فلسطين

عنصرة 2020

عنصرة 2020, تختلف عن باقي العنصرات التي كانت إحياءً لذكرى انسكاب الروح القدس على التلاميذ في علية صهيون في أورشليم المقدسة, في القدس الشريف. إنها عنصرة محفوفة بالمخاوف من الوباء والأعداء بمختلف أنواعهم.
مع أن العنصرة تجمع الشعوب المظلومة والمتعطشة للقوة من العلاء, عنصرة 2020, جمعت شعوبا وأدياناً وهم منذهلون لما يحدث حولهم وكأنهم في سكرة روحية لم يدركوا أبعادها بعد. الجداء بين الخراف كثيرة والتمييز ضروري لكشف الزؤان بين سنابل القمح. العنصرات السابقة كانت محصورة بخراف من قطيع واحد, أما عنصرة 2020, فهي ملآنة بخراف من حظائر أخرى دعاها الله سبحانه وتعالى ليخزي الحكماء كما خزاهم سابقا عندما اختار الحواريين الصيادين الذين لم يفهموا الكتب إلا عندما فتح المسيح أذهانهم (لوقا24). في السابق, خذل المسيح فريسيي الحرف الذي يقتُل, واليوم, يصدم “الفريسيين الجدد” من أمتنا الذين عادوا الى الحرف والتعصب والتشدد والإنعزالية والطائفية والكراهية بتأثير صهيوني وماسوني. هناك من يئس من الأديان بسبب إفسادها من قبل الماسونيين بشتَى أنواعهم, وهؤلاء انجذبوا الى حب المال والشهرة والنساء والشهوة بقصد إضعاف انتمائهم الديني ونبذ الدين بحجة التشدد. نحن هنا أمام نوعين من الشياطين التي ترغب في التضليل وكما نرى بوضوح التجاذبات بين قطب وقطب. هذا يدل على فقدان التوازن وغياب الإعتدال. للأسف, يسعى الماسوني الصهيوني إلى تقليد حالة الإعتدال, ولكن لأن التقليد الماسوني الصهيوني مزيَف, فبدل أن يصل إلى الإعتدال, فإنه يصل إلى الفتور ظانَاً أنه اعتدال, وهنا معضلة خلق وإعلان الدين الجديد المنبثق من الأمم المتحدة الماسونية الصهيونية بكل عملائها, هؤلاء هم الجداء الذين اندسٌوا بين الشعوب والأديان ليحضِروا للدجَال الآتي بالطبول وآلات الطرب والتخويف والتهديد والوعيد. الفتور بين هذه الأديان الموحَدة ليس هو إلا نأي بالنفس بطريقة أخلاقية مزيَفة خانقة للحقيقة وليست بعيدة عن الوقاحة المهذَبة. عنصرة الأمم المتحدة كاذبة, منافقة, خبيثة, مضلِلة, عنصرية, مرائية, سطحية, ظاهرية, مزيَفة, خادعة ومخدوعة. عنصرة 2020هي ردٌ على عنصرة الأمم المتحدة.
عنصرة 2020 فلسطينية, حرَة, أبيَة, شاملة, عبرانية, عربية, سامرية, آرامية, حبشية, فارسية, كنعانية, يونانية, فينيقية, قبطية, قبرصية, روسية, سلافية, موسكوبية, صربية, رومانية, بلغارية, ليبية, قرطاجية, سبائية, أرمنية, ومن جميع الأمم والأديان. مسلمون شرفاء يهتمون بفتح كنائسنا وإغلاقها. سامريون يفرحون بالعيش المشترك معنا في نابلس ورام الله. نعم, إنها الكنيسة الأم, أم الكنائس جميعاً. إنها الكنيسة والمجمع والجامع لجميع البشر الذين يفتشون عن السلام والعدل والآمان الذي يعلو الحياة الأرضية الزائلة. إنهم يفتشون عن القوة الداخلية التي انتصرت على الموت بسبب الأنوف الحميَة والنفوس الأبيَة, والصرخات القوية القلبية التي ركزَت بين اثنتين, بين السلة والذلَة, صارخة “هيهات منا الذلَة”. إنها كنيسة الشهداء الذين فضَلوا الموت على الذل. كلهم فلسطينيون انصهروا بمحبة المسيح الراعي الذي صنع عجائب مع سامريين, وكنعانيين, ورومانيين, وآخرين دون أن يُكرههم في دين طريقه الخلاصي للبشرية. هذه هي كنيسة أورشليم الحقيقية, كنيسة القدس الشريف. إنها قدس الإسراء إلى السماء. إنها الباب إلى أورشليم العلوية على أن تبقى مفاتيحها بأيدي العائلتين المقدسيتين لنتعلَم المحبة والتواضع, والرحمة, والمسامحة, ولنتفاجأ برؤية من لم نكن نتوقَع مشاهدتهم في السماء. هؤلاء هم الذين سيتغلبون على المخاوف والوباء والتحديات, وسيكونون من جميع الأمم آتين إلى القدس الأبية ليلتجئوا ويختبئوا في حناياها وشوارعها العتيقة. إنها الكنيسة الأورشليمية الأرثوذكسية المقدسة, الجامعة, الرسولية, من دون شوائب الماضي. إنها الكنيسة التي ستتطهَر من براثن الوثنية الجديدة, أي الماسونية الصهيونية, والعلمنة الإلحادية وأتباع الإنسانية المجردة من الإيمان بالله الواحد, إله إبراهيم وإسحق واسماعيل ويعقوب. عنصرة 2020 علامة كبرى بين الأمم ونداء للتوبة. عنصرة 2020, هي صوت كنيسة فلسطين, كنيسة الرسول يعقوب أخو الرب, كنيسة الأنبياء والشهداء المنبعثة اليوم.
نداء إلى الأمم
إسرائيل الصهيونية الماسونية قد سقطت. ولَى زمن الهزائم وابتدأ زمن الإنتصارات. العالم انقسم إلى قسمين: مؤمن وكافر. قد تزول إسرائيل سنة 2022م بسبب حماقة تُرتكب من جرَاء كبريائها واستعلائها. قد تُهستر إسرائيل الصهيونية وقد تختار الإنتحار لتقتل نفسها وتقتل الجميع معها. إنها في يأس شديد وإحباط عميق. إنها مستشرسة لأنها أدركت أنها في مأزق وهي تتخبط أمام عطف الكثيرين على القضية الفلسطينية العادلة. تختلف العنصرة الفلسطينية بميزاتها لأن أبناءها هم أحفاد الكنيسة الأولى الذين هم الفلسطينيون اليوم. إنهم ملح الأرض ومصباح العلِية العليا حيث يفيض النور منه كل سنة. إنهم النبع الذي منه توزَعت سواقي النعمة إلى الأمم. ستحاوَط إسرائيل المزيَفة من كل الأمم وسيعرف العالم أن شعب الله الحقيقي هوالشعب الفلسطيني الذي قبل الروح القدس بتوزُع الألسنة وانصهر مع جميع الأمم رافضا التقوقع والإنعزال وفاتحاً أبوابه للجميع ليكونوا واحداً في المسيح بتنوُعهم واختلاف تعبيرهم. فلسطين ستوحِد الأمم بقضيتها العادلة والمقدسة. إسرائيل الصهيونية ستنقسم على نفسها طوائف وتيارات, منها دينية والأخرى علمانية. ستصرخ للأمم طالبة النجدة, ولكن المسيح تنبأ عن علاجهم مشجِعاً إياهم أن يعترفوا بمجيء الرب. طريقهم شاقَة لأنهم مدعوون بأن يكونوا فلسطينيين أولاً وإن رفضوا, فعليهم الرحيل إلى البلدان التي ساندتهم أو إلى الجمهورية اليهودية أوبلاست الموجودة في شرق آسيا. إنهم مبَلبَلون لأنهم يعيشون كذبة فرضوها على الأمم, وهم مرتعبون إن انكشفت الحقيقة وعرف العالم أن الفلسطينيين هم شعب العنصرة الأولى وأحفاد كنيسة الرسل. تأملوا عندما تنكشف الحقائق ويكتشف العالم أن إسرائيل المزيَفة حاولت إبادة شعب الله الحقيقي, أي الشعب الفلسطيني.
عنصرة 2020, هي دعوة للعودة إلى الله وإلى فلسطين المتألمة بمخاض ولادة جديدة تجمع شتاتها من كل صوب لتستقبل الرب الآتي على السحاب. الغضب آتٍ إن استمرَت الشعوب بمؤامراتها على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى كسوريا الحبيبة, ولبنان المقاومة, واليمن العريق, والعراق الأبي, وشعوب أخرى تتوق إلى السلام لا إلى الحرب.

الراهب أنطونيوس حنانيا العكاوي الجليلي الفلسطيني
صيدنايا / سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى