المقالات

إن كانت بيروت القلب-فماذا بعكار ؟ كتبت: المهندسة الشاعرة ريان نجار

بعكار المجد وعزة الوطن
بعكار الصمود وبهاء الأرز

كيف ننعيكِ؟
كيف ننعيكِ؟
ومعموديات الشهادة والحزن والألم لم تنته بعد ! لم يلتئم الجرح بعد!
ولم يُطوى على تضميد صفحاتها بعد!
كيف ننعيكِ بعد إنفجار السلام والتقوى في ٢٣ آب؟
وبعد تفجير المرفأ في ٤ آب ؟ كيف؟
كيف يا عكار التليل أنعيكِ في ١٥ آب ؟
كيف لشهر آب أن يهدأ من فاجعتنا !
كثرت فيك المصادفة؟؟!

مصادفة على البكاء في الجنازات
مصادفة على الفقد والفراق
مصادفة على الألم والقهر
مصادفة على الخراب والدمار
مصادفة تدمي القلوب مرة أخرى
مصادفة شرعت الجرائم التي لا عقاب لها
شرعت سرقات جنى عمرٍ دون مُساءَلة…
شرعت النهب الممنهج لإراقة المزيد من دماء الأبرياء ..،
شرعت أنظمة الجشع المتفنن
بإفساد الامل أو حتى بصيصه …
شرعت إبادة شعب بأكمله من أجل مصالح رخيصة
تجمل وتلمع ما تبقى من دناءتهم !

بين النيترات والليترات
بين شح الخبز و الادوية
مئات من الضحايا وآلاف من الجرحى
والمشردين وخسائر لا تعد ولا تحصى

بين جميع هؤلاء
أنعيكِ يا عكار !
فمشهد النيران التي التهمت شبابنا حية ترزق
كمشاهد الجحيم ! مشاهد حصرية من جحيم أفجعنا
اعذريني يا عكار؟
فحتماً الجحيم فارغ
وجميع الشياطين إستباحك أرضك والتهمت أرواحاً شابة وأوجعت أرواحاً تضج بالحياة استنجدت بأقل من الممكن للصمود.
اعذريني يا عكار لمشهد أثقل الفؤاد لشباب تلفظت بانفاسها الأخيرة مغمسة بنار متوحشة لم يكن لنا لا الحول ولا قوة باخمادها،
اعذريني يا عكار لوجع امهاتكم وابائكم وشبابكم واطفالكم …
فصدى اوجاعكِ تاكل الروح حية:
جراح الجمل هذه لا تبرأ:
‘ بدي ابني … ببوس ايدك رجعلي ابني.
جبلي ابراهيم وعلي.
شو بدي قول؟ ماتوا ولادي الاتنين كرمال البنزين.
اتنين يا الله …نور وايمان ينزل على قبركن…
فقدنا اتنين…بس كرمال الله وقفولي ابني على اجري.

وقع هذه الكلمات ومن شدتها
تسطر حتفنا للغد لأننا قد نجونا اليوم
وقد اعتلى الشيوخ في القصور وتزينت الشباب في القبور
نعم تزينت حقوقنا وامالنا وارواحنا في القبور … لأجل سفاهتهم وفسادهم وإجرامهم

لكن عدالة السماء آتية لا محالة …
آتية لا محالة من رب المستحيل…
و ربما لن تجد جثثكم
لان القبور سترفُسكم
ولن تستقبلكم لانها لا تليق بأمثالكم…

فليعلم الجميع وليتعظ
لانه فقط في لبنان
رفع الدعم عن الحياة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى