فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” لا يجوز ان يُختزل عيد الميلاد بأشجار وانوار وزينات فحسب وان يتم تناسي صاحب العيد الحقيقي الذي نحتفي بميلاده “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى لقاءه صباح هذا اليوم وفدا من رجال الدين المسيحي بأن هذا الموسم الميلادي المبارك حافل بالنشاطات والفعاليات والاحتفالات والدعوات لاضاءة اشجار عيد الميلاد ، فقد ازدادت في الاونة الاخيرة هذه الظاهرة وكأن ابناءنا يريدون من خلال هذه الاحتفالات ان يصنعوا محطات للامل والرجاء والتمسك بانتماءهم الايماني وعراقة حضورهم في هذه الارض المقدسة .
لسنا من اولئك المعترضين على الاحتفالات الميلادية والزينات والانوار واضاءة الاشجار ولكن عندنا بعض الملاحظات التي نود ان نبديها بكل محبة .
ما نخشاه ان تضيع رسالة العيد الحقيقية في معمعة هذه الاحتفالات وبدل من ان يكون العيد احتفاء بميلاد السيد المسيح ملك السلام يتحول الى بهرجة وانوار واشجار مضاءه ويتم تناسي صاحب العيد الحقيقي .
نقول لكل اولئك الذين يحتفلون ويضيئون الاشجار ويوزعون الهدايا ويزينون الشوارع والباحات لا تنسوا صاحب العيد الحقيقي الذي اتى بكل تواضع الى هذا العالم لكي يعلمنا التواضع والبساطة والرحمة والمحبة والاخوة الحقيقية .
ان بهرجة هذه الاحتفالات نلحظ في بعض الاحيان انه مبالغ فيها وفي بعض الاحيان نلحظ افراطا في صرف ودفع الاموال في حين ان ابناءنا وفي ظل هذه الجائحة يعانون من اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة ولذلك فإنني اتمنى الا تصرف الاموال الكثيرة على مثل هذه الاحتفالات التي لا اقلل من اهميتها بل يجب توفير بعض المال لتوزيعه على العائلات المحتاجة والتي كثرت في الاونة الاخيرة بسبب الجائحة التي ألمت بنا.
ان تطعم عائلة فقيرة وان تسدد قسط طالب جامعي او في اي مدرسة ليس قادرا على دفع اقساطه اعتقد بأن هذه مهمة في غاية الاهمية وهذا هو هدف الميلاد الحقيقي وهو الالتفات الى هذه الشريحة من المعوزين والفقراء والمتألمين .
لا اريد ان يفهمني احد بشكل مغلوط فأنا لست معارضا لا للاشجار المضاءة ولا للزينات ولا لبابا نويل ولا لكل هذه المظاهر الاحتفالية ولكن يجب معرفة بأن كل هذه المظاهر الاحتفالية ليست هي الهدف بل هي لكي تذكرنا برسالة السيد المسيح الذي اتى الى هذا العالم لكي ينقل البشرية من الظلمة الى النور والى حقبة النعمة والبركة والخلاص.
اضيئوا اشجاركم وزينوا باحاتكم وليتجول بابا نويل في كل مكان ولكن لا تنسوا بأن ادخال فرحة الى عائلة فقيرة وتسديد قسط مدرسي لطالب مهدد بالفصل من مدرسته بسبب القسط بالنسبة الي هو اهم من اي شيء اخر .
اتمنى الا نكون مفرطين في دفع الاموال وبذخها على الاشجار والزينات وخاصة في هذه الظروف التي نمر بها وتوفير بعض الاموال لمن يحتاجون اليها وخاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها بسبب البطالة والجائحة التي نمر بها.
لقد تواجدت في احتفال لاضاءة الشجرة وقال احدهم بأننا اتينا لكي نحتفي باضاءة شجرة عيد الميلاد فقلت له نحن اتينا للاحتفال بميلاد السيد المسيح الذي ابتهاجا بمولده تضاء كل هذه الانوار و كل هذه الزينات وتُقدم هذه الهدايا للاطفال من بابا نويل .
ارجو ان تشددوا على هذه النقطة الهامة فلا يجوز ان يتحول عيد الميلاد الى عيد الشجرة والى عيد بابا نويل فكل هذه هي مظاهر احتفالية بمن نحتفي بمولده واذا تم تناسي صاحب العيد الحقيقي فما قيمة الاشجاء والانوار والزينات .
تذكروا وذكروا من يحتاجون الى تذكير بأن عيد الميلاد يذكرنا بميلاد المخلص الذي ولد في مغارة ونادى دوما بالمحبة والاخوة والرحمة والانحياز للمتألمين والمظلومين والمعذبين في هذا العالم ولا تقبلوا بأن يكون العيد مقصورا على اشجار وزينات لا نقلل من اهميتها ولكنها لوحدها ليست التعبير الحقيقي عن العيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى