الأخبار العربية والدولية

عودٌ على بدءٍ التطبيع مع اسرائيل لزومه تحريف التاريخ والطعن بالدين

بالامس راجت تسريبات عن العودة الى المنهج الابراهيمي الذي يؤاخي بين الاديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والاسلام على خلفية ظاهرها جيد وباطنها كاذب، ترافقت مع “التبشير” بالتطبيع بين اسرائيل والدول العربية، ما يراد منه التذاكي على المسلمين بقصد التحريف والخداع بأن الله تعالى قال لابراهيم (ع): لنسلك اعطي هذه الارض من نهر النيل الى الفرات . وما تلك الدعوة الابراهيمية الا دعوة سياسية لاقامة دولة اسرائيل على ارض فلسطين واشلاء شعب فلسطين يحرفون الكلم عن مواضعه ويزورون التاريخ من غير ان يرف لهم جفن. بينما المسلمون هم الاكثر انحيازا الى الشرعة الابراهيمية النقية السمحاء، ورددوا وسيرددون الى قيام الساعة ما جاء في القرآن الكريم ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾ (البقرة) ” وهم اشد حبا لابي الانبياء ابراهيم وموسى وعيسى وسائر الانبياء والرسل عليهم سلام الله اجمعين.
ومما لا شك فيه في زمن التطبيع الذي بدأ منذ اتفاقية كامب ديفيد وبرغم ما تلاها من معاهدات باطلة وما اعقبها من ثورات كثورة الربيع العربي المزعوم كان هدفها صرف العرب عن القضية الفلسطينية وتيئيس الفلسطينيين،وبرغم ذلك بقيت القضية حية في صدور الامة، ما استوجب حرف المفاهيم الاسلامية للاخلال بالقواعد الشرعية الثابتة كالدعوة الى الابراهيمية الملغمة والزواج المدني والترفيه واطلاق الحريات غير المقيدة التي تتعارض مع احكام الدين!! سعيا الى انحلال القيم والمسلمات التي نشأت عليها الامة .
وبالامس طالعتنا وكالة الـ CNN الاميركية في نشرتها الصادرة في 22/09/2020 بخبر مصدره دبي في الامارات المتحدة ان مجمع البحوث الاسلامية التابع للازهر في مصر اصدر بيانا عقّب فيه على ما يتم تداوله في الاونة الاخيرة عن اقتباس لحديث نبوي في اغنية صدرت مؤخرا حملت بعض جمل من حديث نبوي. ونصح مجمع البحوث الاسلامية بعدم سماع هذه الاغنية وتردادها، وقال ان الاقتباس في مثل هذه الحالة غير جائز شرعا ولا يليق بمقام النبوة ولا مكانة سائر الانبياء، وعلى كافة المسلمين ان يعلموا انهم مأمورون بتوقير نبيهم (ص) واعزازه واعلاء قدره ومقامه والتعبد بأحاديثه الشريفة والابتعاد عن ساحات التسلية واللهو. ولم يقدم المجمع تفاصيل عن الاغنية المقصودة او الحديث المقتبس!!
والسؤال: لماذا هذه الاغنية المقتبسة بعد التطبيع بين دولة الامارات واسرائيل؟ وهل هي من مقاصد التطبيع الثقافي المطلوب؟
مثل هذا العهر المبطن بنوايا خبيثة تتربص بالتاريخ وتحريف الحقائق والحقد على الاسلام ونبيه، لا نستبعد المزيد منها ولا نستثني الدول المطبعة مع اسرائيل والتي تنتظر، كنظام عربي بعينه يعطي الضوء الاخضر لمهاجمة الرسول الاعظم (ص) باعتباره عدوا للسامية، كادعاء اكاديمي سعودي وباحث وعميد كلية الدين المقارن في جامعة بن سعود ويقول تحت عنوان : يهود جزيرة العرب واضطهاد محمد لهم، ويورد ان يهود جزيرة العرب عاشوا الاف السنين بسلام مع قبائل وحواضر العرب منذ انبعاث الديانة الابراهيمية واليهودية الى ما قبل الاسلام وكانوا من اهم كيانات المجتمع في الجزيرة العربية بفضل تراثهم الديني والاجتماعي والاقتصادي الذي ساهم في بناء وتطور الجزيرة العربية . واستخدم الباحث السعودي مصطلح الابادة الاتنية ”Ethnic Cleansing” لوصف ما حصل لليهود على ايدي المسلمين .
واستشهدت مراكز القوى السياسية والفكرية والدينية الصهيونية بما نشره الباحث السعودي وقالت : اليوم مراكز القوى السياسية و الفكرية و الدينية الصهيونية تقول ان نشر هذا البحث يعد اهم انتصار معنوي للصهيونية اليهودية منذ ١٠٠ عام. الذي اقوله ان هذا البحث لاحد اكبر ممثلي الحكومة السعودية يعد في اهميته التاريخية كوعد بلفور الذي صدر في عام ١٩١٧. وعد بلفور هو من فتح لليهود ابواب فلسطين و البحث في رايهم هو بداية لفتح ابواب السعودية و اعادة اليهود لها و طلب التعويضات و بمئات المليارات.
انتصرت اليهودية الصهيونيةً الماسونية الان بدون اطلاق طلقة واحدةً هي انتصرت عن طريق تغريب العقول في معقل الاسلام و من اهم من يمثله الا و هو الكهنوت السياسي السعودي الماسوني و بيادقه.
مثل هذه العربدة تمهد لاسرائيل بعد اكتمال خيانات التطبيع ان تطالب بالاراضي التي عاشت فيها القبائل اليهودية مثل بني القينقاع في يثرب وغطفان وكنانة والنضير وقريظة ويهود خيبر ويهود نجران وغيرها من القبائل التي عاشت في مكة والمدينة المنورة، ولا نستبعد في ضوء ذلك ان تطالب اسرائيل باستعادة الحرم المكي الشريف مقام سيدنا ابراهيم للطائفين والركع السجود .
ولئن استدارة التاريخ من سنن هذا الكون، فاليوم نرى عودة الصهاينة للكيد والحقد للاسلام شأن اسلافهم الذين عاندوا وتآمروا وتربصوا بالدين الحنيف وهذه المرة بمساعدة الاعراب بغيا وظلما وخيانة حتى قال الله :” وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨﴾الانفال”
الامة اليوم امام موقف جلل.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى