المقالات

الواجب الوطني يدعوكم لوحدة الموقف \ بقلم: المحامي عمر زين*


أليست الخطوات المفاجئة من السفارات العربية والأجنبية في لبنان مدعاة لاتخاذ موقف لحماية امن الوطن والمواطن!!
السفارة السعودية تطالب مواطنيها بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، والسفارة الألمانية تطلب من رعاياها تحديث بياناتهم وأماكن تواجدهم، والكويت تحذر رعاياها من التطورات الأمنية في لبنان ومملكة البحرين تدعو رعاياها لمغادرة لبنان، وقبل أن يجف حبر هذا المقال سنفاجأ بخطوات سفارات أخرى.
نعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط بما حصل ويحصل من اقتتال بين الإخوة الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة والذي يفهم منه انه محاولة لضرب روح الثورة لدى فلسطيني الداخل بإشعارهم عن ضعف الجبهة الخلفية لدى فلسطيني الشتات، ونزع الثقة لدى كل القوى الداعمة للانتفاضة الفلسطينية، وطبعاً المستفيد من كل ذلك السلطة الصهيونية العنصرية المحتلة، ولقد صادف هذا الاقتتال تكثيف لتدريبات العدو بمحاذات الحدود اللبنانية، وإشاعة بإن المقاومة اللبنانية تملك أسلحة كيماوية من سوريا وهذا إن دل على شيء فإنه يشير بوضوح الى انه من الأدوات التي يحضرها العدو لدعم عدوانه على لبنان تحت مظلة عالمية كالتي أشاعها الجيش الأميركي في العراق في حصاره والعمل على تدميره، لكن جيش لبنان ومقاومته بالمرصاد، وهذا يتطلب من هم يعتبرون انفسهم مسؤولون عن أمن الوطن والمواطن العمل ليل نهار لدعم المؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي ليكونا بأعلى جهوزية وعلى كل المستويات للإمساك بالأمن وضرب كل الفلتان الذي يحصل في الوطن أينما كان، وهذا الدعم يتطلب من القوى الحزبية أياً كانت مواقعها ومواقفها أن تلتقي في جبهة داخلية متماسكة عنوانها وحدة الموقف بوجه كل ما يخطط للبنان المعلوم منه والمجهول لإزالته من الوجود.
ونقول إن الدول التي لها رعايا في لبنان ليست بعيدة عما يجري وتعمل للحفاظ عليهم وهذا حقها وليس لنا أي تدخل به في أي نوع كان.
كفى الشحن بالعبارات المذهبية والطائفية والوقت ليس للمحاصصة لان ذلك سوف يضعكم على طريق النزوح الجماعي باعتبار أنكم تجار في كل شيء والوطن آخر من تهتموه به، التاريخ لن يرحمكم بما تفعلونه بوطنكم وليس أمامكم سوى وحدة الموقف تجاه التحديات الكبرى التي لا يجوز التغافل عنها تحت أي سبب من الأسباب والدول الصديقة التي بعض رعاياها في لبنان تدرك حجم هذه التحديات والمخاطر وأنتم غير مكترثين لها.
تصرفوا كراشدين وليس كقاصرين يفتش كل واحد منكم على من يرعاه، وبذلك تفقدون لبنان الرسالة الذي بناه الأولون، وعلى كل فإن بناء الجبهة الشعبية الوطنية من الناقورة الى النهر الكبير من المفكرين والأدباء والحقوقيين والمهنيين ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني الذين لا يخضعون لمشاريع تخدم مخططات خارجية قد بدأ تكوينها مِن مَن لديهم مقومات القيادة الوطنية للتصدي لكل التحديات والعمل على البناء الوطني.
فإلى وحدة الموقف كي تستحقون لبنان

  • الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
  • عضو التحالف الوطني للإنقاذ
    بيروت في 7/8/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى