المقالات

اذكرونا بالخير بقلم/ عماد العيسى / اعلامي فلسطيني

تخون الذاكرة الكثير من شعوب العالم العربي والإسلامي هذه الأيام، وتحديدا تجاه القضايا الأساسية على مستوى الأمة،  بكل ما تعنيه وبالأخص من ناحية الشريعة الإسلامية أو من ناحية الأخوة في الإنسانية. دعونا نتذكر تاريخ 29/11/ 1947والذي أصبح في طي النسيان لهذه الأمة عن قصد أو عن غير قصد.  وهذه مصيبة بكل المعايير الإسلامية والإنسانية،  فلو حاولنا الولوج الى بعض مقاصد الشريعة الإسلامية، لوصلنا إلى قناعة أن هذه القضية هي من الواجبات الصريحة فالتكاتف والوحدة والجهاد هي من الأساسيات.  تدخل ضمن إطار الإخوة الإسلامية، يقول تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
الا يكفي أن يكون رب هذا الكون سبحانه قد أمرنا بالحفاظ على الإخوة كما نحافظ على باقي الفرائض من صلاة وصوم وزكاة ….. على سبيل المثال  فكيف لنا ان نطبق ما يحلو لنا أو ما يحلو لبعض المصالح الشخصية ودعونا نفصل بعض ما خص موضوع الاخوة في الاسلام ونذكر البنود السبعة  لهذه الحقوق :
الحق الأول: من حقوق الأخوة فى الله: الحب فى الله والبغض فى الله .
لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان تتحقق الاخوة الصادقة من غير حب في الله
(  أوثق عرى الإيمان الحب فى الله والبغض فى الله ) ..
الحق الثانى: طهارة القلب والنفس .  
يجب على المسلم الا يحمل الغل والضغينة والحسد لاخيه المسلم
وهذا ما لم نراه هذه الايام ..
الحق الثالث: التورع فى القول من حق أخيك عليك .
إن لم تستطع أن تنفعه بمالك، فكف عنه لسانك، وهذا أضعف الإيمان.

وفى الصحيحين من حديث أبى موسى أنه سئل: يا رسول الله أى المسلمين أفضل؟ قال:” من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
الحق الرابع من حقوق الأخوة: الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك .
النبى  يقول كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة،” من نفس عن مؤمن كرية من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله فى الدنيا والآخرة، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه”.
الحق الخامس: من حقوق الأخوة: التناصح .

وفى صحيح مسلم من حديث أبى رقية تميم الدارى رضى الله عنه أن النبى  قال:”الدين النصيحة” تصور يلخص النبى  الدين فى هذه الكلمة “الدين النصيحة” قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
الحق السادس من حقوق الأخوة: التناصر  .
” انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً” قالوا: يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: ” أن تكفه عن الظلم فذاك نصره”
الحق السابع : الستر والتغافر .
من أعظم حقوق الأخ على أخيه الستر والتغافر من حق الأخ على أخيه أن يستر عليه، فالأخ ليس ملكاً مقربا ولا نبيا مرسلاً، فإن زل الأخ فى هفوة فهو بشر استر عليه .
اما الاخوة في الانسانية فهي اخوة لها شأن ايضآ ليس بالقليل ,,,,,,
وتشمل كل إنسان خلقه الله تعالى بغض النظر عن معتقده وعرقه وأصله ونسبه وتوجهه  ومذهبه وما يحكم السياسية لهذه الأخوة الإنسانية.  
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب ) الآية 2 سورة المائدة  . الا يكفي كلام الله عز وجل ؟ من هنا كان لا بد من التذكير بالأخوة ولا أدري إذا كان هذا المصطلح في مكانه أم لا !!! ولكن وفي كل الأحوال يجب على كل عربي وكل إسلامي وحتى الغرب المنفتح تحت مسمى الديمقراطية  أن يفكر قليلا بكل ما يجري في فلسطين. فلسطين الشعب الذي يعد بالملايين في الداخل والخارج،  لا نريد منة من أحدا، بل  هو  واجب ديني وإنساني،  وبكل المقاييس ومن يدعي غير ذلك فهو في عالم آخر يتصل مباشرة مع عدو الإنسانية وعدو الدين ( الاسرائيلي ) دون شك ، بعد هذا التذكير دعونا نعود إلى  الموضوع الأساسي وهو القضية المركزية ( فلسطين ) فلسطين الأرض والشعب والمقدسات، هي  القضية الإسلامية والإنسانية بامتياز.  ويجب أن تبقى في أولوية الأولويات وبكل الأحوال والمقاييس مهما حصل من ثورات للياسمين  أو ثورات الورود الحمراء ، ومن هنا أسمح لنفسي أن أقول:
إن من تخلى عن هذه القضية كأنه تخلى عن جزء كبير من دينه وعرضه، لذلك يجب  أن يعاد توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، فلسطين هي الوجهة الحقيقية لهذه البوصلة، وللأسف تمر هذه السنة ايضآ ذكرى تقسيم فلسطين وما زال الوضع العربي في تشرذم وتقاتل غير مسبوق والرابح الاول هو ( العدو الإسرائيلي ) دون شك، لذلك نراه يفعل ما يحلو له من زيادة في اغتصاب الاراضي الفلسطينية  وفي سن قوانين ضد الاهل في القدس الشريف تحديدا. ناهيك عن المسجد الاقصى الذي تعرض لتقسيم زمني على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وهذا أخطر ما يمكن أن يحصل، والخطورة تكمن أن الأمة، كل الأمة في سبات عميق لأنها مشغولة في دمائها ودمارها الذي صنعته بيدها، للتذكير أيضا فأن عدد الأسرى وصل في إحصاء أخير إلى  ( 4900 ) أسير يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلا ومركز توقيف ، بينهم مرضى وجرحى ومعاقين وأطفال وأمهات ونواب وكبار السن .
ومن بين الأسرى يوجد ( 190 ) طفلاً تقل أعمارهم عن الثامنة عشر، من أصل قرابة عشرة آلاف طفل تم اعتقالهم والزج بهم في السجون منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر / أيلول عام 2000 .
اخيرآ هل نحن بحاجة للتذكير بالقرار ( 181 ) ابحثوا عنه  على صفحات التاريخ الأسود و ستجدونه بالكامل  . ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِين )    سورة الذاريات: 55

اعلامي فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى