الأخبار اللبنانية

عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في طرابلس قال فيه :

“ان ما يجري اليوم في طرابلس من قتل وتدمير وتشريد للمواطنيين وحرب مفتوحة على يد ميليشيا رفعت عيد لحرف الانظار عن التدخل السافر لحزب الله في القصير  يدعونا للسؤال مجددا عن ما تفعله الدولة ومؤسساتها العسكرية. وكيف تعالج هذه الاوضاع؟!! جميعنا يعلم ان المعالجة تكون باجتماعات كتلك التي تتكرر مع كل جولة عنف وتنتهي ببيانات غامضة ان لم تكن بقرارات سرية تطلب من الجيش الضرب بيد من حديد دون توجيهات واضحة ودون غطاء صريح”.

اضاف :”نحن ابناء طرابلس قلنا مرارا وتكرارا ونؤكد مجددا نريد الدولة ونريد الجيش نعم نريد الجيش ونرفض كل الحملات التي تشن ضده، لكن أي جيش نريد !!.

نريد الجيش الذي لا يغض النظر عن مطلقي ال” ب “10 و “الهاونات”،الجيش الذي لا يقتل المواطنيين العزل الهاربين من القنص تحت ذريعة الرد على مصادر النيران،نريد الجيش الذي لا يصيب برصاص 12،7 منازل الامنين، ولا يقيم حواجز يقف عندها ابناء المدينة ويمر عبرها المقاتلين المحميين من قبل الاجهرة الامنية ،نريد الجيش الذي لا يغض النظر عن مواكب مسلحي حزب الله الذاهبة للقتال في درعا  والشام والقصير ويتفرغ لملاحقة من يساند الثوار ويعتبرهم ارهابيين .لا نريد الجيش الذي ينسق مع ميليشيا رفعت عيد ويقاطع ابناء طرابلس تحت ذريعة انه اخذ غطاء من سياسيي المدينة للضرب بيد من حديد ،نريد من الجيش ان يكون لكل اللبنانيين ومعني بالدفاع عن المواطنيين العزل  وعن سيادة الوطن لا سيما في وادي خالد الذي يتعرض لمحاولات اقتحام دون ان تحرك الدولة ساكنا” .

وتابع :”ان الانخراط  الواسع لحزب الله في الحرب الدائرة  في سوريا ادى الى انزلاق مريع لهيبة الدولة اللبنانية  والمؤسسات اللبنانية الواحدة بعد الاخرى، فلقد بتنا اليوم امام سلطة تنفيذية معطلة ومعلقة بين حكومة مستقيلة وحكومة ممنوعة من التشكيل، وبرلمان مقفل عمليا تتلهى الكتل فيه بجدل بيزنطي حول القانون الأورثوذكسي المزعوم وجنس الملائكة وهو يتحضر لتجريع اللبنانيين كاس التمديد لنفسه مكافأة له على تقاعسه ،واليوم بتنا نقف امام خطر اكبر واعظم وهو العمل على تعطيل المؤسسات العسكرية والامنية وذلك من خلال قيام حزب الله بوضعها امام خيارين احلاهما مر: فاما ان تتحول هذه المؤسسات، أي الجيش والقوى الامنية، الى رديف داخلي للحرب التي يقودها حزب الله خارج لبنان تجسيدا للمصالح الايرانية؛ واما تعريض هذه المؤسسات لخطر الانقسام والتفتيت، لان الشريحة الاكبر من اللبنانيين  ترفض بشكل بديهي ان يكون الجيش والمؤسسات الامنية المعنية اساسا بالدفاع عن المواطنيين اداة في خدمة اجرام النظام السوري” .

وقال :” ان هذه المعادلة الخطيرة وغير المسبوقة منذ ايام الحرب الاهلية المشؤومة والتي تتكشف عناصرها على ضوء انخراط حزب الله بكل ثقلة في الحرب السورية دون الاكتراث بالاثمان الباهظة التي سيدفعها لبنان.

هذه المعادلة الخطيرة يجب ان تضع الجميع امام مسؤلياتهم، لان نار الانقسام والتعطيل لم تعد تتهدد مؤسسات السلطة السياسية فحسب بل باتت تقترب من الخطوط الحمراء، أي الجيش والمؤسسات الامنية، خصوصا مع اتضاح التوجه الى احداث فراغ  وظيفي ايضا في اعلى هرم هذه المؤسسات .

امام ذلك لا بد ان نقول: نحن نتفهم الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة تحظى برضى كافة الأطراف اذا امكن وحسابات الحذر والخوف والتردد المرافقة لهذا التوجه، لكن الأولوية الوطنية في هذه المرحلة الخطيرة يجب ان تبقى لتشكيل حكومة  غير خاضعة للقوى الحزبية ولقوى السلاح غير الشرعي وباسرع وقت” .

وختم :”من هنا نحن نتوجه بكل صدق لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام بالقول انتم امام مسؤولية تاريخية، اما الاسراع في تشكيل حكومة لا تاخذ بعين الاعتبار سوى خطورة المرحلة وتضع حدا للانزلاق الحاصل عبر التطبيق الفعلي لبيان بعبدا  وتكون بعيدة عن الانقسامات السياسية وتحيد لبنان ومؤسساته قدر الامكان عن الرياح الاقليمية السامة، وأما ستتعرض مؤسسات الدولة للانقسام و سيدخل البلد في المجهول وكما يقال: اذا خفت امرا فخض فيه لان شدة توقيه اعظم مما تخاف منه ، واتوجه ايضا  بكل صدق لكل السياسيين اللبنانيين بمختلف مشاربهم بالقول ليس صحيصا ان انفلات الوضع الامني في طرابلس يؤدي الى تاميين الاستقرار في باقي المناطق اللبنانية كما يسوق البعض ،لا بل على العكس تماما ان عدم معالجة الوضع في مدينة طرابلس سيؤدي حكما الى تحلل المؤسسات وانفلات الامن في كل الوطن كما بدأ يحصل في صيدا وازقة بيروت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى