قصص وعبر

بين الماضي والحاضر

بين الماضي والحاضر تبقى الذكريات بحلوها ومرها روح الإنسان ، هي دروس تعلمناها لحاضرنا كي نستخدمها في مستقبلنا
فالماضي هو بصمات للراحلين وحاضرنا يصنعه المتواجدون اما المستقبل يصنعه ويرسمه ويزخرفه المبدعون ، لنحرص على صنع حاضرنا كي يصبح ذكريات لماضينا مع المستقبل ، ومن يحبسه صوت الماضي والحنين لا يستطيع مواكبة ومخاطبة المستقبل ..
الكثير من الناس يتعايشون مع الذكرى الجميلة ولكن الايام القاسية لها جمال خاص يميزها لانهم في قرارة انفسهم يشعرون بلذة الانتصار بعد كل معاناتهم في تلك الفترات،
ليس علينا أن نؤجج نيران كَوَتنا وأحرقتنا ، ولإخمادها علينا بتهميشها لا بتمجيدها وتعظيمها، فلن نندم على الوقت ولا على مواقف أخذت معها أحلامنا ، آمالنا، ضحكاتنا، سعادتنا، أحزاننا، وأفراحنا، ولا على حب دون أمل.. فالأمل ضاع بعد فراق وتجدد وضاع عند اللقاء ..
فلنسلك طريقنا دون انزعاج ونبحث في حياتنا عن دواء ليكون لنا عوض عن كل ما ضاع وفات ، فكم من مرة بلعنا شهقاتنا وهم يلهون، وكم من مرة كتمنا دمعتنا و هم للغير مهتمون ، تضحياتنا وسنوات أحلامنا وشبابنا كلها ذهبت ولن تعود .. فأهلا بشيباتنا وأهلا بذكرياتنا ، سنبقى نوافي ونسترسل في تلك الذكريات لأننا أحببناها ببراءة وسنعيش على ذكراها حتى موت أنفاسنا، ولا نسمح أن تظل قلوبنا مجروحة ومأسورة ..
لا جدوى من خوض غمار هذه المهمة المستحيلة ، ولكن سيبقى عبق الماضي بحلوه ومره حتى نفسنا الأخير عالق بنا ، والدنيا عبارة عن محطات نقف فيها ، وبين تلك المحطات تتلاشى حياتنا وأعمارنا، لنبقى مجرد أسماء سطرتها الحياة..
منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى