قصص وعبر

المولوية … وطواحين طرابلس

يذكر النابلسي في تحفته (ص٧٣) أن والي طرابلس حضرة الباشا دعاه الى المولوية «ذات الاشجار العطرية، فجئنا اليها، فرأيناها كجنة النعيم، وبها من الماء اللطيف البارد الذي هو شفاء لكل قلب سقيم ، وهي مرتفعة البنيان عظيمة الأركان، تجري من تحتها خمسة أنهر (كذا)، وهي أشبه ما يكون بالربوة في دمشق الشام».
وفي موضع آخر (ص ٧٦) أنشد النابلسي في المولوية قصيدة، فقال:
المولويةُ جنةٌ .. في الحرِّ حيثُ الحرُّ نارُ
تزهو طرابلسٌ بها .. ومن الزهور لها إزارُ
يا حُسن واديها الذي .. كأسُ النسيم به يدارُ
ومعاطِفُ الاغصان قد .. مالت وأثقلَها الثمارُ
هي جنةُ الفقراءُ أهـ .. لِ اللهِ ثَمَّ لهم قرارُ
أو ما تراها جاريا .. تٌ تحتها الانهارُ ؟
وطريقها مثل الصِّرا .. طِ وما لسالكه قرارُ
ورباطها. درجاتها .. ولسُندُس النبْت اخضرار.
ثم وصفها في الصحيفة (٧٧) وصفا وافيا دقيقا ، ومما قاله في وصف محيطها:
«وحول هذه التكية أشجار كثيرة، وعرائش العنب، واشجار النارنج (الزفير)، وفيه أنواع الزهور. وفي أسفل الوادي خمسة أنهر جارية، وفيه عشر طواحين دائرة على تلك الأنهار».
فعرفنا من هذا الوصف أن النهر كان يتشعب إلى خمس سواقي أقيمت عليها طواحين، كانت تؤمن لأهل طرابلس كفايتهم من الطحين والبرغل، .. وعددها عشرة، وذلك سنة ١١١٢ه‍، واليوم لا يوجد في طرابلس ولا طاحونة واحدة…
نقلا عن صفحة الشيخ ماجد درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى