إجتماعيات

المؤتمر الشعبي اللبناني في الذكرى ال36 لجريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي

نفتقد رجل الدولة الذي كانت الأخلاق عنوان ممارسته الحكم والعمل السياسي

أكد المؤتمر الشعبي اللبناني أن نهج الرئيس الشهيد رشيد كرامي سيبقى حياً في وجدان المناضلين الشرفاء، وأن دماءه الزكية سوف تنتصر على المجرمين مهما طال زمن الإفلات من العقاب
وقال بيان صادر عن قيادة “المؤتمر”: تأتي الذكرى السنوية السادسة والثلاثين على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، البشعة والمؤلمة، لتضيف حزناً على حزننا الكبير على فقيد العروبة وفلسطين والأمة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ المناضل كمال شاتيلا.
لقد كان الرجلان الكبيران نموذجاً شريفاً في ممارسة العمل السياسي والوطني والقومي، جمعتهما صداقة طويلة، ومبادئ واحدة، وأهداف مشتركة. كانت العروبة الحضارية الانتماء الراسخ، وفلسطين الجريحة البوصلة الثابتة، ووحدة لبنان وعروبته واستقلاله ثوابت لا تقبل الإفراط او التفريط. واجها معاً كل مشاريع التقسيم والصهيونية، وعملا سوياً مع القوى الوطنية على إسقاط اتفاق 17 أيار المشؤوم، ورفضا الكانتونات خلال الحرب اللبنانية وكل ممارسات الميليشيات الشاذة في بيروت والمناطق اللبنانية.
كان الرئيس الرشيد مثالاً لرجل الدولة المسؤول الذي كانت الأخلاق عنوان ممارسته الحكم والعمل الوطني والسياسي، وضع مصالح الوطن والأمة فوق أي اعتبار، فلم يخضع لإملاءات داخلية او خارجية، ولا ساوم على قضية حق، ولا تخلى عن قيم مهما كانت المغريات كبيرة والتحديات صعبة. وطوال حياته السياسية، لم يتاجر بمبدأ من أجل منفعة خاصة، ولا اتخذ المنصب سبيلاً للإنتفاع أو وسيلة لاحتكار التمثيل الشعبي، ولا خرّب النفوس والذمم بمال أو سلطة، بل كان نظيف الكف والعقل واللسان.
في ذكرى استشهاده وفي كل وقت، نتذكر نضال الرئيس رشيد كرامي من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات والعدالة والمساواة، ومواجهته مظالم النظام القديم، بمثل ما نتذكر رفضه المشروع الذي حملته في حينه السفيرة الأميركية غلاسبي لتقسيم لبنان. وإذا كان القرار قد صدر في حينه باغتيال الرئيس الرشيد، بأدوات لبنانية تتصدر المشهد السلطوي اليوم وتحاضر في بناء الدولة والعفة والنزاهة، فان دماءه شكلت نبراسا لكل القوى الوحدوية لتكمل نضالها وتسقط التقسيم باتفاق الطائف عام 1989.
إن نهج الرئيس الرشيد سيبقى حيّاً في وجدان كل أحرار لبنان الذين يدافعون عن وحدة هذا البلد وعروبته واستقلاله، وسيبقى نبراساً ينير درب المناضلين الساعين الى إعادة بناء الدولة بعد أن حطّمها الفاسدون. وفي ذكرى استشهاده، نتقدم من عائلته ومن النائب الصديق فيصل كرامي ومن أبناء طرابلس والشمال ولبنان الأوفياء، بخالص مشاعر العزاء والتضامن، ونؤكد الثبات على النهج والوفاء للمسيرة، والبقاء في طليعة المطالبين بإحقاق الحق ومعاقبة القاتل مهما طال زمن الإفلات من العقاب، فدماء الرشيد الزكية ستنتصر على كل المجرمين ومن يقف خلفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى