كالآلة تماماً كتب: رزق طرفه

في وقتٍ ساده التواصل عن بعد ومن وراء شاشات الهواتف المحمولة، وفي زمنٍ اضطرّت فيه النّاس للبقاء في منازلها خوفاً من الجائحة العالميّة، وتزامناً مع تسارع وتيرة الإنتاج العالمي، وميل النّاس الدائم للعمل، وكسب الأموال، وجني الأرباح، أصبح الإنسان كالآلة تماماً!
فالتواصل الذي اعتادته البشريّة منذ وجودها، بمعناها البسيط والمجرّد، أصبحت صعبة جدّاً في زمننا الحالي، فكيف لمن كان يعبر عن ضحكه بوجه يضحك، ومن يعبر عن غضبه بوجه ضاحك يرسله على “واتساب” مثلاً أن يظهر لك مشاعره الحقيقيّة؟
هذا الضعف في التواصل، والعجز عند البعض، تعود أسبابه لكلّ ما سبق ذكره، ولكن كيف يستطيع الإنسان تقويم تواصله وتحسينه؟
طبعاً الأمر ليس بهذه البساطة، ويحتاج للوقت، وأولى تلك الخطوات هو الابتعاد قدر الإمكان عن المشاعر الالكترونيّة واستخدام تطبيقات السوشل ميديا، ومحاولة الجلوس بين الرفاق، والعائلة ومناقشتهم في أمور شتّى ومتنوعة، ولحماية الجيل الجديد من ضعف التواصل المباشر، يظهر دور الأهل مهمّاً وجليّاً في محاولة دمجهم مع أصدقائهم في المنزل والحيّ والمدرسة.
فالتواص الاجتماعي مهم جداً يستطيع الانسان تطويره أيضاً من خلال تعلّم فنّ الخطابة، والمشاركة في الندوات، والجلسات والحوارات الثقافيّة، والفكريّة وغيرها.

رزق طرفة
صحافي ومدرب في مجال السمعة الالكترونية مختص في مجال العالم الرقمي والتقني