عامَ نصرٍ بإذن الله.. يا غزّة بقلم* الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي

بالروح بالدم بالأموال والمُقَل
أفديكِ غزةُ..رمزَ العزِّ والقيمِ

أحيا بكِ الله في الأرضِين عَزْمتنا
من بعد أن دُفنتْ في غَيْهَبِ العدِمِ

وما لكِ اليوم يا شَمّاءُ مِن كفؤٍ
إليكِ آلت ذرى الإسلامِ في سَنَمِ

أنتِ الجهادُ.. لدينِ الله قد بذَلَتْ
ما ليسَ يُعقَلُ في حلّ ولا حرمِ

يا آيةَ العصرِ.. في صبرٍ وفي جلَدٍ
كتبتِ أسفارَ نصرٍ من زكيِّ دمِ

ولم يُغثكِ قريبٌ في الوغى أبدًا
بل كان عونَ عدُوٍّ قاطعَ الرّحِمِ

وقفتِ وحدَكِ والبلدانُ جاحظةٌ
رغم الإبادةِ ..كنتِ الآيَ في العِظَمِ

ما ضرّكِ اليوم خذلانٌ ولا كذِبٌ
ولا وعودُ نفاقِ العُربِ والعجَمِ

جيلٌ من الشهداء اجتازَ قنطرةً
من بعد هولٍ وإثخانٍ وملتَحَمِ

قد شاد لله صرحًا لا نظير له
بنيانه الحق يبقى غير منهدمِ

دبّابةُ الذُعرِ مِن صِفْرٍ هوَتْ.. فغدَتْ
تخشى الملثَّمَ جَلْدًا حافِيَ القدَمِ

يا قمةً بقيتْ في الأرضِ قاطبةً
وغيرُكِ السفحُ.. تيهي اليوم في القممِ

يا غزةَ النور.. مستَحْيٍ أنا.. خجلٌ
ماذا أقول بساحِ النار والحممِ

خذي جميعي.. فإني عاشقٌ ولِهٌ
لمقدس العزّ والأكنافِ والأكمِ

خذي فؤادي ووجداني خذي قلمي
خذي دمائي التي تغلي من الألمِ

عزمي وحبي خذي.. ولتأخذي عضدي
كم حال ما بيننا من حاكمٍ صنمِ

قلبي ونبضي خذي.. ولتأخذي كبدي
وقدّميه لمَن يُشوى من الحِزَمِ

قَهري وسُخطي خذي.. ولتأخذي نِقمي
وفجّريهِ بصهيونٍ كذا اقتحمي

ويشهد الله كم في الأرض من أحدٍ
يبغي معي نُصرةً للحق بالهممِ

فيسّرِ الدرب يا رب العباد عسى
نحظى بسَبقٍ لأجْرٍ غيرِ منصرمِ

واقطع إلهيَ أدبارَ الألى فجَروا
ومَنْ بوارجهم أنّتْ من الظُّلمِ

وأعلِ ربي لواءَ الحقِّ ننشدهُ
في عام فتحٍ ونصرٍ منكَ منحسمِ