المقالات

هيا بنا نحب …فالحب حياة
بقلم د. ضحى بركات

بعد عمر من الخبرة وتجارب وقصص من الحياة بين كاسب وخاسر . أعلنها مدوية بلا خجل ولا خوف .. أيها الناس …الحب حياة وبدونه لا حياة ولا روح ولا سعادة . نعم فالحب هو الحياة .لولا الحب ماكان العطاء ماكان الوفاء ماكانت التضحية والفداء .
للأسف تعالى بنا الجهل بالحياة وطبيعة القلوب فتسابقنا لقتل أسمى مشاعر القلب وأجمل معانى الحياة حين ظلمنا الحب وسجناه فى العاطفة التى تجذب بين الرجل والمرأة وتدفع للذنب وتجرح القلب وتعرض المرء لغضب الإله .. ووالحكمة أن هذا النوع من الحب وفى الحب ليس إلا أقل القليل . فالحب أعمق من ذلك وأكبر بكثير . فكل مانحيا به من الأمن والأمان والاطمئنان بسبب الحب الذى ملأ الوجدان .ولك أن تتخيل لو حل الحقد والكراهية بدلا من الحب للخلق والسلم مع النفس كم ستشتعل الحياة حولنا بالخوف وكم تزيد الجريمة وتصبح الحياة لا حياة. وسوف توقن أن الحب بين الناس فى الشوارع فى البيوت فى المصالح فى المدارس لا غنى عنه فهو ضرورى كالهواء والماء لكى تستمر الحياة ..وعندها سترفع معنا شعار …الحب حياة ..وبدونه لا حياة . كم هى أهمية الحب لتحلو الحياة ولا أدرى لماذا حاصروا الحب فى إطار العيب والممنوع ..ولم يعلمونا أنه المعقول والأهم على مر العصور …..لصالح من ؟! .الحب حياة تسعد القلوب وتريح النفوس وتوقف الحقد وتقتل الحسد فتزهر السعادة فى الدروب والقلوب . لصالح من ..الحب نهر للحياة الطبيعية وبدونه جدب وتعب وقسوة وآه تلو آه .. الحب حياة .. الحب يصنع المعجزات ..اليوم نعلن هذه القناعة وننشرها بيننا فى العالم كله …كدعوة للحب… ولنبدأ بحب أنفسنا لنحييها حياة طيبة ملؤها الإيمان والصفاء فنسعدها فى الدنيا وننجو بها فى الآخرة ..ثم ننشر الحب فيما بيننا ..لنجنى الخير ونحيا السلام …فهل تتحقق السعادة بدون أى من هؤلاء ….
الحب نعمة ذكرنا بها الإله وسألنا الشكر عليها لأنها كانت اول بدء قوة الإسلام وسبب علوه ونصرته …فحب الصحابة لدينهم وحبهم لرسولهم وحبهم لبعضهم البعض وحبهم لأنفسهم حين عاهدوا الله وباعوها إليه ثمنا للجنة ..كان سر نصر الإسلام وقوة الإسلام ..ويوضح سبحانه هذا فى قوله تعالى
: (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)…انظر إلى نهاية الآية كان الحب بينهم …والحب لدين اعتنقوه والحب لرسول صدقوه والحب لإله عرفوه وعبدوه سبب العزة والنصر لهم ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لايؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .”.وقال صلى الله عليه وسلم .. لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه …انظر كيف كان الحب مؤشرا للإيمان .ودليلا عليه .. .الحب نعمة من الله تؤكد قدرته وعلمه وحكمته….
حين دعا الخلق إليها فى دين الإسلام الذى أكمله وأتمه ووصفه بنعمته .قال تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ..”. فهل من المعقول بعد كل هذه الأدلة أن ننكر قيمة الحب فى خلق السعادة وإحياء الحياة …..هيا بنا نحب = هيا بنا نحيا .. فالدعوة للحب ماهى إلا دعوة للحياة …

د. ضحى بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى