المقابلات

ناجح النجار لـ “الوفاق نيوز اللبناني”: “بريكس” تكتل اقتصادي يحظي بقبول الدول التي تئنّ من هيمنة الدولار.. وتوسُع المجموعة سيُحدث تغيير كبير في موازين القوى الدولية

مثلت مجموعة “بريكس” التي تضم 5 اقتصادات ناشئة، خلال قمتهم الأخيرة في جنوب أفريقيا محط أنظار العالم في جنوب إفريقيا، وواشنطن على وجه الخصوص، لاسيما أنها ناقشت وبقوة ملف توسيع التحالف وضم أعضاء جدد، الأمر الذي قد يقلص من دور “مجموعة السبع” اقتصاديا على الساحة الدولية.

من جهته، يرى الباحث في الاقتصاد والشأن الدولي، ناجح مصطفى النجار، أن طلب انضمام عدد من الدول إلى “بريكس” يشير إلى عالم متعدد الأقطاب بهدف تقليص الهيمنة الغربية والأمريكية على حجم الاقتصاد والتجارة العالمية.

وأشار الباحث في الاقتصاد والشأن الدولي، في حديثه لموقع “الوفاق اللبناني”، إلى أن مجموعة بريكس ترغب هى الأخرى في ضم أعضاء جدد، وذلك بعد دخول دول مثل مصر، والسعودية، والإمارات، والجزائر، حيث تسعى كافة الدول إلى أسواق واستثمارات جديدة بعيدًا عن هيمنة الدولار.

وأضاف: أن انضمام أي دولة إلى مجموعة “بريكس” ستحظى بكثير من المميزات الاقتصادية والتجارية، لاسيما وأن كثير من البلدان ذات الاقتصادات النامية أو الناشئة باتت تئنّ من سطوة الأخضر، فهى تبحث عن عالم متعدد الأقطاب، وكذلك خلق حالة من التوازن في الاقتصاد العالمي.

وتحظى قمة مجموعة “بريكس” التي اجتمعت هذا العام في جنوب أفريقيا، في ظل ظروف دولية مُعقدة وتطورات جيوسياسية متسارعة، ومع توالي طلبات الانضمام إلى المجموعة التي فتحت أبوابها أمام التوسع في المرحلة المقبلة.

وتضم “بريكس” خمس دول هي (روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا)، نواة لإحداث التوازن بالاقتصاد العالمي، وتستهدف مزاحمة مجموعة السبع بما لدى الدول الأعضاء بالمجموعة من إمكانات وقدرات واسعة، وبما تضيفه الدول التي سوف تنضم لبريكس في المرحلة المقبلة إلى تلك الإمكانات.

ولفت الكاتب ناجح مصطفى النجار إلى أن أعضاء المجموعة وعلى رأسهم الصين وروسيا، يرون بأن الوقت قد حان لتقليل أو مواجهة الهيمنة الاقتصادية لدول الغرب، لاسيما تلك الدول التي تعاني من أزمة الدولار، ومنها مصر حاليًا، وأيضًا روسيا التي تعاني بسبب وابل من العقوبات الغربية عليها منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وقال الباحث في الاقتصاد والشأن الدولي: ” أرى أن بريكس بها مميزات مهمة وجاذبة للاستثمار، فهى تعد ملاذا أكثر أمانًا من صندوق النقد الدولي نفسه، لأنها تُقرض الدول الأعضاء بقروض مُيسرة وتقوم بتمويل مشروعات البُنى التحتية، والأهم أنها لا تتدخل في سياسة الدول وشئونها الداخلية أو المصرفية”.

وأضاف خبير الشأن الدولي: ” أعتقد أن هذا التحول سيكون كبير في العلاقات الدولية بين دول المجموعة والدول الأخرى، اقتصاديًا وتجاريًا وجيوسياسيًا أيضًا، لأن مجموعة بريكس باتت تتوسع بشكل كبير وبها اقتصادات كبيرة، وبالتالي إحداث تغير في موازين القوى الدولية والاقتصادية بين المعسكرين الغرب والشرق.

وواصل “النجار” حديثه بالقول: إن انضمام مصر على وجه التحديد لمجموعة البريكس يتبعها عدد من المميزات، أهمها الانضمام لتكتل اقتصادي يضم مجموعة من أكبر الاقتصادات في العالم، والتي تتحكم في أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وعدد سكانها يصل إلى 42%، بجانب أنها تشغل 40% من مساحة العالم، بالإضافة إلى أن حجم تجارتها الخارجية يفوق حاليا 20% من التجارة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى