المقالات

رحيل الدكتور وجيه فانوس
خسارة كبيرة للوطن

بقلم المحامي عمر زين*

قامات وطنية يخسرها لبنان مشهود لها بالالتزام والنزاهة والأمانة والأصالة وأحد هذه القامات الأخ والصديق والرفيق الراحل العزيز الاستاذ الدكتور وجيه فانوس، الذي غادرنا من دنيا الفناء إلى دنيا البقاء في الأسبوع الماضي، ولم يجف بعد الحبر لآخر مقالة له الذي وزعها قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد.
الراحل الحبيب صاحب الابتسامة الرقيقة الدائمة والدافئة الذي امضى عمره يدعو إلى مبدأ المواطنة في بناء النظام السياسي للبنان وذلك للنهوض بالوطن بعيداً عن تغيرات المحاصصة وعلاقات التبعية واذلال الاستزلام، وهو الحريص على وجود لبنان، وتمسكاً بوحدته وكان طامحاً ابداً الى عزته وازدهاره، وداعياً للتلاقي في مجلات الحرص الوطني على سلامة لبنان وأمنه وآمانه ودوام ازدهاره.
نعم هذا هو البيروتي العروبي النهضوي الطليعي الذي كان المثل والمثال في التخطيط والتصميم والتنفيذ والإدارة والمثابرة والإنجاز في كل المؤسسات التي عمل بها، فلم يترك لحظة من حياته إلا وعمل بما يخدم الوطن وابنائه، فكان سخياً في عطائه الفكري والأدبي والمعرفي والوطني، فأهتم بالسيرة النبوية وقدمها بمرايا معاصرة، واهتم بالعلاقات العامة في المؤسسات الأهلية، وكان لدليل المعلم في مرحلة التعليم الثانوي المشارك في وصفه بثلاثة أجزاء الأثر الفعال في مسيرة التعليم في لبنان، فاعطى في كل ذلك قواعد راسخة من إنتاجه الفكري العزير جداً.

شاركنا معاً في مؤتمر الاونيسكو الذي عقد برعاية سماحة السيد علي محمد حسين فضل الله في 20/2/2015 الذي ارسى قواعد للسلم الاهلي بحضور أكثر من ثلاثمائة جمعية ومؤسسة ومنظمة وهيئة وقامات فكرية واجتماعية ودينية وصدرت عنه وثيقة السلم الأهلي والحوار، واسسنا معاً على أثره المنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي الذي اصر ان اكون منسقها العام، فأعطاها من فكره ووقته وجهده الكثير مع المغفور له الدكتور أحمد موصللي الذي توفاه الله في 19 / تشرين الأول/ 2021، فعهداً علينا متابعة نضالنا لتعزيز السلم الأهلي بالتعاون مع ملتقى الاديان والثقافات للحوار وكل القوى الحية في المجتمع اللبناني مع تأكيدنا للحضور الدائم والثابت لفكرهما وثقافتهما ونضالهما.
الراحل الحبيب كان المشارك الدائم بكل الفعاليات والمبادرات الوطنية والقومية والثقافية في لبنان ودنيا العرب في تلك التي بادر الى الدعوة اليها او التي دعي اليها.
لقد كانت فلسطين قضيته المركزية ووجهته الدائمة للعمل على تحريرها، وأشير هنا الى طلبه مني بصفتي عضو الهيئة العامة للمركز الثقافي الإسلامي، ورئيس اللجنة الحقوقية، بأن أقدم مقالة عن المناضل الفلسطيني البطل عز الدين القسام لتنشر على صفحة المركز، فعهداً لروحه الطاهرة سأنجزها وفق ما أراد، فإلى شباب لبنان ذكوراً واناثاً ان يتخذوا من كتاباته وحركيته نموذجاً يحتذى في نضالهم الواجب عليهم في الإصلاح والتغيير والنهوض.
تغمدك الله بواسع رحمته وانزلك منزلة الصديقين والابرار والهمنا جميعاً مع العائلة الكريمة جميل الصبر والعزاء.

*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
*المنسق العام لشبكة الأمان للسلم الأهلي
بيروت في 16/7/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى