المقالات

ينبغي اعتماد العراق على مصادر موثوقة و وفية و معتمدة لتأمين سلاحه

□أثبتت التجربة أن البيت الأبيض كان أول من خذل العراق

كتب:
د.رعدهادي جبارة☆

بترحاب و حفاوة كبيرين، استقبلت طهران ضيفها وزير الدفاع العراقي جمعة عناد سعدون،الذي لبى دعوة رسمية من وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي .
و لقي الوزير الضيف كل الابواب مشرعةً أمامه ، و طلباته ملبّاة بصدر رحب من القيادات العسكرية العليا الخمس التي قابلها في الجيش و حرس الثورة الاسلامية، لسد حاجة القوات العراقية ، براً و بحراً و جواً، و دون أي شروط مسبقة،أو تكاليف باهضة، و بأسعار منافسة لنظيراتها في الدول الاخرى الناشطة في سوق السلاح الدولية.
المراقبون اعتبروا إلغاء الحظر التسليحي عن طهران وفقا لقرار مجلس الامن الدولي ٣٢١١ و بناء على مفاد الاتفاق النووي بين طهران و مجموعة 5+1لعام 2016 فرصة ذهبية لبغداد كي تنفتح على جارتها و شقيقتها طهران لاستيراد كل ماتحتاجه لحماية الأمن القومي العراقي الذي غدت طهران تراه مرتبطا ارتباطا مصيريا بأمنها القومي.
وفي الوقت ذاته، فإن معظم أبناء الشعب العراقي الوطنيين يعتبرون الجارة إيران عمقاً استراتيجياً للعراق وعضيداً مسانداً له، في السراء والضراء و حين البأس، باعتراف معظم الطبقة السياسية و الشرائح الشعبية من السنة و الشيعة في العراق.
ولاينبغي أن يبقى العراق رهينة الوعود الأمريكية بتوفير السلاح له، بعد أن أثبتت التجربة أن البيت الأبيض كان أول من خذل العراق عند هجوم داعش المفاجئ و استيلائها على الموصل ثم الأنبار و صلاح الدين، وبادرت طهران و بأوامر مباشرة من السيد القائد لفتح ترسانة السلاح للعراق كي يحمي العاصمة أولا، ثم يطارد فلول داعش ويحرر آخر شبر من أرضه، بسواعد أبنائه النشامى وجنده الأشاوس.
و صدق من قال(الصديق عند الضيق) فقد عرفت القيادة العراقية والشعب العراقي من هو الصديق الذي دعمه وسانده ومن الذي خذله ومكّن داعش من قطع رؤوس أبناء العراق، ومن أين دخلت داعش ومن كان يشتري منها نفط العراق بأبخس الأثمان بالحوضيات عبر منفذ إبراهيم الخليل وسنجار وربيعة.
ومؤخرا؛أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء٢٥تشرين الثاني، استعداد موسكو لتلبية طلبات العراق في مجال التسليح، مشيراً إلى قرب إبرام مذكرات تفاهم مختلفة بين البلدين.وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو، مع وزير الخارجية العراقي الزائر، “أنناجادون بتطوير العلاقات مع العراق، ومستعدون لتلبية طلبات العراق في مجال التسليح”.
فمن الضرورة بمكان أن يعتمد العراق على مصادر موثوقة و وفية يمكن الإعتماد عليها، لتأمين سلاح قواته ،ولا يعقد أملا على وعود واشنطن الزائفة، فهي ليست سوى { كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا}
[النور/39].
ومن المؤكد أن أمثال قناة الشرقية و”العبرية” لايروق لهما أي تقارب وتعاضد بين الشعبين الجارين و الشقيقين في العراق و إيران فتطلق أكاذيب لا أساس لها من الصحة كالإدعاء بزيارة مراقد شهداء الحرب من قبل الوزير جمعة عناد، لكن تلك الأكاذيب الزائفة زائلة و تبقى الأخوّة العراقية الايرانية ضاربةً بجذورها في أعماق النفوس المخلصة الطيبة، يجمعها حب الحسين ع، و يزول ماعدا ذلك {كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد/17).
☆باحث و دبلوماسي سابق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى