الأخبار اللبنانية

سامي الجميل: ما كانوا ليحققوا انقلابهم لولا تنازلاتنا

مع المحكمة حتى النهاية لأنها العمود الفقري في بناء الدولة نشارك في الحكومة عندما تطرح مبادرة للشراكة الحقيقية

أكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل “أهمية لبنان، هذا البلد الذي لجأ اليه كثيرون فهو ملجأ لاقليات كثيرة لجأت اليه لتحمي نفسها من كل انواع الاضطهادات، ولكن لا بد من ان نقول ان الارض هي ملك من لجأوا اليها ومن هي لهم”.

وقال في في حديث ل”أخبار المستقبل” لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: “زرعوا دم شهداء منذ 2000 عاما واصبح لبنان كوطن رمزا لجميع الشعوب المضطهدة وللحرية والتعبير عن الرأي واحترام الآخر، وللاسف نحن نخسر هذا الاساس والرمز والطبيعة الاساسية للبنان وهذه الطبيعة التي لولاها لما كنا موجودين”.

ورأى ان “كل من يمارس العنف الكلامي والسياسي اليوم ما كان ليستطيع ذلك لو لم يكن لبنان هكذا، ولو لم يكن لبنان كذلك لما قام هؤلاء بانقلاب وأصبح البعض منهم وزراء ونوابا. وطننا دفع غاليا ثمن الحرية ونحن لا يمكن ان نفرط بدماء الشهداء”. وأوضح أن “لبنان عاش كباقي الدول ولكن ثقافتنا هي الهروب من المسؤوليات بينما باقي الدول تعلمت من تجارب الماضي. لا نتعلم ان الاستقواء بالخارج لا يوصل الى نتيجة وكذلك اقصاء الآخر, علينا ان نقوم بنقد ذاتي”.

وقال: “منذ ثلاثة أعوام نكرر الخطاب نفسه وقد دعونا الى الحفاظ على مكتسبات الناس، ففي 2009 كان باستطاعتنا الحصول على الأكثرية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء وكل مكونات النظام الديموقراطي ولكننا تنازلنا عن هذه كلها وأضعفنا أنفسنا من كل الأسلحة الدستورية، وهم ما كانوا ليحققوا انقلابهم لولا تنازلاتنا”.

اضاف: “حصلنا على استقلالنا بسهولة ولكن الحرب لم تعلمنا وكانت تأسيسية وانتهت بتسوية ولم تكن بناءة بل ظرفية، حصلت تحت الضغط السوري ولم تكن على مستوى مؤتمر وطني عام بل كرست انتصارا لفريق على آخر وادت الى اقصاء فرقاء كالدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون والرئيس امين الجميل ونحن، وبالتالي لم تكن حلا للبنان”.

وذكر ان “كل الاتفاقات التي حصلت في السابق سقطت ومنها القاهرة والطائف وجنيف والدوحة، وحان الوقت لمؤتمر وطني عام. واليوم نتحدث عن اتفاق لان طاولة الحوار لم تكن اتفاقا ونحن نريد اتفاقا يبني لبنان من قلب العاصمة اللبنانية بيروت”، واعتبر ان “البلد الذي يكون على شفير حرب اهلية تسقط فيه كل المحرمات، وما من أمر محرم الا الدم وكل ما يساعد لبنان على الانتقال الى دولة حقيقية”.

وأوضح أن “14 آذار ليست حزبا بل وفاء لشهداء سقطوا مع بعضهم في معركة السيادة والاستقلال”، وقال: “ما أطالب به داخل القيادات وخارجها هو وضع مشروع للمستقبل. شئنا ام ابينا هناك من لا يوافقنا الرأي فكيف سنبني وطنا وهو ليس معنا؟”

وشدد على ان “لا تنازل عن المحكمة الدولية لانها تمثل العمود الفقري في بناء الدولة”. وقال: “نحن ام الصبي ويجب ان نفكر عنا وعن الآخر. انا اليوم مع 1559 واعتبر ان الولايات المتحدة صديقة للبنان وساعدته، واذا كنا نملك دبابتين فلأنها قدمتهما لنا. نحن مع المحكمة الدولية حتى النهاية لانها تمثل العدالة لشهدائنا، ونحن ضد سلاح “حزب الله” ولكن هذا لا يعني ان ألغي الآخر الذي لا يفكر مثلي”.

وتابع: “نحن في 14 آذار في مدرسة السيادة وعلينا ان نفكر بحل نهائي للمشكلة لكل اللبنانيين. لا أحد قويا، وأسلحتهم وصواريخهم لا تخيفنا فنحن ابناء مقاومة وأحد لا يمكنه ان يفرض علينا أي أمر. علينا ان نفهم ان اتفاق الطائف حصل وكان جيدا في وقته وادى قسطه الى العلى ولكنه برهن عام 2011 ان هناك مشكلة تحتاج الى الحوار بعمق”.

ورأى ان “الحفاظ على التعددية يمر بالمشاركة السياسية في الانظمة، ووضع الاقباط في مصر غير مقبول لانهم يتمثلون ب خمسة نواب من 600 نائب فهل هذا طبيعي؟ نحن في المدرسة التعددية نعترف بالآخر وبالحق بالاختلاف”.

واعتبر أن الرئيس نبيه بري “يتحدث عن إلغاء الطائفية السياسية في كل فترة يود فيها ان يهدد اللبنانيين ويشعر بالأزمة يطرح الموضوع”. ولفت الى ان “موضوع قانون الانتخاب يحتاج لنقاش مستفيض وأتمنى ان يفتحوا باب مجلس النواب لنستطيع التشريع”.

وعن المشاركة في الحكومة قال: “لم نقفل الباب، وعندما تطرح مبادرة للشراكة الحقيقية عندئذ نشارك”. واستبعد “دخول الكتائب في الحكومة من دون سائر فرقاء 14 آذار، ومن يقول ذلك يهين الحزب لما يمثله ويهين شهداءه، وقد سمعته ممن تمنيت لو انهم انتفضوا عندما قالوا عن السين سين، وعن البند السادس في البيان الوزاري الذي كرس سلاح المقاومة. منذ الاساس قلنا ان 14 آذار يجب ألا تقفل الباب امام المشاركة ولكن ليس هناك معيار مشترك”.

وردا على سؤال عما اذا كان الرئيس ميشال سليمان سيوقع على حكومة من لون واحد، تمنى “ألا يوقع، ولكن هناك ضغوطات كثيرة عليه ولا نعرف ما اذا كان سيوقع”.

وتمنى الجميل أن “تعقد 14 آذار هذا العام خلوة للتفكير بطريقة تنظيمها واهدافها القريبة والمتوسط والبعيدة الامد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى