الأخبار اللبنانية

مستشار كرامي: الحل يبدأ بتشكيل حكومة

ما نعيشه هو نتيجة حتمية للاخلال بالتوازنات الطائفية ولعدم تطبيق دستور الطائف

فيصل كرامي ليس بحاجة لتسويق نفسه

الناس والمجتمع الدولي ينتظرون حكومة مع برنامج واضح لاعادة الثقة قبل التعامل معها

أكد مستشار رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي الاستاذ علاء جليلاتي في لقاء إعلامي ان “تطبيق الدستور بشكل استنسابي كان سببا رئيسيا لما وصلت اليه البلاد من انهيار سياسي واقتصادي”، ورغم دعوته ل” التفاؤل بالخير”، قال: “ان المشهد سوداوي تراكمي وسمعنا عن حل وان شاء الله خيرا، وما وصلنا اليه اليوم، هو من صناعة ايادينا وليس صناعة خارجية، وهذه التركيبة الحاكمة جاءت نتيجة انتخابات شارك فيها اللبنانيون، واتفاق الطائف جاء نتيجة تسوية شاملة لسنين الحرب، وأجريت خلاله جردة للاخطاء التي تسببت بالحرب الأهلية وتضمنت الاصلاحات السياسية المطلوبة على ان تطبق فورا، وهي مبنية على التفاهم والشراكة بين المكونات اللبنانية، لكن الذي حصل أنهم تجاهلوا تطبيق معظم بنود الطائف، وقفزوا فوقها، واتجهوا الى التسويات بدءاً من الترويكا مروراً بالديمقراطية التوافقية وصولاً الى التسوية الرئاسية، وللأسف ‏عند انتهاء هكذا تسويات من الطبيعي ان يعاني اللبنانيين من سقوطها، وترافق ذلك مع الثورة واجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا والنتيجة انهيار سياسي واقتصادي “.

أضاف : “نعم هناك اخطاء من قبل الطرفين المعنيين بتشكيل الحكومة بحق الشعب، لكنهم ليسوا هم فقط من أخطأ، فكل المكونات والأطراف السياسية في لبنان منذ 1992 اخطأوا، ويضاف الى ذلك تطبيق الدستور جاء بشكل يخالف المقاصد الاساسية الذي تخدم الصالح العام، وهو ما أوصلنا الى ما وصلنا اليه، وهذا الوضع هو نتيجة زرع النزاعات الطائفية واستثمراها انتخابيا وسياسيا”.

ولفت الى ان “‏لبنان ليس جزيرة منفصلة عن المحيط ومنذ تأسيسه كان دائم التأثر بالخارج، ومن المعلوم ان كل الطوائف في لبنان لديها غطاء ودعم خارجي، وتربطنا بالمملكة العربية السعودية علاقة متميّزة، كانت منذ أيام رشيد كرامي وستبقى ممتازة. وللأسف اليوم، أيّ سنّي يفسر الدستور على غير هوى تيار المستقبل يخرج من الطائفة” !!

واكد ان” رئيس الحكومة المكلف هو ‏من سمح أن يُمسّ بصلاحيات رئيس الحكومة، عبر دخوله بالعديد من التسويات التي اوصلته الى ما وصل اليه، وتنازله عن نصف صلاحياته، واخيرا فرنسا نلعت الحصرية عن الرئيس سعد الحريري باعتباره الممثل الوحيد للسنة في لبنان وفي رئاسة الحكومة”..

وأشار الى ان” الدول أقرضت لبنان بناءً على مشاريع وخطط الحكومات الحريرية المتعاقبة، وتلك المشاريع إما نفذت خطأ أو لم تنفّذ ونهبت أموالها”. وقال :” البطاقة التموينية ضرورية، فمن غير المقبول رفع الدعم أو ترشيده من دون تقديم البديل للّبنانيين”..

وشدد على ان” فيصل كرامي يقوم بالدور المطلوب منه، رغم الظروف القاسية”، و قال :” فيصل عمر رشيد عبدالحميد كرامي ليس بحاجة أن يسوّق نفسه، ويبقى المسؤول شريفا وكبيرا لطالما لا يطلب شيئاً لنفسه، وفيصل كرامي يمثل ضمانة لانه لا يريد شيئاً لنفسه ولا يريد استثمار اي موضوع بالسياسة، مع العلم ان المدرسة الكرامية السياسية لم تستخدم يوماً علاقاتها مع الدول لمصلحتها الشخصية، فمنذ ايام رشيد كرامي الى عمر كرامي وصولاً الى فيصل كرامي يمنع على أفراد العائلة الدخول بمشاريع مع الدولة اللبنانية، وفيصل كرامي يبقى فيصل كرامي اينما ذهب يمينا او يسارا وهو الحامل لإرث الكرامية السياسية التي عاش لبنان تحت كنفها افضل ايامه”.

وعن الأزمة السياسية، قال: “الحل ليس باجتماع الحكومة المستقيلة، الحل بتشكيل حكومة فقط لا غير”.. وأردف “أن ‏لبنان يمر بأزمة، سماها فيصل كرامي نكبة، الخارج جاهز ولكن يريد خطة، والداخل متمسك بسعد الحريري للوصول للحل ولكن، اذا استمرينا بالوضع الحالي “لوين رايحين” ؟! من الطبيعي علينا الذهاب للبديل، والبدائل موجودة والطائفة تزخز بالقيادات”..

وعن قضية جعجع، قال:” لم نعفُ عن قاتل رشيد كرامي، والقاتل خرج بعفو خاص غير قانوني وهو محكوم من أعلى مرجع قضائي في لبنان، أما العلاقة مع القوات اللبنانية فهي علاقة سياسية بحتة”..

وعن العلاقة مع حزب الله، قال: “حزب الله حليف استراتيجي والعلاقة معه فوق كل اعتبار، ولكن نختلف معه في بعض الملفات السياسية الداخلية شأننا شأن باقي الافرقاء السياسيين، نختلف مع الحلفاء في بعض الملفات ونتفق مع الخصوم في بعض الملفات، لكن نحن نعلم ان الحزب يعمل لمصلحة لبنان بالموضوع الحكومي ولكن، بعد ان جرّبنا الحريري لا نراه يملك المؤهلات التي تُخرج البلاد من أزماته، و‏زيارة فيصل كرامي للبطريرك الراعي كانت لشكره على روحه الوطنية وجهوده التي يبذلها لتزليل العقبات المتعلقة بالملف الحكومي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى