المقابلات

مقابلة للزميل رامز الفري في جريدة اللواء

أحداث طرابلس حجبت الرؤية عن معرض الكتاب السنوي اختتم معرض الكتاب 38 في طرابلس بعد ان استمر لمدة 12 يوما على أرض معرض رشيد كرامي الدولي حيث شكّل تظاهرة ثقافية كبيرة ضم اكثر من 150 مشاركا موزعين على المكتبات ودور النشر والجامعات والجمعيات الثقافية ومؤسسات الكومبيوتر والانترنت والمعارض الفنية. وكان لافتا هذا العام مشاركة دور نشر من الامارات العربية المتحدة والأردن والعراق وتركيا وفلسطين بالإضافة الى عشرات الأنشطة التي اقيمت على هامش المعرض من محاضرات وندوات وأمسيات شعرية وانشادية وفنية وتواقيع كتب, وقد أسهم المعرض بتحريك العجلة الاقتصادية في المدينة ولو لفترة محدودة وفتح متنفس ثقافي لأهالي طرابلس والشمال بالرغم من النكسات الأمنية التي ضربت المدينة خلال أيام المعرض وأثرت سلبا عليه وكان لا بد من متابعة شؤون وشجون هذا المعرض والحديث بكل شفافية ووضوح عن ما له وما عليه.
أمين سر الرابطة الثقافية ومنسق معرض الكتاب السنوي الزميل رامز الفري رد على التساؤلات التي أثيرت بشأن المعرض من خلال هذا الحوار…
{ سمعنا تساؤلات عديدة حول عدم وجود عدد كبير من  دور النشر في المعرض فما صحة هذه التساؤلات؟
– إن معرض الكتاب في طربلس يضم أكثر من 100 دار نشر موزعة على دور نشر محلية شمالية ودور نشر لبنانية وأخرى عربية, ولكن هناك عدد كبير من دور النشر اللبنانية والعربية  لها اجنحة خاصة ضمن إطار الأجنحة الكبيرة وصاحبة المساحات الكبرى التي تشغلها دور النشر المحلية, ونذكر على سبيل المثال بأن المساحة التي تشغلها مكتبة الإيمان تزيد مساحتها على 250م2 والمؤسسة الحديثة للكتاب المساحة التي تشغلها تزيد عن 250م2, أما بالنسبة لدار الشمال مساحته تزيد عن 100 م2 ومكتبة «جروس برس» والتي تبلغ مساحتها أكثر من 200 م2 وبالنسبة لدار الأمل والسلام مساحتها أكثر من 250 م2.
إضافة إلى المشاركين بصورة مباشرة ونذكر منهم: Library Stephan – مجلة رسالة الكلمة – إصدارات الكنيسة المعمدانية – إصدارات حياة المحبة – مركز دراسات الوحدة العربية – دار الندوة الشمالية – بيت المعارف – مكتبة نبيه – مركز الوفاق الثقافي للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع – دار صادر – مكتبة الجوهرة – دار الامام أبي حنيفة – اصدارات التوعية الأكاديمية والتوجيه المهني – دار الأمة – دار لبنان للطباعة والنشر – دار المشاريع.
بناء عليه أريد الإشارة الى ان المساحة التي تشغلها دور النشر في المعرض تبلغ أكثر من 2000 متر مربع في حين ان مساحة الأجنحة الكاملة في المعرض تصل الى 3500 متر مربع  تقريبا مما يعني ان المساحة التي شغلتها دور النشر تصل الى أكثر من نصف المساحة الاجمالية وذلك بعكس ما يشاع من البعض ان دور النشر تشغل مساحة صغيرة من المعرض لذلك، فإن المعرض يضم عددا كبيرا من دور النشر المحلية اللبنانية والعربية.
{ بعد هذا العرض المفصّل لدور النشر المشاركة فلماذا لا تشارك بأجنحة خاصة وبصورة مباشرة؟
– ذلك يعود إلى التكاليف التي يتكبدونها بسبب عملية نقل البضائع من وإلى بيروت ذهابا وإيابا، إضافة إلى تكاليف الموظفين الذين سوف يداومون في المعرض صباحا ومساءً، إضافة إلى كلفة المنامة الباهظة التي إذا أراد أحدهم أن يبقى في طرابلس لا يستطيع أن يحصل على فندق لائق في كل مدينة طرابلس بإستثناء فندق «كواليتي إن» والذي كلفته باهظة لا يستطيعون تحملها، إن كل هذه الأسباب تمنع مشاركة دور النشر بصورة مباشرة في المعرض ويفضّلون المشاركة من خلال دور النشر الشمالية خفضا للتكاليف والأعباء المادية.
{ هل هناك مشاركة  لدور نشر عربية؟
– كان لافتا هذا العام مشاركة وكلاء لدور نشر من دولة الامارات العربية المتحدة وهو دار الكتاب الجامعي – بالإضافة الى دار سوزلر من تركيا – ومركز الأمة للدراسات والتطوير من العراق إضافة الى مشاركة دولة فلسطين.
{ بالنسبة للبرنامج الثقافي على هامش المعرض هذا العام كيف كان صداه وواقعه؟
– لقد تم العمل على هذا البرنامج بكل جد وجهد وقد ضم عدد كبير من الأسماء التي تحظى باحترام كبير ونذكر منها: رئيس جامعة طرابلس د. عبد السلام غيث – المنشد السوري المعتصم بالله العسلي – الأديبة هدى البياسي – العميد د. عادل مشموشي – أمين سر اقليم لبنان في منظمة فتح الحاج رفعت شناعة – الاحتفال بالمئوية الكشفية العربية بحضور الرئيس ميقاتي – فرقة اصداء – المنشد موسى المصطفى من الأردن – الفنان محمد الشعار – فرقة عشاق الاقصى من فلسطين – د. أحمد القصص – د. ماجد درويش – رئيس جامعة البلمند د. ايلي سالم – الفرقة اللبنانية لانشاد التراث – د. صلاح الدين دسوقي من مصر أمين عام حزب المؤتمر الشعبي الناصري،  وتواقيع الكتب حيث شهد المعرض هذا العام أكثر من توقيع 20 إصدارا جديدا لأهم الكتّاب والمفكرين ونذكر منهم: الأستاذة رابعة يكن – د. محمد حبلص – د. ماجد درويش – الشيخ علي الشيخ – د. جميل عجم – المهندسة جمانة يكن – د. أسامة كبارة.. الخ..
{ بالنسبة الى بعض التجهيزات في المعرض كان هناك تذمر كبير من رواد المعرض في ما يتعلق بالتكييف وغيره فما تعليقكم؟
– أنا اعترف بأنهم محقون في انتقادهم هذا، ونحن نؤيد انتقادهم ولكن بالنسبة للتكييف في المعرض الأمر ليس من مسؤولية إدارة معرض الكتاب بل من مسؤولية مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي الذي نريد في هذه المناسبة أن نتقدم منهم بالشكر الجزيل على كل ما أبدوه من تعاون في إنجاح هذا المعرض ولكن ضمن إمكانياتهم المتوفرة والضعيفة. كما نناشد وزارة الثقافة المعنية الأساس بمثل هذا المعرض الثقافي الكبير على تقديم دعما له.  أما بالنسبة لمن ينتقد وجود عارضين لغير الكتاب في المعرض نقول إن إدارة معرض الكتاب تعتبر بأن هذا الحدث السنوي يعتبر مهرجانا ثقافيا متنوعا ويجب ان يشمل كل فروع الثقافة في مدينة طرابلس, إذ تعتبر الثقافة وحدة متكاملة لا نستطيع تجزئتها فهي تشمل الكتاب والجامعة والمدرسة والجمعيات الثقافية والإعلامية والمعارض الفنية من رسم ونحت وكذلك المعلوماتية، لذلك فإننا نعتبر هذا المعرض بالمطلق تظاهرة ثقافية كبيرة ومتنوّعة في طرابلس كل عام.
وهنا وبعد هذا السرد المفصّل نقول فلننظر بالجزء الملآن من الكوب وليس في الجزء الفارغ، اقول ان الحركة القوية التي رافقت المعرض خلال الـ 12 يوما من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الحادية عشر ليلا وكذلك زيارة الطلاب للمعرض من المدارس الخاصة والرسمية ومن مختلف أقضية الشمال: طرابلس – الكورة – عكار – الضنية – المنية – البداوي كل ذلك اعطى المعرض نكهة خاصة وحرك العجلة الثقافية والاقتصادية في مدينة طرابلس بشكل ملفت, وهنا بالنسبة لزيارة الطلاب نتساءل هل هناك من نشاط في طرابلس يشجع الطلاب وخاصة في المراحل الابتدائية على شراء الكتاب ومطالعته غير هذا المعرض, كما نرى بأن المعرض قد ضم ضمن فعالياته أكثر من ثلاثين نشاطا ثقافيا موزعين على الندوات والمحاضرات والأمسيات الفنية والأمسيات الشعرية إضافة إلى أكثر من 20 توقيع إصدار جديد، إضافة إلى المساحة التي أوجدها للتلاقي بين دور النشر في ما بينها وبين المثقفين والطلاب من جهة ودور النشر من جهة أخرى.
وفي الختام أقول لكل من ينتقد هذا المعرض سواء من باب الحرص أو عدمه  فلينظم عملا ثقافيا اضخم  من هذا العمل ونحن مستعدون لمساعدته ومساندته. ونلفت النظر بان ابواب معرض رشيد كرامي الدولي مقفلة كل أيام السنة فليبادر الى تنظيم معرض او نشاط أفضل إذا ان طرابلس بحاجة الى الكثير من العمل وهي بغنى عن التنظير من وراء المكاتب وطاولات المقاهي.
جريدة اللواء – الخميس,7 حزيران 2012 الموافق ١٧ رجب ١٤٣٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى