الأخبار اللبنانية

هل هي الصدفة في تزامن كلام وزير الخارجية السعودي وتحرك كوشنير

لا شك ان الولايات المتحدة ادركت منذ عقود، اهمية المجال الحيوي للوطن العربي كموقع استراتيجي من ناحية، وكمخزون نفطي هو الاعلى في العالم من ناحية ثانية، وكاستهداف صهيوني لاقامة الوطن اليهودي.
لهذا ارتكزت الاستراتيجية الاميركية على توظيف هذه المعطيات في خدمة مصالحها الرأسمالية القائمة على المراكمة من جهة، وتحقيق طموحات الصهيونية في انجاز مشروعها التوراتي من جهة اخرى.
مثل هذه الاهداف التي يُبنى عليها، يجب ان يسبقها تجزئة العالم العربي، واثارة الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية وايجاد المنظمات الارهابية الاصولية التكفيرية والربيع العربي المزعوم، ثم لملمة هذه الاشلاء للتصالح والتطبيع مع “اسرائيل” بدعم من الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة، حامية الكيانات والمشيخات والدويلات، والتي تمون وتأمر ادواتها وصنائعها تحت طائلة الحساب.
واليوم، بعد ان جرى التطبيع مع عدد من الدول العربية، تنشط المساعي لمزيد من “جائحة” التطبيع مع موريتانيا وعُمان وقطر والمملكة السعودية، وعاد صهر الرئيس الاميركي السابق مهندس اتفاقيات التطبيع من جديد كوشنير للتحرك من جديد وهو على اتصال دائم مع سلطات الاحتلال لفلسطين، وباقي الاعراب اللاهثون وراء التطبيع.
وليس صدفة في الساعات الماضية ان يدلي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بحديث الى مذيعة CNN بيكي اندرسون يقول فيه : انه لا يعرف ان كانت هناك صفقة تطبيع وشيكة بين المملكة واسرائيل والمؤكد ان الامر يعتمد الى حد كبير على التقدم في عملية السلام وان التطبيع مع اسرائيل وجعلها في قلب العالم العربي سيحقق فوائد هائلة للمنطقة وسيكون مفيدا للغاية.
ويتحدث كوشنير مباشرة ويقول ان اتفاقيات اخرى تحمل اسم ابراهام، وان عُمان وقطر وموريتانيا على وشك الانضمام الى هذه الاتفاقية، والاكثر اهمية هي السعودية وان التطبيع معها يلوح في الافق بالفعل بعد ان سمحت المملكة للطلعات الجوية الاسرائيلية بالمرور في مجالها الجوي.
وربما كثيرون او قليلون يعرفون او لا يعرفون الغاية من اطلاق “اسرائيل” على الاتفاقيات اللاحقة اسم “اتفاقية ابراهام”؟
ذلك ان المسلمين يحترمون كل الانبياء والرسل، وخاصة النبي ابراهيم امام الموحدين لله الذي يلقبه المسلمون بـ “ابو الانبياء” لكثرة ذكره في القرآن الكريم نحو 171 مرة في العديد من السور المباركة، ويحج المسلمون من جميع اقطار العالم في كل عام الى بيت الله الحرام “رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴿٣٧﴾ ابراهيم” وكم تهوى قلوب المسلمين لقوله تعالى “مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ”
ولم يكن عبثا اطلاق “اتفاقية ابراهام” باسم نبي التوحيد لغرض سياسي سبقها احتلال فلسطين وتهجير اهلها في اضخم مأساة عرفتها البشرية !!
ويقول كوشنير ان الزلزال الجيوسياسي الذي بدأ مع اتفاقات “ابراهام” لم ينتهِ بعد، وانتظروا ان تبدأ الرحلات الجوية بين “اسرائيل” والمغرب، وان هذه الايام آخر بقايا ما عُرف بالصراع العربي الاسرائيلي الذي لم يكن اكثر من صراع عقاري بين الاسرائليين والفلسطينيين، ولا ينبغي لهذا الصراع ان يمتد اكثر من ذلك مع العالم العربي الاوسع، والشعب السعودي لا يعتبر ان اسرائيل عدوته وقد حان الوقت لفصل جديد من الشراكة والازدهار والسلام !!
وبين تصريح وزير الخارجية السعودي الى محطة CNN وكلام كوشنير تلازم في التوقيت والتحضير لجولة جديدة من اتفاقيات التطبيع، ويلاحظ ان كوشنير الاسرائيلي اولا والاميركي ثانيا متأكد ان حجم الاتفاقيات بين المعنيين تحت الطاولة هي انضج من ان يظنه البعض.
ولا توجد في الخليج حاليا منظومات دفاع جوي مثالي واسرائيل يمكنها ان تساعد، سواء بتزويد المنظومات نفسها او تقديم مشورة وتوجيه لشركائها الجدد – القدامى في الخليج، كما ان لاسرائيل مصلحة من ربط منظومات الدفاع بينها وبين دول الخليج.
والقيادة السعودية في حرج شديد نتيجة الاصابات المستمرة التي تلحق بها وقد تكون ممتنة لـ “اسرائيل” التي يمكنها صرف الشعب السياسي عاجلا ام آجلا (يقول كوشنير).

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى