الأخبار اللبنانية

الرئيس العماد عون دعا إلى تغيير طبيعة المعارضة لوجود النازحين وتوجيه الاعتراض حيث يجب أن تكون

النائب باسيل: كمسيحيين علينا مسؤولية أن نتفق حتى لا نبرر لا للداخل ولا للخارج فرض رئيس علينا

قام الرئيس العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بجولة في قضاء جزين حيث شاركا بذبيحة الهية اقيمت في كنيسة مار مارون في جزين. ترأس الذبيحة راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران مارون العمار وحضرها النائب السابق أمل أبو زيد، النواب غسان عطالله، شربل مارون، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، نائبة رئيس التيار للشؤون الادارية السيدة مارتين نجم كتيلي، نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية المحامية مي خريش، امين سر التيار الاستاذ جهاد سلامة، رؤساء بلديات ومخاتير، وكوادر في التيار إضافة إلى عدد من الناشطين في التيار.
وبعدها نُظّم لقاء شعبي في ستاد سليم حضره حشد كبير من جزين، وخلاله كانت كلمة لمنسق جزين انطوان فرحات.
ومن ثم أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمته التي ألقاها خلال القاء الشّعبي في ستاد سليم إلى أنّ جزين بموقعها المميز وحضورها التاريخي تشكل نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصّمود، وجزين المدينة تشبك يديها مع جيرانها وتغمر صيدا وجبل الريحان، ودورها الطبيعي أن تكون صلة الوصل وليس همزة قطع”، مضيفا: “هكذا يشبه التيار جزين وجزين تشبهه ودوره ودورها أن يجمعا وليس أن يقسّما ويكونا قلب لبنان”، معتبرًا أنه ” بهذا المعنى جزين تبقى قلعة التيار الوطني الحر على مدى الايام وأي مرحلة غير ذلك تكون بالاستثناء وليس بالقاعدة.
واضاف: جزين بكت ونحن بكينا معها بنتيجة الانتخابات الأخيرة، خسرنا وخسرت لسببين: السبب الأول أن التحالفات اللازمة مع صيدا والريحان لم تتأمن، وجزء من المسؤولية يقع على بعضنا بسبب خطابه وطريقة تعاطيه، اما السبب الثاني فهو مشكلتنا الداخلية حرصنا الشديد على وحدة التيار وعدم خسارة أي فرد منا”.
وأكد باسيل اختيار الوحدة الداخلية على التحالفات الانتخابية، مبديًا أسفه للخسارة التي مني بها التيار على الجهتين، مضيفا: حبذا لو غير من ضحينا لاجلهم سلوكهم الذي أذى التيار على مدى سنين، تحملنا على حساب نظام التيار وانضباطنا وحتى كرامتنا لنحافظ على وحدتنا وعندما وجدنا أنه يتم الاستمرار بالمسار الخاطئ والأذى نفسه بعد الخسارة ، وعندما أصبحت المطالبة كبيرة بوقف النزيف بجزين وأن أي خسارة يمكن تعويضها بانطلاقة جديدة للتيار عنوانها الانفتاح وإعادة وصل ما انقطع مع مكونات صيدا وجزين، قررنا وقف النزيف في جزين.
باسيل شدد على أنّ التياريين جميعهم متساويين ولا أفضلية لأحد على آخر لا بماله ولا بسلطته، لا جماعات ولا مجموعات في التيار لا في جزين ولا خارجها، ومن يريد البقاء في التيار عليه أن يبقى تحت سقف القانون والنظام، ومن يعتقد نفسه أكبر من التيار فليخرج منه.
وأشار إلى أن جزين قلب الجنوب وقد تحملت ما تحمله الجنوب من العدو الإسرائيلي وعانت كما عانى الجنوب من اتفاق القاهرة ومن ممارسات وانحرافات شوهت فكر المقاومة وضربت السيادة وهذا أمر لن نقبل به، مؤكدا أن همنا أن تبقى الساحات موحدة ولكن ليس أن تتوحد الساحات على حساب وحدة لبنان.
ولفت إلى أنه منذ ٧٥ عاما وقعت النكبة بال١٩٤٨ ونتذكرها بسبب اللجوء الفلسطيني إلى ارضنا والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ونعيش بالخطر الدائم للمشروع الصهيوني على بلدنا، مشيرا إلى أن هذا المشروع الإسرائيلي بامتداداته الغربية كان أحد اهدافه عبر تهجير الفلسطيني زرع الانقسامات وضرب النسيج الوطني وصولا للفرز وللتقسيم ولهذا وضع بمقدمة الدستور “منع التوطين”.
وأكد أن هذا المشروع نفسه نراه يتكرر مع النزوح السوري بمخاطره على لبنان وعلى سوريا لان مبررات البعض من الضالعين بالمؤامرة أو المتفرجين عليها حول سبب بقاء السوريين في لبنان سقطت وكانت اولا ابقاؤهم كعنصر مقاتل وجاهز للتسليح لمقاومة النظام السوري وهذه حجة سقطت وانتهت الحرب في سوريا، ثانيا ابقاؤهم كعنصر انتخابي ضد الرئيس السوري بشار الأسد تحت إشراف أممي وقد حصلت الانتخابات الرئاسية مرتين في سوريا واتت النتائج معاكسة لرغباتهم”.
واضاف: يبقى أمرين الأول هو التجارة المادية الكبيرة لبعض المنظمات الدولية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وشبكة أموال مستفيدة من بقاء النزوح، اما الأمر الآخر هو مشروع التفتتيت وضرب النسيج لخلق دول وكيانات مفككة مذهبيا تحيط بالكيان الاسرائيلي وتتصارع مذهبيا وتبرر عنصرية الدول الإسرائيلية وتعتدي خلال الصوم على المسجد الأقصى كنيسة القيامة”، مضيفا: لذلك نحن نخشى من التحريض المذهبي حاليا ضد النازحين في لبنان وندعو للاستفادة من الحوار والتفاهم السوري-السعودي- الايراني لتأمين عودة لائقة للنازح السوري من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين نتيجتها خدمة المشروع التقسيمي، ومن يريد التباهي كان يجب أن يفعل ذلك في العام ٢٠١١ عندما كانت الأزمة بأوجّها وليس عندما اصبح الحل بأوجّه، داعيا الحريصين على الحل إلى ملاقاتنا إلى مجلس النواب ليقر معنا القوانين التي قدمناها ومن يقول لنا من الخارج تأقلموا نقول له انت تأدب وانت تتحدث.
وفي موضوع الشراكة، أكد اننا يمكن ان نختلف مع شركاء لنا في الوطن على خيارات كثيرة ولكن لا نختلف على وحدة لبنان والحياة المشتركة، مؤكدا اننا مصرين على الشراكة وعلى عدم تهميش دورها ويبقى الخلاف محصور بموضوع الدولة والنظام.
وفي قضية الرئاسة، شدد على أننا نريد رئيسًا للجمهورية يمثل الشراكة الفعلية رئيسًا قويًّا وليس ضعيفًا، رئيسًا قويًّا بشخصه ولكن الأهم قوي بدعم الناس له والكتل النيابية الممثلة للناس، مشيرا إلى أن هذا الشخص ليس متوفرًا بتمثيله الذاتي ويمكن الاستعاضة عنه بشرعة نيابية داعمة له .
وأكد اننا كمسيحيين تقع علينا مسؤولية تاريخية كبيرة أن نتفق حتى لا نبرر لا للداخل ولا للخارج فرض رئيس علينا لانه طالما اتفقنا مع بعضنا البعض على تقديم المرشحين لتطلعاتنا وطالما يعجز أي أحد منا الوصول لوحده، مسؤوليتنا هي أن نتفق مع بعضنا، مؤكدا اننا نريد رئيسًا للجمهورية يمثل طموح اللبنانيين ولن نغطي أي كسر لإرادة اللبنانيين”، داعيا إلى عدم تكرار تجارب الماضي الفاشلة في ١٩٩٠ و ٢٠٠٥، معتبرا أنهم يهددونا بالخارج ويختلفون على اسم الرئيس ولكنهم يتفقون أن الخارج يحدده، الأول يتحدث باسم الغرب وفرنسا تحديدا والثاني يتحدث باسم الشرق أو السعودية، يتحدثون بالاعلام ولكن الأدوار معكوسة، داعيا إلى عدم التهديد بمعادلة انا أو الفوضى ويعتقد أنه يستطيع أن يفرضها علينا، في الوقت الذي لم يستطع العالم بأسره فرضها على الجنرال سابقًا.
واضاف: لا احد يعظنا حول التعلم من الماضي لان هو عليه أن يتعلم ولا يتصرف بدنيوية ويقبل بأي تسوية فقط لأنها تأتي به على حساب بيئته ومجتمعه، ولا أحد يفكر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي ولا أحد يفكر بتحالف رباعي جديد لان نهايته كما قبله، ولا أحد يراهن على تسويات خارجية لأنه مهما كانت قوتها فلن تستمر، مضيفا: نكرر أننا مع التحالفات الوطنية ولسنا مع الأحلاف المذهبية، نحن مع دولة مدنية ولسنا مع دويلات طائفية.

بدوره، أشار الرئيس العماد عون في كلمته إلى انني “لا أعرف إذا كنت انا سأرحّب بكم في جزين أم أنتم سترحّبون بي، فجزين أرض أهلي وأجدادي وفيها جذوري، ولها مكانة خاصة في قلبي”.
وتطرق الرئيس عون في كلمته إلى موضوع النزوح السوري، متحدثا عن المؤامرة المدبرة لبقائهم في لبنان.
وأشار العماد عون إلى أن دولا تقف خلف النزوح السوري وتلك الدول هي التي موّلت الحرب في سوريا وهي نفسها ضغطت وتضغط على لبنان لاستقبال وإبقاء النازحين، لافتا إلى انه نبه مرارا إلى هذا الخطر الوجودي ولكن الحكومات المتعاقبة لم تكن مدركة لخطورة الامر او لم تشأ ان تقوم بالإجراءات اللازمة”.
واضاف: “ادركنا أن اللعبة كبيرة ووصلت لحدود المؤامرة”، لافتا إلى أن “بعض الدول الأوروبية لا تريد وصول النازحين اليها، تريدنا حراس شواطئ، وتريد فرضهم وإبقاءهم في لبنان وتستعمل اسلوب الرشوة عبر تقديم الأموال لهم هنا، وهذا لا يمكن وصفه سوى بالمؤامرة على لبنان، وإلا فلماذا لا تقدّم لهم المساعدات على ارضهم؟”.
واكد أن القانون الدولي يعطي الحماية للنازح السياسي واليوم يريدون ان بفرضوا علينا ان النازح الأمني يتمتع بنفس صفات النازح السياسي”، مشددا على أن “النازح السوري في لبنان هو نازح أمني ترك بلاده بسبب الحرب وهو ليس لاجئا سياسيا، ومحاولة فرض صفة اللجوء السياسي على النزوح الأمني هو كذبة وقحة ولن نقبل بها”.
واضاف: “الجريمة المرتكبة ليست فقط بحق لبنان ولكنها ايضا بحق النازحين السوريين من خلال منعهم من العودة الى بلادهم وإبقائهم حيث هم مع كل الظروف السيئة التي يعانون منها، لافتا إلى اننا “بالتفاهم مع الدولة السورية أرسلنا سابقا ٥٠٠ الف نازح إلى سوريا وتمت مساعدتهم لإيجاد منازل”، مضيفا: ” انها جريمة ترتكب بحق لاجئين ضعفاء يتم منعهم من العودة إلى وطنهم”.
وشدد على أن “النازحين السوريين هربوا من خطر الحرب ولكن لبنان مساحته صغيرة”، لافتا إلى أن “مساحة سوريا أكبر ١٨ مرة من مساحة لبنان”.
وأكد الرئيس عون على ان الأوروبيين يريدون ان يفرضوا علينا أمورا خارج القانون، بينما هذا الموضوع يخصنا نحن والسوريين. اما من هدموا ودفعوا المال وارسلوا المقاتلين لاشعال الحرب في سوريا لا يمكن ان يفرضوا علينا اليوم الحلول وفقا لمصالحهم، ربما يجب أن يبدأوا ببناء سوريا”، مشددا على أننا ” تحملنا الكثير بحكم وجود بلدينا في جوار بعض”، داعيا إلى تغيير طبيعة المعارضة لوجود النازحين، وتوجيه الاعتراص والتظاهرات حيث يجب أن تكون، ضد كل من يساهم بعرقلة عودة النازحين الى وطنهم ويسعى لإبقائهم في وطننا وعلى أرضنا”.
وتوجه الى اهل جزين بالقول : “كونوا حزمة واحدة كي لا تنكسروا، فقوتكم في وحدتكم.”
ومن ثم قدمت دروع تقديرية للرئيس العماد ميشال عون والنائب باسيل.
واختتمت الجولة بغداء أقيم في المكنونية على شرف الرئيس عون ورئيس التيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى