المقالات

من يحاكم الوزير ؟؟؟؟ بقلم .د. ضحى بركات

منذ بدء امتحانات الثانوية العامة ونحن فى ذهول لمانراه من دموع تصرخ بحسرة أولياء الأمور والمعلمين والطلاب المقبلين على المرحلة الثانوية شفقة على مايحدث كل يوم فى اللجان. فكيف بشباب الثانوية العامة وقد تمزقت قلوبهم أنينا وتعالت آهات صدورهم لتطرق عنان السماء . بعد هذه المأساة لابد من محاكمة علنية لوزير التعليم ومستشاريه . ويحاكمه فيها خبراء فى مجال التعليم من داخل البلاد وخارجها ليكون عبرة لمن يعتبر . ليس أبناؤنا حقل لاختراعات لم تكتمل بعد .وليس مستقبلهم لعبة شطرنج للتسلية والتحدى . لقد فشل نظامك ياسيادة الوزير ولم يكن دخول الطلاب بدون التابلت وعودة الامتحان الورقى الا الحلقة الاخيرة فى إعدام نظامك الهلامى الذى افتقر إلى أقل معايير الدراسة والخبرة . كنا نتعلم وخرج منا علماء تسابق إليهم العالم فى كل المجالات مشرفا وزويل ومحفوظ ويعقوب وغنينم وغيرهم ..لم نطلب منك نظاما جديدا طلبنا حدا لنزيف الدروس الخصوصية فاذا بك تلغى كل شىء يمكن أن يستقى منه الطالب معلوماته إلا الدروس الخصوصية. ألغيت الكتاب المدرسى والخارجى فاتجه الطالب لمذكرات المدرسين… ألغيت الشرح فى المدارس فتضاعف عدد الطلبة الوافدين على المدرس خارج المدرسة .. ألغيت المراكز التعليمية فأصبح الدرس الخاص بعشرات أضعاف الدرس فى المركز التعليمى . وجهت الطالب إلى النت فاصبح المجتمع ينزف من جرح جديد هو كروت النت والشحن المستمر بدلا من أن تضمد جرح الدرس التلقينى …قل لى بالله عليك هل أنت راض عن نظامك الذى سطر فشله الذريع بدموع أولادنا ودمائهم وحطم حياتهم وطموحهم . هل تعلم كيف يكون شعور الطالب وهو لايعرف ماذا يذاكر وكيف يختبر وكيف يتم تقييمه ..هل تعلم أى كارثة فعلتها فى هؤلاء الطلبة المساكين . هل تعلم كم تأججت البيوت المصرية بالدعاء عليك وعلى كل مساعديك ومستشاريك ..سيادة الوزير أنت بنظامك الجديد نظام التابلت لم تنجح فى إلغاء الدروس الخصوصية ولكن نجحت ببراعة فى إلغاء الطالب والمدرسة .وتحطيم منظومة التعليم على مر ثلاث سنوات هم الفيصل فى حياة شبابنا

كيف يعوض الطلبة هذه السنوات ؟ كيف يتدارك ابناؤنا آثار هذه التجربة القاتلة لكل أحلامهم …كيف سيكملون إن كتب لهم النجاح فى كليات لم يمر بخاطرهم الالتحاق بها وليس لديهم أى انتماء لها …والأرجح.. لو رسبوا كيف يستعيدوا توازنهم ويعيدوا المحاولة مع الإحساس بالظلم ومرارة الألم واليأس الذى عاشوها على مر السنوات الثلاث الماضية . أبشرك انك خلقت جيلا يحمل من الألم ما يكفيه حتى يودع الحياة وهو فى أجمل مراحل الحياة ..من يحاسبك من يتحمل نتاج أخطاء تراكمت على مر ثلاث سنوات ..لم تسمع فيها لأحد ولم تترك لنفسك فرصة للتراجع أو التفكير …لقد أخطأ وزراء التعليم فى حق أبناء الوطن مرارا ..ودفع الثمن أجيال وأجيال ..ولكنك تفوقت على الجميع فى الخطأ والتعنت والاستمرار رغم كل مؤشرات الفشل على مر السنوات الثلاث الماضية ..وحققت أعلى الدرجات فى تدمير أولادنا وستبقى بصمة الأثر السىء والضياع تكدر صفو حياتهم لسنوات لايعلم عددها إلا الله …سوف يسطر تاريخ بلادنا جريمتك فى حق أبناء الوطن وسوف تلحقك لعنات كل من يعرف بقصة جيل قتلت فيه الأمل ومسحت لديه الهدف وحرمته من تقييم عادل تستوى به قناعاته وطموحه . تقييم عادل تستوى به الحياة ..من يحاكم الوزير ..من ينقذ أجيالا قادمة ويقتص لجيل ضاع بتعنت الوزير ..ماذا لو تم تجربة نظامك فى عدد محدود من المدارس فلو نجح تم تعميمه …ماذا لو تم دراسة النظام بإتقان والأخذ فى الاعتبار لكل الآراء المعارض قبل المؤيد للوصول الى افضل طرق للتنفيذ …لماذا يدفع أبناؤنا الثمن ثم نلوم عندهم عدم الانتماء للوطن والسعى للهجرة .. أو نلوم عندهم عدم المبالاة وفقد الحماس واهتزاز الأمل وتقلص الطموح ..من يقتص لأولادنا من عقول لاتقبل النقاش ولا تعترف بالخطأ ولا تعود للحق ولا تحكم بالعدل …من يحاكم الوزير ..ليكون عبرة لمن تسول نفسه اللعب بمستقبل أولادنا فلو حاسبنا من أخطأ قبله لما حدث اليوم مانحن فيه ..لذا يجب محاكمة الوزير وكل من يتلاعب بمقدرات الشعب وأمنه …ولتكن محاكمة شعبية علنية يتطوع لها المحامون إنصافا لأجيال قادمة وارضاءا لجيل ضاع بسبب أخطاء وأوهام الوزير ….من يحاكم الوزير ….د. ضحى بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى