المقالات

تجسيد الكلمة السواء … ليكون الحوار البناء… كتب الاعلامي د. باسم عساف

  *علوم الديبلوماسية الصِرفَة ، قامت على ربط المفاهيم والأفكار والأنماط ، بين الفئآت المتصارعة أو المتنافسة أو المتسابقة إلى المصالح والغنائم على أكثر من صعيد ، وفي شتى المجالات التي تعود إلى منظومات سياسية عالمية ، أو دول بارزة بالإنتاج ،أومنظمات دولية وإقليمية أومحلية تتغلغل بين الشعوب بإسم الحوار ، والطروحات والإقتراحات التي تفضي إلى التفاهم والتوافق وربما التضامن والعمل المشترك ....*
    إن معظم الإتفاقات والعقود ، بين المتنافسين أو المتصارعين ، تأتي بعد توترات أو حروب أوتشنجات بالمواقف وتهديدات بالأقوال وربما بالأفعال ، وخاصة عندما يجد الطرفان أنه لا جدوى من الإستمرار بالتعصب إلى مواقف لا تصل بهم إلى شاطئ الأمان ، أو إلى المصالح والغنائم المطلوبة ، لأسباب العجز أو النقص بالقدرة أو إعداد العدَّة اللازمة للنصر أو الفوز ، فتستخدم هنا الديبلوماسية في الأقوال (التصريحات والمواقف ) أو الأفعال ( اللقاءآت والزيارات) وما يرافقها من طروحات الحوار والتفاهم على الأقل ، بالخطوط العريضة الملائمة للطرفين ....
  *أما في لبنان ، فتأتي الأمور دائماً بعكس التيار ، فالديبلوماسية التي تمارس حالياً والحوار الموجه بالشكل ، الذي يُطلق على كل شفةٍ ولسان ، هو حوار الإذعان ، الذي يسري من أعلى إلى أسفل، أي من القمة إلى القاعدة ، وبوضوح أكثر ، من المستقوي إلى المستضعف ، أي بمعنى: هذا هو قرارنا وموقفنا ، وشروطنا ، وعندها فليكن الحوار ، ولتكن المباحثات حولها ، وأي حوار سيكون ، في ظل الشروط المسبقة ، أو في أجواء الهيمنة على مواضيع البحث ، والنتائج المتخذة قبل البدء بالحوار ، وقبل الشروع بالإستماع إلى الرأي ، والرأي الآخر ، وحتى قبل معرفة من هم أطراف الحوار ، وأسباب وجودهم في أي حوار يريدون ...*
    ذلك لا يدل على حوار الطرشان فقط ، بل على حوار الخرسان والعميان حتى لا يرون ولا يتكلمون ، كما لا يسمعون ، ليبقى الحوار كما الحمار الذي يحمل أسفارا ، أو كما يقال بالمثل الشعبي : مثل الأطرش بالزفَّة ...
  *الإستلشاق والإستهزاء والإزدراء : هو سيد الموقف ، وهو المتداول على ساحة الصراع السياسي في لبنان ، لا لشيء ، إلا لتمرير الوقت وتسويف القضايا ومنها الحوار ، حتى يأتي القرار من أصحابه في الخارج ، وليس من هؤلاء الأتباع ، والدمى التي تتحرك بأيدي اللاعبين الحقيقيين ، الذين بيدهم الأمر ويعملون على تسوية الأمور في المنطقة ككل ومنها لبنان ، لذا لا يعلمون تحديد مواد الحوار ، وبأي منها يبدأوون حوارهم ...*
    فهل يبدأ الحوار : في إنتخاب رئيس الجمهورية ، وحسم صلاحيات رئآسة الحكومة ، أم بحاكمية مصرف لبنان وأموال المودعين ، أم بشروط صندوق النقد الدولي والإصلاحات ، أم بالإستراتيجية الدفاعية وإنهاء سلاح الحزب ، أم بالحياد والنأي بالنفس ، أم بتطبيق الطائف والعمل باللامركزية الإدارية ، أم بالذهاب إلى قانون مدني جديد ، أم طرح المثالثة والفيدرالية ، أم بإنتخابات مبكرة وقانون جديد لها ، أو ...أو ...أو... إلخ ..
    *فإذا ما إستعرضنا تراكمات السياسة اللبنانية وأزماتها ، التي تطول وتطول ، فلن يكون هناك حوار بين الفرقاء اللبنانيين ، لذا إختصرها صاحب الغبطة ،  وذهب للآخر حيث دعا إلى مؤتمر دولي لإتخاذ قرار الحوار من الأصول وليس من الفروع ، حتى تكون بينهم كلمةٌ سواء ، فيتجسد المؤتمر البنّاء ، لأنه لا جدوى من القيل والقال ، والأخذ والرد دون طائل ولا حائل، من غير أصحاب القرار ، الذين يتقنون لغة التسويف والتمرير ، وليس التعريف والتقرير ...*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى