إجتماعيات

كيف نبني أسرة متماسكة في ظل الثورة التكنولوجيا وتأثيرها على غياب الوعي الأخلاقي كيف نحي التمسك بالقيم والمبادئ وتربية جيل

تعد الاسرة هي المؤسسة الرئيسية التي تسهم في تكوين شخصية الفرد وتشكيل ثقافته، ففي ظل التكنولوجيا ومؤثراتها وانعكاساتها السلبية، أصـبحت الأسـرة مهـدده وعرضه للعديد من المخاطر المتعددة على القيم حيث تؤثر على بناء الشخـصية الـسليمة، فسوء استخدام التكنولوجيا الحديثة له أثر بالغ وتقليـل مـساحة التفاهم بين الزوجين والأبناء وتفضي الى الصمت الأسري، وزيادة الاضطرابات النفـسية ، وتؤدي الى تفكك الأسرة ، وقد تؤدي الى وقوع الطلاق بين الزوجين
فامتلاك الطفل لوسائل التكنولوجيا بما فيها الشبكة العنكبوتية ( الانترنيت ،) التي يقضي الطفل وخاصة المراهق ساعات أمام جهاز الكمبيوتر، بمرور الزمن يكونا قد أصبحا مدمني هذه الوسائل التكنولوجية ، والشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) ، لأنها لا تمارس عليه سلطة تعسفية، بل بالعكس نجده يدخل في مواقع سهلة الممارسة، وهذا ما يجعله يترك الحياة الاجتماعية الطبيعية، ويقضي ساعات طويلة أمام الشبكة العنكبوتية، وهذا له تأثيرا سلبيا على محيط الأسرة وأفرادها كلا يكون منعزلاً متعودا على الانعزال ِ فقبل ادمان التكنولوجيا . كان يوجد تعايش في الحياة الاجتماعية الطبيعية والاحتواء والاندماج الأسري وعند فقدان الطفل لحياته الاجتماعية الطبيعية، فيلجأ للعالم الافتراضي و يتوجب عليه البحث عن حياة أخرى بديلة، مما يجعله يصنع لنفسه عالما آخرا، وهو عالم افتراضي، فيوجد لنفسه أصدقاء افتراضيين من كل أرجاء العالم، ويسعى إلى إيجاد ضالته في التواصل مع غيره في مواقع التواصل الاجتماعي، فيجلس المراهقين لأوقات غير محدودةُ ويستفيدون من تكنولوجيا التواصل والمعلومات، وفي المقابل فإن هذه الساعات تعني العزلة الاجتماعية عن الجسمان وتعني الضغط والتوتر النفسي، فضلا عن تأثيرات ِ السلبية عليهم نتيجة الدخول إلى المواقع غير البريئة واللاأخلاقية والاضرار الناتجة عنها من خلال الابتزاز الاخرين بعضهم لبعض …

o إحياء التماسك بالقيم والمبادئ وتربية جيل صالح :
فبالرغم من وجود هذع السلبيات فالحل ليس في ابقاء أطفالنا و المراهقين بعيدين عن احدى مميزات العصر الحديث المتمثل في الانتشار المذهل لوسائل التكنولوجيا ، ولكن يجب الاستخدام في نطاق المعقول والمصلحة مع مراقبة أولياء الأمور أولادهم ونصحهم ، ويان ذلك في النقاط الآتية:

  • الاستخدام العقلاني لوسائل الاتصال.
    -عقد اجتماعات عائلية لمناقشة المشاكل التي اعترضتها أو حتى التي يمكن أن تعترضها في المستقبل.
  • نشر ثقافة الحوار في نفوس الأبناء منذ الصغر وتعويدهم على الحوار مما سينعكس إيجاباً على اتجاهاتهم وسلوكهم في تعاملهم مع الآخرين في المجتمع، وكذلك بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء حيث يؤدي الحوار الفعال بينهما إلى الاحترام المتبادل وتعزيز الثقة لدى الأبناء وتشجيعهم على التفكير السليم والتعبير والشفافية والمصارحة التي تكشف عن المشكلات و إزالة الحواجز وتنمية علاقة الصداقة بين الطرفين التي لا تكون إلا من خلال الحوار بينهما .
  • ترسيخ القيم الإسلامية في التعامل الإنساني سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع ، والوعظ الدائم والنص وما أجمل أسلوب الوعظ والتواصل بين سيدنا لقمان الحكيم وابنه فقد جاء في القرآن الكريم مصورا هذا النصح والوعظالذي يرسخ القيم الدينية والأخلاقية..قال تعالى:

[وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) ]
[يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)] سورة لقمان .

-إزالة الحواجز بين الآباء والأبناء وتوجيهاتهم، مثلما لا يفوت على الآباء فرصة تتبع أبنائهم ومساعدتهم

  • عرض الأباء على الأبناء تجارب اللآخرين الذين تعرضوا للأذى عن طريق هذه الأجهزة التكنولوجية، ووعظهم بغية عدم السقوط في مثل هذه التجارب المريرة .
    مشاهدة البرامج التي تهتم بالمواضيع التي تعرض خطر الاستعمال غير العقلاني لأجهزة التكنولوجيا
  • ترسيخ كل معاني الانسانية و طرق الحفاظ على حرارة العلاقات الاجتماعية و الاسرية
    . -تربيتهم على احترام الوقت و‘ عدم مضيعته أمام أجهزة الكمبيوتر أو مع الهاتف النقال اللذان يعتبران فقط اداة لتسهيل الحياة وليس للقضاء عليها أو للسيطرة على أفكارهم و سلوكاتهم.

وأخيرا:
فإن سبل معالجة هذه انتشار التكنولوجيا وكثرة إستخدامها تكمن في الالتزام بالتوجيهات الاسرية، والتعليمات العائلية ، التـي غرسـها الإسلام والأديان في نفوس افراد الاسرة ، وزيادة الرقابة الاسرية وأهميـة دور المدرسة في الرقابة وتدعيم البناء القيمي مـع ضـرورة اسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة والاستفادة منها في الأمور النافعة يؤدي الى تقليص آثار هذه التقنيات الحديثة على تأسـيس
الحرص الدائم على جلوس الأبناء مع أفراد الأسرة -أهمية توعية الأبناء بأداء الفرائض والعبادات التطوعية وعدم التكاسل عنها.
ومساعدة أولياء الأمور على كيفية التعامل مع المشكلات التعليمية الناتجـة عـن المتغيرات التكنولوجية الحديثة.
في هذه الآيات قمة التواصل الفردي الإيجابي، فقد جسدت الهدف الأساسي لهـذا التواصـل، ألا وهـو العظـة والارتقـاء بالمـدعو، مـستخدما فنـون التواصـل؛ فقـد قـال لـه لقمـان وهـو فـي معـرض الوعظ والتوجيه: يا بنـي ولـم يقـل يـا ابنـي، فـصغره تـصغير التلطـف والترقيـق، وليـوحي لـه ّ : إنـك لا ٕ ْ َ نـك كبـرت وتزوجـت فاسـتغنيت عنـي تزال في حاجة إلى نصائحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى