فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” لا نؤمن بما يقوله المنجمون وبالتوقعات التي يطلقونها وندعو ابناءنا للابتعاد عن هذه الظاهرة الناتجة عن الفراغ الروحي “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في كلمة عشية بدء العام المدني الجديد بأننا لا نؤمن بما يقوله المنجمون وبالتوقعات التي يطلقها بعضا من المتاجرين بمشاعر الناس وخاصة البسطاء من عامة الشعب .
ندعو ابناءنا الا يستمعوا لما يقوله هؤلاء المنجمون الكذبة وان يفتتحوا عامهم الجديد بالصلاة والدعاء والتوبة بدلا من اضاعة الوقت وسماع ما يقوله هؤلاء الدجالون والذين ازدادوا في الاونة الاخيرة ولكن ويا للاسف ازداد ايضا من يستمع اليهم وذلك بسبب الجهل والفراغ الروحي الذي يعاني منه الكثيرون .
ان ظاهرة ازدياد المنجمين في مجتمعاتنا العربية في هذا المشرق خلال السنوات الاخيرة انما تندرج في اطار مخطط ممنهج هادف للتجهيل وابعاد ابناءنا عن قيم ايمانهم القويم وجعلهم غارقين في توقعات غير صحيحة وتنجيم صادر عن اشخاص اما هم مرتبطون باجندات مخابراتية عالمية واما يتلقون المال من هذه الجهة او تلك لكي يروجوا لاجندات وسياسات واشخاص معينين .
اتمنى من ابناءنا الا يستمعوا الى هؤلاء المنجمين والا يضوعوا اوقاتهم في هذه التحليلات والتوقعات الباطلة ، استغلوا اوقاتكم في اشياء مفيدة وابتدأوا عامكم المدني الجديد باللقاء الاسري والتأكيد على العلاقة العائلية التي تجمع ابناء العائلة الواحدة وصلوا معا واطلبوا من الله ان يبارك حياتكم وان يصونكم ويحفظكم من الاعداء المنظورين والغير المنظورين .
ان استماع المنجمين وتصديق اقوالهم انما يدخل الشر الى حياتكم ويبعدكم عن البركة والنعمة التي نلتمسها من الله فلا يمكن ان يكون المرء مؤمنا حقيقا وفي نفس الوقت مذعنا ومتأثرا بما يقوله هؤلاء المنجمون الذين ندعو لهم بالهداية لكي يعودوا الى رشدهم ويتركوا هذه المهمة القذرة اللانسانية واللاحضارية والبعيدة عن كل القيم الايمانية والروحية .
ان ما نحتفي به يوم غد هو رأس السنة المدنية وليس الكنسية وهذا ليس عيدا كنسيا بل عيدا مدنيا يحتفي به كل العالم ، ونحن بدورنا في هذا اليوم نحتفي مع كل المحتفلين ونهنىء كل اولئك الذين نحبهم ونتمنى لهم الخير ونحن لا نتمنى الشر لاحد فكل خلائق الله هم اخوتنا ونتمنى لهم دوما السلامة والحياة الكريمة ولارضنا المقدسة بنوع خاص نتمنى ان تتحقق العدالة لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية والخير ذاته نتمناه لمشرقنا ولكل اقطارنا العربية الشقيقة .
بدلا من اضاعة الوقت في سماع ما يقوله المنجمون الكذبة اعملوا جرد حساب اين اخطأتم واين كنتم على صواب وحاولوا ان تكونوا دائما في الطريق القويم بعيدين عن الكراهية ولتكن قلوبكم عامرة بالايمان والمحبة والرحمة .
نتمنى ان يزول الوباء الذي نعاني منه ولكن ما اكثر الاوبئة التي يعاني منها عالمنا والتي نتمنى ان تزول ومنها ظاهرة المنجمين الخطيرة التي ازداد روادها في الاعوام الاخيرة بسبب الفراغ الروحي وبسبب عدم وجود التوعية الحقيقية .
لست بصدد ادانة احد فالديان العادل هو الله تعالى ولكننا نرى انه من واجبنا ان ندعو ابناءنا وكل من يختصون بنا بأن يبتعدوا عن كل هذه المظاهر السلبية وان تكون عندهم الطاقة الايجابية كل يتمكنوا من خدمة عائلاتهم ومجتمعاتهم واوطانهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى