المقالات

رجال على الهامش…..
بقلم .د. ضحى بركات

سبحان الله الذى نظم الكون ووزع الجهد وحدد لكل موقعه ..ومن غير أو ترك موضعه فقد ضاع وضيعه. نعم لقد حدد الخالق لكل منا أمانة وعاهده أن يتم الرسالة كل بما يتناسب مع طبيعته … أولوية المرأة البيت ” وقرن فى بيوتكن …” والزينة . فقال” أومن ينشأ فى الحلية…..والبعد عن المشاكل فقال
وهو فى الخصام غير مبين ….” لماذا ؟! لكى تكون الوعاء الذى يحتوى كل الأسرة ويخفف عنهم الهم والوحشة والغصة. قال تعالى ” وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة …..” كلنا نسى كل هذا التأهيل وقرأ الرجال قوامون على النساء بمافضل الله بعضهم على بعض….وتوقف ولم يكمل قوله تعالى …. وبما أنفقوا من أموالهم ……القوامة لها ذراعان ذراع التفضيل فى الخلق والقوة الجسدية وهذا هو “الاحتواء المعنوى” وذراع الإنفاق المادى وهذا ” الاحتواء المادى “…قال الله ذلك فى آيات سبقت آيات وصف المرأة بالصلاح أو النشوذ…..وسبقت ايات الأمر بالعقاب والهجر والضرب…لأنه سبحانه يعلم أن القوامة قبل الإقامة…أى يجب أن تكون انت ايها الرجل اليد العليا فى الإنفاق فى السعى فى الجهد لتوفير حاجات البيت قبل أن تطلب المتعة والطاعة..ولكن بعد خروج المرأة للعمل تغيرت المفاهيم وتبدلت القناعات. أصبح الشاب يبحث فى العروس عن الراتب قبل الرتابة وعن الغنى قبل الدين وعن الحسب قبل الأدب..بحجة ظروف الحياة وعناء المسؤولية ……وقد يؤثر ذلك على طبيعة العلاقة بينك وبين زوجتك
لاتلم إلا نفسك ولاتطلب إلا ماتجود عليك به فالمرأة لايرضيها الا لاحتواء المادى والمعنوى ولكنك تظن أن الرجولة أمر ونهى وطاعة عمياء كأنك بزواجك منها ملكتها الدنيا ولا ادرى كيف تكون هذه رؤيتك وهى تنفق على نفسها وبيتها … كيف وهى تقوم بكل شؤون بيتها لاتنقص منه شيئا كيف وهى طاحونة تدور ليل نهار بين العمل والبيت بين الزوج والولد وحين تلتقى الفراش بعد طول عناء تطلب حقك وإلا فهى ظالمة وناشذ وتكيل لها من اللوم والسب ماشاء الله ..لا أيها الواهم لقد تخليت عن بعض واجبك فلابد أن تفقد بعض حقوقك .. إن طلبك لزوجتك إلى الفراش ليس منحة أو هدية ستفرح بها فقد أنهكت قواها فى العمل خارج البيت وفى الخدمة داخل البيت ولولا عاطفة الأمومة التى تطغى على كل ألم لتركت لك كل شىء وعادت للحياة التى افتقدتها فى بيت أبيها مدللة لامسؤلية ولاواجبات ..لقد فشلت أن تكون فارس خيالها أو تكون الكفو الذى ضحت من أجله بحريتها واستقلالها …لابد أن تعلم أن المرأة لن تطيعك إلا إذا كنت الأقوى منها والاصلح منها والاغنى منها والافضل منها لكى تستطيع الاعتماد عليك فى كل هذه الصراعات التى تعيشها ….وإن لم تر فيك ذلك فستحيا معك جسدا بلاروح…جمادا بلاحياة ..تتحمل العيش مرارا وتتجرع الحزن أطوارا …عندها ستشكو من التعاسة وانك لم تجد فى الزواج بغيتك ..وتلقى باللوم عليها وتتهمها بالتمرد ..لا انت عزيزى الرجل الذى تخليت عن واجباتك منذ البداية ورضيت أن تكون على الهامش فجعلتك كما أردت …..على الهامش !!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى