المقالات

هل بدأت إرهاصات مرحلة جديدة؟ – كتب: عبدالله خالد

جاءت جريمة الطيونة بعد أحداث خلدة وما سبقها من محاولات لقطع طرق الجنوب لتوحي بوجود مخطط متكامل يهدف إلى محاصرة القوى المساندة للمقاومة واستفزازها وصولاً إلى تحقيق فتنة لا يفيد منها إلا العدو الصهيوني والمشروع الأمريكي الذي يستهدف المنطقة حفاظاً على مصالحه وتثبيتا للاحتلال الصهيوني كقاعدة متقدمة للغرب في المنطقة. ان ما جرى ويجري في أكثر من منطقة في لبنان هو بمثابة استدراج عروض من قبل البعض في تأكيد على القدرة لتنفيذ ما يطلب منهم لتفجير الوضع الأمني وشرذمة الوطن وإلهاء المقاومة وإغراقها في قضايا هامشية تلهيها عن التفرغ لمواجهة العدو وإفشال مخططاته بعد أن نجح في فرض معادلات وتوازنات ردع يتسع إطارها يوماً بعد يوم في تأكيد عملي على تنامي وتزايد قدرات المقاومة خصوصاً بعد أن تحولت الى تيار عري يمتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء والمقاومين في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان الذين يؤكدون بتلاحمهم انه لم يعد ممكناً استدراج واستفراد قوى المقاومة كما كان يحصل في السابق وان المعركة المقبلة ستشمل كل الجبهات ولن تقتصر على جبهة واحدة كما كان يحصل في السابق.
إذا أضفنا إلى ذلك الهزيمة الأمريكية المدوية في أفغانستان بعد عشرين عاماً من الاحتلال وفشل الحرب الكونية على سوريا في تحقيق الأهداف المرجوة منها وتزايد قدرات المقاومة في لبنان ومجريات الحرب في اليمن وبوادر متغيرات في أكثر من قطر عربي أمكننا أن ندرك ان مرحلة توشك أن تطوى في المنطقة وانه توجد محاولات جادة لم تتبلور معالمها بعد وان كانت توحي بان عصر الأحادية القطبية قد انتهى وان عالماً متعدد الأقطاب بدأ يفرض نفسه ولكنه ما زال بحاجة إلى مزيد من التشاور بين القوى المتصارعة التي قد تأخذ وقتاً خصوصاً وان قوى متعددة بدأت تبرز على الساحة وتسعى اليوم لأن يكون لها دور في عالم الغد.
الأمر المؤكد ان الوضع في العالم والمنطقة مقبل على تطورات يمكن إدراجها في إطارين: الوصول إلى توافق دولي يخفف حدة التوتر ويرسم معالم نظام دولي جديد يعتمد التوازن وينهي – أو يقلص على الأقل – الأحادية القطبية ويكرس مرحلة جديدة تعترف بالتعددية القطبية وتحفظ مصالحها او الانخراط في صراعات ونزاعات تهدد السلم ألاهلي بحيث يتم تبريد الرؤوس الحامية ويدفع الجميع إلى طاولة المفاوضات.
وعلى الرغم من ان المفاوضات تجري على أكثر من مستوى دولي وإقليمي وعربي ومحلي الا انها ما زالت في بداياتها وترافقت مع صدامات واشتباكات في محاولة لتحسين شروط التفاوض لهذا الطرف أو ذاك علماً ان بعضها كان يهدف لإعاقتها وصولاً إلى إفشالها لأنها تقلص نفوذ أو مصالح هذا الطرف أو ذاك خصوصاً وانها ترافقت مع صدامات سرعان ما تحولت إلى فتن يمكن أن تعيد أجواء الحرب الأهلية ومآسيها… ويبقى السؤال ترى هل نضجت ارهاصات مرحلة جديدة وهذا يحتاج لحديث آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى