إجتماعيات

جدد سعادتك كطفل \ عزام حدبا \ قصص الأطفال

أرفض الاعتراف بوجود قصص مخصصة للأطفال.. فالقصص التي نرويها للأطفال هي قصص ممتعة للراشدين كذلك: قصص الأميرات والفرسان.. قصص والت ديزني.. توم اندي جيري.. سبونج بوب.. كلها قصص مسلية وعميقة لكل الأعمار.. الفرق الوحيد بيننا وبين الطفل أن الطفل ميال الى عدم الملل من إعادة وتكرار نفس القصة.. أو نفس الحلقة من المسلسل الكرتوني.. لهذا هو في سعادة دائمة ولا يعاني من الملل مثلنا..
الملل يحاصرنا
فلنعترف إذن أننا فقدنا السعادة منذ كبرنا في العمر.. أصبح الملل يحاصرنا من كل جهة والوصفة الوحيدة التي أراها هي وصفة الطفل: إعادة الاستمتاع بالشيء نفسه مرات ومرات.. وهذا لا يتم إلا بالذكرى.. حينما يكون لديك ذكرى طيبة ورائعة فأنت تستطيع استرجاع سعادتك فيها مرات ومرات.. أذكر أن الفيلسوف الانكليزي جيرمي بنثام وضع عدة مواصفات للسعادة منها القوة والمدة والصفاء والخصوبة.. وبالخصوبة كان يعني قدرتها على التجدد..
خصوبة الذكرى هي ما يجعل بعض الأشخاص الذين مروا في حياتنا لفترة قصيرة أهم من أشخاص عايشناهم فترة طويلة خاصة إن كانوا مبهرين ولم نر منهم إلا كل خير.. بل أن الأمر قد يكون أبسط من ذلك.. أحيانا تحتفظ بذكرى طيبة وجميلة عن شخص لم نتعرف عليه قط.. كل ما في الأمر إنه ابتسم لك ابتسامة مشرقة في يوم من أتعس أيام حياتك..
ذكريات الطفولة
لا زلت إلى اليوم أسترجع ذكريات جميلة من طفولتي.. لهفتي لشراء العدد الجديد من سوبرمان.. وكيف كنت اقرأه بنهم متلذذا ببضع حبات من الكاجو كان مصروفي الصغير يسمح لي بها من وقت لآخر.. لهفتي لمشاهدة حلقة سندباد الاسبوعية الجديدة على التلفزيون الوحيد يومها: تلفزيون لبنان.. هديتي السنوية لأمي في عيدها: سكاكر من نوع معين تفضله..
السعادة في الماضي أو المستقبل
الخلاصة ان السعادة بأيدينا.. وهي لا تكون إلا في الماضي من خلال الذكريات أو المستقبل من خلال الأمل.. لا يهم طولها ومدتها.. فأنت بيدك أن تمد لحظة واحدة وتجعل منها دهرا.. المهم أن تكون قوية صادقة وحقيقية.. وأن تكون حافلة ببهجة القلب ومتعة الفكر وانشراح الروح..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى