ بعض سيرهم وأقوالهم في ذلك:
روى أبو حامد الغزالي عن علي ابن أبي طالب- رضي الله عنه –
أنه كان يقول: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشير عنده بيديك، ولا تعمد بعينيك غيره، وان كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تشبع من طول صحبته.
أما الشافعي إمام الدنيا
فكان يقول :
كنت أقلب الورق بين يدي مالك تقليباً رقيقاً هيبة من أن يسمع وقعه.
واستمع أخي المسلم، الذي يريد أن يكون خادماً لدينه ما ينصح به بدر الدين ابن جماعةأحد علماء التربية المسلمين
ينبغي ألا يخاطب المتعلم شيخه بتاء الخطاب وكافه، ولا يناديه من بعيد، بل يقول يا أستاذي، وأن يعرف له حقه ولا ينسى فضله وأن يعظم حضرته ويرد غيبته ويغضب لهاوألا يدخل على الشيخ إلا باستئذان وأن ينقاد للشيخ في أموره، ويكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر، فيشاوره فيما يقصده ويتحرى رضاه وينظر إليه بعين الإجلال ويجلس بين يديه جلسة الأدب وأن يحسن خطابه وأن لا يكرر سؤال ما يعلمه، ولا يسبق شيخه إلى شرح مسألة وأن لا يقطع على الشيخ كلامه ولا يسابقه فيه، وإذا مشى معه فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار إلا أن يقتضي الحال خلاف ذلك، ويتقدم عليه في المواطئ المجهولة الحال والخطرة، وإذا صادف الشيخ في طريقه بدأه بالسلام.
ولا أولئك هم السلف الذين نزعم الانتماء إليهم، أولئك هم المتعلمون والمعلمون، كانوا بتقدير بعضهم لبعض منارات هدى
إن العلم الذي تلقوه ونوع العملية التربوية التي خضعوا لها جعلت منهم جيلاً فريدايفخر إلى يوم الدين بأنه جلس على مقاعد الدراسة ليطلب العلم، لقد كان جيلاً راشداً
قد كانت التربية في زمن انتصاراتهم
نقطة القوةلكنها في زمن انهزاماتنا نقطة الضعف الأولى فيا ليتنا نعيد النظر في القضية التربوية برمتها فنوليها اهتمام ونكون بحق خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى