المقالات

كلام السيد سيد الكلام -2- كتب: عبد الله خالد

شدد سيد المقاومة في حديثه أول أمس على أن الإهتمام الدولي في لبنان قد تنامى كثيرا بفضل وجود المقاومة وهذا أمر حقيقي يلمسه كل عاقل خصوصا بعد أن قويت وتنامى دورها رغم كل المؤامرات التي تعرضت لها والتي زادتها قوة وجعلتها أكثر إصرارا على متابعة مسيرتها وصولا إلى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. ومن يتابع مسيرتها الظافرة يكتشف بوضوح أن قيمتها ودورها يتضاعف مع كل انتصار تحققه بالتزامن مع زيادة الإهتمام بلبنان في محاولة لتطويقها وحصارها وصولا إلى انهائها دورا ووجودا في تأكيد واضح على أن هذا الإهتمام مرده الإنعكاسات السلبية لما يجري فيه على مستقبل الوجود الصهيوني الغاصب في فلسطين وخصوصا بعد تحرير الجنوب وإنهاء وجود لحد ومرتزقته وإفشال عدوان 2006 والقول أن المعركة المقبلة ستكون في الأرض الفلسطينية المحتلة في إشارة إلى أن معركة التحرير أوشكت أن تبدأ وهذا يعني أن مرد الإهتمام سببه الخوف من الإنعكاسات السلبية لإنتصار المقاومة على مستقبل الوجود الصهيوني كقاعدة متقدمة للغرب في المنطقة وليس أي أمر آخر. ولعلي لا أبالغ إذا قلت أن كل ما جرى بعد فشل عدوان تموز يصب في اطار منع تحقيق هذا الهدف بدءا بأحداث الربيع العربي المشؤوم الذي توج بالحرب الكونية على سوريا وما تلاها من أحداث بعد فشل تلك الحرب في تحقيق أهدافها. وهذا ما أفسح المجال لبدء مرحلة جديدة هدفها تحقيق المشروع الأمريكي-الصهيوني الذي يستهدف إخضاع المنطقة الرامي إلى إنجاح صفقة القرن وتصفية قضية فلسطين وتثبيت الهيمنة الأمريكية على المنطقة وثرواتها خصوصا بعد تنامي قدرات المقاومة وتحولها إلى محور يمتد من طهران إلى الأراضي المحتلة في فلسطين مرورا بالعراق وسوريا ولبنان ويمتد إلى اليمن وكل بقعة تواجه الهيمنة الأمريكية في المنطقة وتحظى بدعم روسيا والصين الأمر الذي يوحي بشمولية المعركة بعد تحولها من مواجهة على جهات متعددة وبشكل منفرد الى مواجهة بين مشروعين أحدهما إستسلامي يضم التظام العربي الرسمي وكل الأدوات المرتبطة بأشكال متعددة بالإدارة الأمريكية والآخر مقاوم حقق نجاحا واضحا في أكثر من جبهة عرقلت تنفيذ المخطط الذي رسمه ترامب ونتنياهو وتوهما أنهما قادران على فرضه على العالم كأمر واقع خصوصا بعد ضم القدس والجولان وتطلعهما لضم مناطق أخرى ترافقت مع ضغوط جدية لتوسيع رقعة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني ونقله إلى تحالف علني معه. وفي الوقت الذي كان فيه ثنائي الشر يتوهم أنه على وشك تحقيق نصره الكبير بالضربة القاضية خصوصا بعد اغتيال القائدين الشهيدين سليماني والمهندس وإعلان ترامب أنه هو الذي أعطى الأمر بتنفيذ العملية معتبرا أن ما حدث سيضعف المحور المقاوم فوجئ بزيادة اللحمة بين قوى محور المقاومة وتصاعد مقاومتها على أكثر من جبهة وفي أكثر من مجال وتحقيق انجازات دفعت الإدارة الأمريكية لتصعيد إجراءاتها عبر الحصار والعقوبات لإجبار الجميع على الرضوخ بقوة الضغوط كبديل لعدم القدرة على شن حرب غير مضمونة النتائج بعد فشل كل سيناريوهات إضعاف محور المقاومة. والنتيجة اليوم واضحة: لقد سقط ترامب وفشل في إحداث انقلاب يغير النتيجة ويوشك نتنياهو أن يلقى المصير نفسه وبدأت أطراف النظام العربي الرسمي تلملم قواها بينما تبدو قوى محور المقاومة أكثر راحة وثقة بالمستقبل.
عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى