المقابلات

عطايا لـ”العهد”: معركة غزة عطّلت مفاعيل التطبيع واستعادت القدس من “صفقة القرن”

اعتبر ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا، أنّ “معركة “سيف القدس” حققت تثبيت قاعدة اشتباك جديدة ومعادلة قوة ردع جديدة عنوانها القدس، فسابقًا كانت مقاومة غزة تدافع عن غزة وتحمي شعبها، أما اليوم فهي تدافع عن القدس وتحمي الشعب الفلسطيني في القدس والداخل”.
وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري، رأى عطايا أنّ “هذه المعركة وحّدت الشعب الفلسطيني في الـ48 والضفة والقدس وغزة والشتات والاغتراب، وباتوا جسدًا واحدًا خلف هذه المقاومة، متضامنين معها، وحاضنين وداعمين لها، وجاهزين إلى أبعد الحدود لخوض معركة التحرير، ويتوقون للعودة إلى أرضهم في أقرب وقت ممكن”.
وعدّد عطايا أبرز إنجازات المعركة الأخيرة مع العدو، فهي “استعادت القدس من مؤامرة “صفقة القرن”، بعد أن أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عاصمة موحّدة للكيان الصهيوني، فجاءت المقاومة لتلغي مفاعيل هذه الصفقة، وتمنع استكمال تهوديها وتهجير الشعب الفلسطيني المقيم في أحيائها، وتحمي المصلّين في المسجد الأقصى من اعتداءاته.
وأضاف: “من الإنجازات أيضًا أنّ هذه المعركة عطّلت مفاعيل التطبيع والاتفاقيات بين أنظمة عربية وخليجية مع الكيان الصهيوني، لأنّ أحد أهداف هذه الاتفاقيات هو التطبيع الثقافي مع الشعوب والتطبيع عبر كيّ الوعي، فجاءت هذه المعركة لتثبت أن الشعب الفلسطيني متمسّك بأرضه، وتظهر للشعوب العربية التي يسعى العدو للتطبيع معها وتغيير مفاهيمها، وحشتيه وبشاعة المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء، وحجم الدمّار الذي ألحقه بالمباني والأبراج السكنية، والذي أسهم بخروج الشعوب العربية في مسيرات داعمة للشعب الفلسطيني ومقاومة في غزة، وهو ما عزز بشكل مباشر زيادة منسوب الوعي لدى هذه الشعوب، بمظلومية الشعب الفلسطيني، وبإجرامية العدو وأهدافه الخبيثة التي يسعى من خلالها للهيمنة وبث الفرقة والفتن بين الشعوب العربية وبينها وبين جيرانها”.
وأشار إلى أنّه على “المستوى العملي العسكري الميداني، ألغت المعركة الأخيرة مفاعيل ترسانة الأسلحة والقوة العسكرية الكبرى التي يمتلكها العدو الصهيوني، من خلال تعطيل القبة الحديدية، وتعطيل مفعول سلاحه وقوته العسكرية من حسم المعركة لصالحه، فالعدو لم يستطع أن يحقق نصرًا أو إنجازًا على غزة رغم امتلاكه ترسانة كبيرة من الأسلحة، ولم يجرؤ على تنفيذ اجتياح برّي، وكل القصف كان على المدنيين والمباني السكنية، فيما كانت الخسائر بصفوف المقاومة محدودة نسبيًّا”. متسائلًا “ما فائدة هذه الأسلحة، وهذه الترسانة إذا كانت معطّلة؟!”.
وتحدّث ممثل “الجهاد الإسلامي” في لبنان عن إحدى الرسائل المهمة على مستوى الوعي لدى المستوطنين الذين “قدموا من بلاد شتّى ليحتلوا هذه الأرض، ويستوطنوا فيها، والرسالة المعنوية مفادها أن هذه الأرض لا يمكن أن تكون أمنًا وسلامًا وطمأنينة بالنسبة لكم، ومن الأفضل أن تغادروها باختياركم، وتعودوا من حيث أتيتم، وبإمكانكم أن تقارنوا بين حياتكم وبين حياة من اختار البقاء في بلده الأصلي، وستجدون أنّ أولئك حياتهم أفضل بكثير من حياتكم على مستوى الأمن والاقتصاد والسلام، بينما أنتم لا يهنأ لكم بالٌ، وتحتاجون دائمًا إلى الدعم النفسي، والهروب إلى الملاجئ للاختباء فيها”.
وأوضح عطايا أن “الكيان كان في مأزق كبير على مستوى الجبهة الداخلية، فقد شُلّت حركة الحياة فيه على كافة المستويات، كما أنه لم يستطع إخفاء الخسائر البشرية والمادية، على عكس ما كان يحصل من تكتّم في السابق”.
ولفت إلى أنّ “الإرباك الذي أصاب العدو أضيف إليه أنه بات أمام جبهتين؛ الأولى مقاومة غزة، والثانية انتفاضة أهالي الـ48، فوقع في مأزق كبير حاول الخروج منه بأقلّ الخسائر، وساعده في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي بذل جهدًا كبيرًا لإخراجه من الهاوية السحيقة التي أوقع نفسه فيها، وجاءت المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار، لتوقف هذه المعركة بعد موافقة الأطراف عليها”.
وختم: “صحيح أن غزة كانت تتألم، لكن العدو الصهيوني كان يتألم أكثر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى