المقالات

هل بدأت إرهاصات مرحلة جديدة؟

  • 1 -عبدالله خالد

جاء الغزو الأمريكي لافغانستان بعد استهداف برجي نيويورك واتهام القاعدة بالمسؤولية رغم ان أكثر من دليل يؤكد على الدور الصهيوني الواضح فيه واهمها غياب أكثر من ثلاثة آلاف يهودي عن عمله يوم العدوان والكشف عن عملية تأمين جرت قبل فترة قصيرة من استهداف البرجين حقق فيها الصهاينة مئات ملايين الدولارات. يضاف الى ذلك الصلة التي تربط الصهاينة بالمنظمات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة وطالبان والكيان الصهيوني لتبعيتها كلها للإدارة الأمريكية وتمويلها من قبل الأدوات المرتبطة بها في المنطقة وهكذا عززت الإدارة الأمريكية وجودها العسكري على مقربة من الحدود الروسية.
وجاء غزو العراق بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل و ثبت فيما بعد انه غير صحيح ووصول باول إلى دمشق محاولاً فرض إملاءاته على سوريا ليفاجأ بموقف حاسم من الرئيس بشار الأسد انه سيدعم المقاومة العراقية بكل الوسائل الممكنة وانه سيقف إلى جانبها وانه سيقدم لها كل دعم ممكن وصولاً إلى تحريرها من الغزو الأمريكي.
وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد قد أخذ قراراً استراتيجياً بدعم حركات المقاومة على امتداد الأرض العربية وفي مقدمتها المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق في تأكيد عملي على ان سوريا هي قلب العروبة المقاومة النابض ودرة بلاد الشام ووضع كل إمكانيات سوريا في تصرف المقاومة وهذا ما أدى إلى تحرير جنوب لبنان وعزز المقاومة في فلسطين المحتلة والعراق الذي يواجه الغزو الأمريكي وجبروته. وتابع الرئيس بشار حمل راية المقاومة ووضع كل إمكانيات سوريا في تصرف المقاومين وأعطاهم كل حقوق المواطنين السوريين دون أن يفرض عليهم واجباتهم ليتفرغوا لمقاومة الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأمريكية.
وجاء عدوان تموز 2006 الذي خططت له الإدارة الامريكية ونفذه الصهاينة ليجهض أوهام المشروع الأمريكي الصهيوني وشكل فشله هزيمة حقيقية للمعتدين اكدت ان تغييراً حقيقياً في معادلات القوى حصل في المنطقة أفسحت المجال لتغيير موازين القوى لمصلحة المقاومين فرضت معادلات جديدة من شأنها أن تفرض توازناً في الردع أسقط مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر وشكل بداية جادة لتقليص الدور الذي أسند للصهاينة كقاعدة متقدمة للغرب مهمتها لعب دور الشرطي الذي يؤدب العرب ويحمي مصالح الغرب وهيمنته على المنطقة.
وجاءت بطولات المقاومين في غزة التي فرضت انسحاب الصهاينة منها لتنهي اسطورة التفوق الصهيوني الذي وجد نفسه غير قادر على فرض إرادته على المقاومة فيها خصوصاً بعد مؤشرات تجاوب الشعب الفلسطيني في الضفة والأراضي المحتلة عام 1948 وتحديداً في القدس معها. وشعرت الإدارة الأمريكية بالخطر وأيقن الصهاينة ان أحلامهم في الهيمنة على كامل المنطقة أصبحت مستحيلة وانه لا بد من تحرك سريع لتقليص وهج الانتصار الذي حققه المقاومون كمقدمة لإجهاضه… وهكذا طرح مشروع الربيع العربي المشؤوم وهذا يحتاج لحديث آخر.
عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى