المقالات

أصوات النشاز ستمنى بالفشل كتب: عبدالله خالد

جاء تلاحق الأحداث في الأسبوع الماضي بعد فشل العقوبات والحصار الإقتصادي والمالي في كسر إرادة اللبنانيين وإجبارهم على الرضوخ وتنفيذ أهداف المشروع الأمريكي-الصهيوني في ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة بما يخدم المصالح الصهيونية والهيمنة الأمريكية على المنطقة وتحديدا لبنان بعد أن فشلوا في مناطق أخرى.
لقد انطلق المخطط الجديد من استخدام لادواته في الداخل وتوتير الوضع على الحدود مع المحتل الصهيوني في محاولة للإيحاء بأن المقاومة وسلاحها هما الخطر الذي يهدد لبنان وأمنه وليس أي أمر آخر. وهكذا بدأ مخطط قطع الطرقات وتحديدا طريق الجنوب على أمل استفزاز المقاومة ودفعها للرد لتحويل الصراع إلى اشتباك طائفي-مذهبي-مناطقي طالما استخدم في السابق ونجح في تغذية الغريزة واستبعاد لغة العقل وتغليب المصلحة الوطنية الجامعة على المصالح الضيقة التي تكرس الإنقسام وتخدم أهداف العدو.
وجاء حادث اغتيال علي الشبلي ونصب كمين لجنازته في اليوم التالي أسفر عن ثلاثة شهداء وبعض الجرحى من قبل بعض الموتورين الذين ينسبون أنفسهم زورا وبهتانا للعشائر العربية ليزيد الوضع سوءا في محاولة لإحداث فرز مناطقي يصب في خانة شحن الغرائز. ومرة أخرى أكد المقاومون قدرتهم على ضبط النفس وارتفاعهم إلى مستوى المسؤولية الوطنية حين طالبوا الجيش اللبناني بوقف العدوان ومحاسبة الجباة وضمان عدم استمرار لعبة قطع الطرقات وتحويل الوطن إلى كانتونات متناحرة وقد قام الجيش بواجبه في حماية الوطن ومنع الفتنة التي كان البعض يأمل أن تتصاعد وتيرتها مع الذكرى السنوية الأولى لجريمة تفجير المرفأ عبر السعي لإحتلال المجلس النيابي وإقدام القوات في الجميزة على محاولة تصفية بعض مناضلي الحزب الشيوعي عبر ضربهم بالسكاكين الأمر الذي يصبح معه تحقيق الفرز بين قوى 17 تشرين مهمة وطنية تحظى بأولوية مطلقة وصولا إلى إحداث تغيير حقيقي يحدث نقلة نوعية في الوطن عبر اعتماد دولة المواطنة دولة القانون والمؤسسات التي تضمن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص لكل مواطنيها دولة مدنية ديمقراطية مقاومة تنهي حالة الموت السريري التي تعيشها البلاد بفضل إصرارها على التمسك بإقتصاد ريعي يرفض اعتماد اقتصاد منتج يقدم قيمة مضافة للإقتصاد الوطني.
على صعيد آخر جاءت الإعتداءات الصهيونية على الجنوب لتكمل المشهد في محاولة من الحكومة التي جاءت بعد سقوط نتنياهو في محاولة منها لتأكيد أن نهجها العدواني لم ولن يتغير وهذا ما يفترض أن يعيه اللاهثون وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني. وكان من البديهي أن يرفض المقاومون سعي الصهاينة لتغيير قواعد الردع التي فرضوها بدمائهم التي روت تراب الوطن. وكان من الطبيعي أن ترد المقاومة على العدوان وهذا ما أكدته علنا وفي وضح النهار. وفي الوقت الذي كان فيه العدو ينتظر أن لا ترد المقاومة على العدوان الذي استهدف مناطق مفتوحة ووسطت بعض القوى الدولية لتحقيق ذلك إلا أن المقاومة ردت بسرعة وأطلقت صواريخ تجاوزت عدد الصواريخ التي أطلقها الصهاينة ووسعت نطاق المناطق المستهدفة وصولا إلى الجولان المحتل في تأكيد عملي على وحدة قوى محور المقاومة وإبلاغ العدو أن المعركة المقبلة ستكون شاملة.
إلا أن الأمر المستغرب أن يهود الداخل كشفوا عن وجوههم بسرعة حين تحركت فلول العميل لحد في شويا لتوقف العائدين من مواجهة العدو وتعتدي عليهم بدلا من أن تشد على إيديهم في تأكيد على وحدة اللبنانيين في مواجهة العدو المشترك وعلى وحدة الجيش والشعب والمقاومة. وإذا كانت أغلبية اللبنانيين قد أكدت دعمها ووقوفها إلى جانب المقاومة تماما كما فعلت العشائر العربية إلا أن هذا لا يعني أنه لم توجد بعض أصوات النشاز التي طرحت أمورا تؤكد ارتباطها بالمشروع المعادي علما أن تلك الأصوات لن تغير المعادلة التي فرضتها المقاومة ومفادها أن زمن الهزائم قد ولى وأن عصر الإنتصارات قد بدأ وأنه لن يتوقف إلا بتحرير كامل التراب العربي وفي مقدمته فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى