الأخبار اللبنانية

التعثر في تشكيل الحكومة مقدمة لشيء كبير !!

كثيرون ظنوا ان تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه ليس متمسكاً بحكومة من 18 وزيراً هو مؤشر على اقتراب الحلحلة في ازمة تشكيل الحكومة، لاعتقادهم ان الزعيم الجنبلاطي “شمّ” دون غيره انفراجا يلوح في الافق، وعزا ذلك ان التنازلات في هذه الحالة يفرضها الانهيار الذي سيولد انفجاراً اجتماعياً لا محالة. وهو ما دفعه الى التقدم بمقترحه املاً في تقدير هذه الخطوة ولكن سرعان ما جاءه الرد من التيار الوطني الحر و مفاده ان عقدة “التوزير” الدرزي ليس الا عقدة من عشرات العقد التي تحول دون الاتفاق على تذليل بقية العقد ومن اهمها “بركة السعوديين” كشرط للافراج عن التشكيل.
ولعل الرئيس المكلف ينتظر “حياد لبنان” ليضرب عرض الحائط ببركات السعوديين والفرنسين والايرانيين !!!
ما اكثر جعجة الكلام في لبنان، وما اقل الفعل والافعال !!
والطريف، حتى لا نقول المضحك، ان ازمة تشكيل الحكومة مربطها عند توزيع الحصص وتقاسم المكاسب ومقولة الثلث المعطل، ولا يبدو في الافق بصيص امل بعد سقوط جميع المبادرات وآخرها مبادرة اللواء عباس ابراهيم التي اصطدمت برفض الرئيس المكلف وكأنه يعول على تدخل خارجي ولا نقول تدخل فرنسي لان الفرنسيين “آخد على خاطرهم” من لعبة اهدار الوقت وتمييع المبادرات مع ان البلد يحتاج الى تدخل سريع لوقف انهياره والتحسب لانتفاضة شعبية غير الحراك الذي شاهدناه على مدى سنة ونيف، والتوجس من خروج مئات الاف الجياع والمفلسين والعاطلين عن العمل الى الشوارع، ولن يستطيع احد في مثل هذه الحالة ان يقف في وجه هذه الجموع التي فقدت الكثير من مقومات العيش الكريم.
ولان الجوع كافر، فإننا نتوجس من انعدام الامن الاجتماعي، وعن مثل هذا التطور يحضرنا قول للصحابي الجليل أبا ذر الغفاري يقول: عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج الى الناس شاهراً سيفه. وصباح اليوم حاول مواطن حرق نفسه عند مفرق العباسية بعد ان صب على جسده البنزين ولكن الدفاع المدني انقذه في الوقت المناسب حسب الوكالة الوطنية للاعلام.
ساعتئذ لا ينفع ترقيع، ولا تعود للزعامات الدينية والسياسية القدرة على الامساك بمجاميعها، ولا يعود مهماً ان يقبل الرئيس المكلف بوزارة من 18 وزيرا او 28 ولا يهم ان يغمز من قناة حزب الله لارضاء السعوديين، ولا باعتكاف رئيس حكومة تصريف الاعمال، ولا بغياب الحليف المفترض للحكومة الموعودة ولا بمشاركة حزب القوات من عدمه، ولا بسحب التكليف الذي يُنسب الى التيار الوطني، ولا اذا كان حاكم المصرف المركزي متهماً اميركياً ام لا، ولا لمن تكون وزارة الداخلية، ولا لمن تكون وزارة العدل، ولا من يكون المعرقل في بعبدا او بيت الوسط.
وليس بسيطا ان يدعو احد النقابيين الى محاصرة منازل المسؤولين ووضعهم قيد الاقامة الجبرية، معتبراً ان القضاء يتهرب من مسؤولياته وقسم من القضاة مستزلمون لدى السلطة السياسية، والشرفاء منهم خائفون!!
وكشف رئيس جمعية المستهلك زهير برو ان السوبرماركت تخزن المواد الغذائية المدعومة، وترتفع الاسعار بشكل جنوني، والسبب هو السياسات والاجراءات التي اتخذتها السلطة السياسية منذ 17 تشرين الاول 2019 كانت عكس ما يقتضيه العلاج وصرفت ثمانية مليارات دولار واستفاد من هذه الاموال كبار التجار على حساب العائلات الفقيرة.
ولذلك تنفجر هذه الايام الاحتجاجات وتتقطع الطرق، ولا يلوح في الافق اي بصيص من امل، وتبقى الخشية من تطور هذه الاحتجاجات، ويتحول البلد الى جهنم، حتى يصبح المواطن يخشى الخروج الى الشارع، فيما يستمر ارتفاع سعر الدولار، ونخشى ان يكون ذلك مدبرا لشيء اكبر نجهله.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 08/03/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى