المقالات

هل هو الخطاب الأخير للرئيس الأسد؟ بقلم/ عماد العيسى

بادرني أحد الأصدقاء بسؤال لم أكن أتوقعه من رجل كنت أعتقده قبل السؤال أنه على علم بالسياسة بشكل عام ولو قليلآ , السؤال هو, هل هو الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد؟
أجبته بسؤال وباستغراب على ماذا اعتمدت ؟!!
قال ذكرني بالعقيد معمر القذافي في آخر خطاباته وذكرني، ايضآ بالرئيس المصري حسني مبارك , تابعت السؤال وما الجامع بينهم ؟
قال ينزلون الى الشارع ويطلقون العنان للتهديد والوعيد.
تابعت فقط أم هناك شيء اخر تعتمد عليه ؟
قال نعم شعوري أنه أنتهى وهذا ما يظهر على شاشة العربية والجزيرة والسي ان ان والبي بي سي . ثم سألني أنت ألا تعتقد كذلك أم لك رأي مختلف ؟
قلت له إذا أردت أن تسمعني فلنتحدث بكل صراحة ولنقسم الموضوع الى ثلاثة أجزاء , سياسي واقتصادي وامني.
قال جيد أنا أستمع إليك .
بدأت الحديث يا صديقي أولا إذا تابعت الرجل عندما كان يتحدث على مدرج جامعة دمشق لعرفت من خلال حديثه وحركته انه مرتاح جدا جدا وهذا من خلال لغة الخطابة, ولو تابعت الحديث بشكل عام لعلمت أنه يتحدث من منطلق قوة وهي فعلية وليست وهمية أستمدها من عدة مواقع, أولها على المستوى العسكري فالمؤسسة العسكرية ما زالت متماسكة وبقوة وراء القيادة السورية, ومن الناحية السياسية فما زالت الهيكلية السياسية للحكومة السورية متماسكة بشكل متين بل أكثر من السابق.
ولكن دعنا يا صديقي أن نغوص في الوضع الخارجي للسياسة السورية, فقال تفضل أنا أستمع, قلت له أن السياسة الخارجية السورية اثبتت انها تتمتع بخبرة عالية الجودة وخاصة في التعامل أثناء الأزمات, فما لا شك فيه أن التحالف الروسي الإيراني السوري وبعض الدول العربية أثبت أن القوة هي من يتحكم بالقرار السياسي الخارجي بشكل أو بآخر , وهذا ما لمسناه في التعامل مع الملف السوري في مجلس الأمن وفي أروقة الأمم المتحدة وهو مما لا شك فيه انتصار للتحالف الآنف الذكر. أما من الناحية العسكرية الداخلية السورية , فهناك فرق واضح بالقدرة العسكرية للمعارضين الذين تشتتوا في أكثر من جهة ولا يوجد أمامهم إلا تقاسم الثروات المفترضة ما بعد سقوط الحكم وهذا ما كان في الخيال للمعارضة, ويجب أن نكون واقعيين فأن الوضع العسكري على الأرض محصور حاليا في منطقة واحدة هي منطقة حمص، بل في بعض الأحياء فيها, بل في أجزاء من بعض الأحياء, وهذا يشكل بحد ذاته نجاح للجهاز العسكري السوري, وهنا يتبادر الى الأذهان سؤال طبيعي, أين المجاهدين الذين كانوا يجاهدون ضد الأمريكي المحتل في العراق ؟
هل هم دخلوا فعلا إلى سوريا أم تم ادخالهم إلى سوريا تحت مسميات عديدة منها الدفاع عن أهل السنة وما شابه ؟ !!
هل تم القضاء على هذه المجموعات أم لا ؟ فمن المعروف أن هذه المجموعات كانت متنقلة من منطقة إلى اخرى, من درعا إلى جسر الشغور، إلى تل كلخ الى حماة والآن في حمص.
أسئلة بحاجة لإجابة ولكنني أعتقد أن الإجابة لن تكون في القريب العاجل, وهذه الأسرار تذكرنا بما جرى في مخيم نهر البارد أو في بعض أحياء طرابلس بما يخص مجموعة فتح الاسلام, هذه المجموعة التي دخلت إلى الأحياء الداخلية اللبنانية والفلسطينية تحت هدف واحد مرفوع في ذلك الوقت ( الدفاع عن أهل السنة ) ويا حرام على أهل السنة كم ترتكب بأسمائهم الجرائم والكبائر, مع العلم أن ما يجري في سوريا أكبر بكثير مما جرى في شمال لبنان منذ سنوات مضت. نعود يا صديقي إلى متابعة الحديث, فمن الناحية الاقتصادية  يا صديقي أن العالم حاليا يعتمد على الصناعة الصينية من أمريكا إلى أوروبا إلى الدول العربية والعالم بشكل عام, فهل تعتقد أن سورية وبعد أن عقدت الصفقات التجارية مع الصين وإيران وحتى روسيا, هل هي بحاجة لاوروبا أو تركيا أو حتى لأمريكا ؟
أعتقد أن ما جرى هو لمصلحة سوريا على المستوى الاقتصادي وأن ما جرى يدخل ضمن اطار
( رمية بغير رامي ).
أخيرا يا صديق أعتقد أن الأزمة السورية المفتعلة دخلت في نفق مظلم والآن بدأت الخروج من هذا النفق وأصبحت في الأمتار ألاخيرة. ولكن يجب أن يكون هناك تغيير في الوضع السوري الداخلي وهذا ما سيجري في الأيام والأشهر القليلة القادمة فحكومة الوحدة الوطنية السورية هي قادمة في الطريق والانتخابات الرئاسية ايضا قادمة بالطريق، ولكن بعد الاستفتاء على الدستور الجديد وسوريا الجديدة القوية المشتركة من المعارضة الحقيقية والقيادة السورية الحالية قادمة لا محالة في القريب العاجل جدا.
أخيرا يا صديقي أعتقد أن هناك من يدعي المعارضة السورية في الخارج بدء تحضير كتب الإعتذار من القيادة السورية. وان غدآ لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى