المقالات

حرب الدولار

عمر عبد القادر غندور

هبط سعر الدولار يومي السبت والاحد الماضيين من 22 الف ليرة الى 17.500 ليرة بفارق خمسة الآف ليرة تقريبا في يومي عطلة واختفت الليرة اللبنانية يوم الاحد الماضي وصرف العديد من الناس دولاراتهم بسعر 16.500 ليرة .
و واضح ان القوى الخفية التي تدير “حرب الدولار” من خلال المصرف المركزي لافلاس البلد نهبا وتلاعبا وتحقيرا لما بقي من مدخرات اللبنانيين ورواتبهم ، ومواصلة الاستثمار في الازمة الاقتصادية وتعميقها تحقيقا للفوضى المطلوبة !!
وما معنى صرف الدولار عبر “منصة الصيرفة” مع وجود سعر رسمي آخر اقل من سعر المنصة، وكيف يهبط صرف الدولار يومي السبت والاحد الماضيين بقدرة قادر؟ الا اذا بدأت دولتنا العلية باستثمار ثروتها النفطية والغازية!!
لا شك ان من يديرون “حرب” الدولار الخفية ينفذون “امر عمليات” لاغراض سياسية عبر مضاربات وتطبيقات احتكارية وبقدرات نقدية تبلغ الملايين من الدولارات.
ويقول خبراء اقتصاديون ان انخفاض سعر الدولار في الايام الماضية لا يعتدُ به وان العوامل التي تتحكم بسعر صرف الدولار يأخذ منحاً تصاعدياً غايته المزيد من الضغط المؤدي الى الانفجار!! وان السعر الحقيقي للدولار اعلى مما هو عليه بكثير!!
ويتحدث الجنرال الاميركي ويسلي كلارك بالصوت والصورة، وهو من كبار جنرالات الحرب الذين غزوا العراق في عام 2003، عن استهداف سبع دول في غضون خمس سنوات هي العراق وسورية ولبنان والصومال والسودان وانتهاء بايران، وتحطيم عملتها الوطنية بسلاح الدولار الذي كان امضى من الاسلحة النارية من غير تكاليف بشرية وعتاد.
ويقول الكاتب السياسي المتابع سعد الدين مزرعاني في صحيفة الاخبار ان ثمة خطة اميركية بديلة تقوم على محاولة بلورة جماعات من ذوي المهارات لاغراق لبنان في الفتن والاحتراب والدماء والانقسامات تمهيدا للتدخل الاجنبي بذريعة المساعدة والحماية على غرار ما يعرضه القادة الصهاينة اليوم من استعداد لدعم لبنان في حلّ ازمته الاقتصادية!!
وفي سياق متصل بانهيار قيمة الليرة اللبنانية والتلويح بعقوبات اوروبية للذين ساهموا في تهريب الاموال الى الخارج، يحاول وزير الخارجية الفرنسي التمهيد لانتزاع اجماع حول فرض عقوبات سياسية على سياسيين متهمين بالفساد وتبييض الاموال وتهريبها واساءة استعمال المال العام.
ويتوقع ان يتوصل الاوروبيون خلال وقت قصير الى وضع نظام العقوبات الخاص بلبنان، واعتماد إطار قانوني ومراعاة تشكيل الحكومة الجديدة وعُلم ان شطب الاسماء التي سبق وأُعلن عنها سيكون صعبا وهذه العقوبات تشمل منع السفر الى الدول الاوروبية وتجميد الاصول.
وبالعودة الى صلب موضوع الدولار يقول احد كبار المصارف اللبنانية ان التلاعب بسعر الدولار صعودا وهبوطا له علاقة للتوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة، وينخفض السعر مع انخفاض منسوب التوتر.
وقد يشكل المناخ النفسي للبنانيين عاملا في ارتفاع وهبوط السعر.
الا ان الاستهداف الخارجي وعلى النحو الذي اوضحنا يبقى هو الاساس.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى