المقالات

صلاة الإمام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة .

بقلم:الدكتورة. لمياء عبد الجليل سيد مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر بالقليوبية.

صلاة الإمام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة .
وهل يوافقه في ذلك المأموم ، وهل يجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً: صلاة الإمام على النبي صلى الله عليه وسلم جهراً يوم الجمعة وهل يوافقه في ذلك المأموم؟

اتفق الفقهاء على جواز صلاة الإمام على النبي صلى الله عليه وسلم جهراً يوم الجمعة ثم اختلفوا في الإمام اذا صلى على النبي يوم الجمعة هل يوافقه المأموم على أربعة أقوال:
القول الأول:
ذهب إلى أنه يصلي المأموم على النبي في نفسه . (وبه قول مالك وابو يوسف وأحمد وإسحاق)
واستدلوا بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خصوصاً يوم الجمعة مأكدة الاستحباب ومختلف في وجوبها فيشرع الإتيان بها في حال الخطبة عند ذكره ؛ لأن سببها موجود فهو كالتأمين على دعاء الإمام، وأولى.

القول الثاني:
قال بعض الشافعية إذا قرأ الإمام إن الله وملائكته يصلون على النبي جاز للمأموم أن يصلي على النبي ويرفع بها صوته.

القول الثالث: يجوز للإمام أن يجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المأموم أن ينصت. ( وهو قول سفيان وأبي حنيفه ومحمد وليث بن سعد ومالك في روايه والشافعي)

القول الرابع:
قال الأوزاعي ينبغي للإمام إذا صلى على النبي يوم الجمعة أن يسكت حتى يصلي الناس .
يراجع/كتاب فتح الباري لابن رجب( ج٥ ص 497 )

ثانياً: حكم الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم:

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة على غير النبى صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
ذهب إلى إنكار الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا، واحتجوا بما رواه أبو بكر عن ابن عباس أنه قال:
ما أعلم الصلاة تنبغي من أحد على أحد إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .(القائل به الإمام مالك)

القول الثاني :
ذهب إلى جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم تبعاً ولا يجوز استقلالها. (وبه قال أبو حنيفة )

القول الثالث:
ذهب إلى جواز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم استقلالا وتبعاً، وحجتهم:
قوله تعالى: (وصلي عليهم فإن صلاتك سكن لهم)
ففي الآية تنبيه على أن الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم تجوز.

واستدلوا أيضاً : (بما روى عن ابن أبي أوفى:أنه كان إذا جاء رجل بصدقته إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم صل عليه فأتاه أبي بصدقتي فقال اللهم صلي على أل أبي أوفى.)
شرح صحيح البخاري لابن بطال ج10/ص 114

أما الصلاه على الأنبياء عليهم السلام فقد ورد فيها أحاديث منها ما رواه ابن عباس:( اذا صليتم علي فصلوا على أنبياء الله فإن الله بعثهم كما بعثني)
صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
ومنهم: ( حديث علي رضي الله عنه في الدعاء بحفظ القرآن وفيه وصلي علي وعلى سائر النبيين)
أخرجه الترمذي والحاكم.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام: وقد حكى غير واحد الإجماع على أن الصلاة على جميع النبيين مشروعة منهم الشيخ محي الدين النووي رحمه الله وغيره، وقد حكي عن مالك رواية أنه لا يصلى على غير نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن قال أصحابه هي مؤولة بمعنى أنا لم نتعبد بالصلاة على غيره من الأنبياء، كما تعبدنا الله بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى