المقالات

عن أي تغيير يتحدثون؟وكيف؟ومتى؟ \ أسامة اسماعيل

الدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد والاعلام
وسائل وليست غايات ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تماما”،حيث أن الذين يسمون “زعماء” والأحزاب الطائفية والايديولوجية الشعبوية وذات الخلفية الميليشياوية في هذا البلد والتابعون لهم والمجموعات الشعبية والدول الخارجية الداعمة لهم وبعض “رجال الدين”جعلوا هذه الوسائل أهدافا”وغايات تجاه الأفراد،وأدوات بأيديهم لأجل السلطة والمناصب والنفوذ والثروة والزعامة أي أنهم يستثمرون الجانب السلبي والشوائب في هذه الوسائل على صعيد الواقع اليومي للوصول الى غاياتهم.ويستثمرون النظريات والمعتقدات والمفاهيم والنظم والتجارب والعادات السيئة المتعلقة بهذه الوسائل،مما يؤثر سلبا”في قيمة الفرد وحريته واستقلاله وحقوقه وراحته ومكانته
ويؤدي الى انكفاء العقل والارادة الفرديين والثقافة النخبوية والسياسة النخبوية لمصلحة المعتقدات والايديولوجيا والعواطف الجماعية والمصالح المادية والسياسة الانتخابية الشعبية الطائفية الحزبية العشائرية المصلحية.
ان من أكثر الشوائب والسلبيات ومواضع الخلل،التي يستثمرها الذين يسمون “زعماء” والأحزاب الطائفية والايديولوجية الشعبوية وأتباعهم والمجموعات الشعبية والدول الخارجية الداعمة لهم والسلطات الدينية والمتمولون هي الديموقراطية الانتخابية الطائفية الحزبية العشائرية والانتخابات الشعبية العددية المتولدة من هذه الديموقراطية السيئة،والمعتقدات والمفاهيم والعادات والشعائر والطقوس التي تقدس وتعظم وتقدم الولاء لأشخاص بشريين،والمفهوم القائل ان العقل والعاطفة والغريزة والحاجات المادية هي أمور اجتماعية أو جماعية وليست أمورا”فردية وشخصية،وان الانسان كائن اجتماعي أو سياسي فيما المفهوم الصحيح والحقيقي هو أن الانسان كائن فردي-اجتماعي بشروط معينة،والنظريات القائلة ان وظيفة الاعلام هي الاخبار ونقل المعلومات والتعبير عن المجتمع وخدمة النظام السياسي فيما وظائف الاعلام أوسع من تلك بكثير ومنها التثقيف والارشاد والتسلية والاسهام في عمل التتغيير والتنمية.والاعتماد على تلك النظريات يؤدي بوسائل الاعلام الى التبعية والتقرب الى من يسمون “زعماء”والأحزاب النافذة والسلطات الدينية والدعاية والترويج لهم ولمسرحيات صراعاتهم وتحالفاتهم وأزماتهم وانتخاباتهم،والهاء الناس بالقشور والبرامج السطحية والمملة وغير المفيدة ثقافيا”وعلميا”ونفسيا”ومعنويا”واقتصاديا”.وهذه النظريات تترافق مع واقع اقتصادي سيء ونظريات وممارسات تجعل الريوع والأرباح غايات بحد ذاتها،ويستعمل السياسيون والأحزاب والمجموعات والمتمولون والدول الخارجية النافذة والمؤثرة الاقتصاد والتنمية أداة بأيديهم لخدمة أزماتهم المفتعلة وانتخاباتهم ومسرحيات صراعاتهم ومصالحهم،ويتلاعبون بسعر الدولار الأميركي وأسعار السلع والوضع الانمائي والكهرباء لأجل السياسة الانية والانتخابات والسلطة والنفوذ وتحقيق الأرباح والثروات عدا التوظيف الانتخابي وشراء الأصوات .وبعض الناس أثروا بسبب استغلالهم الأزمة المفتعلة الحالية وارتفاع سعر الدولار،وخاصة المحسوبين لمن يسمون “زعماء”والأحزاب ومايسمى”ثورة”،الذين يستغلون هذه الأزمة.ولأجل التمويل والدعم يذهب الكثير من وسائل الاعلام الى التبعية والولاء أو التحيز لسياسيين وأحزاب ومجموعات،ما يسقط عنها صفات التحرر والاستقلال والموضوعية والصدق واللاطائفية والتغيير وان ادعت لنفسها هذه الصفات أمام المشاهدين والقراء.فوظائف وسائل الاعلام ودورها تقتضي نقد الواقع السيء والمعوج لأجل تغييره للافضل لا الدعاية والترويج لسياسة غير نخبوية وللسياسيين والأحزاب والمجموعات سواء سموا موالاة أم معارضة أم “ثورة”،وانتخابات شعبية عددية طائفية حزبية وتظاهرات شعبية غوغائية يختلط فيها الحابل بالنابل ولا لسطحية بالشكل والمضمون.
عن أي تغيير يتحدثون؟وعن أي مجتمع مدني؟وعن أي دولة مدنية يتحدثون؟بعد مئة سنة أم أكثر أم أقل؟وأين هي قيمة الفرد النخبوي المستقل؟وهل مع هكذا نظام وأحزاب ومجموعات وانتخابات ومجتمع ولعبة دولية اقليمية يحدث التغيير الحقيقي وتتحقق الدولة المدنية القائدة والتنمية الشاملة والعادلة وتترسخ قيمة الفرد النخبوي المستقل؟؟؟
أسامة اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى