التحقيقات

طرابلس الثقافة” ترتدي ثوبها العروبي بعد العدوان على غزة…إليكم التفاصيل \ المصدر: حدث أونلاين

لا شك ان السابع من تشرين الأول الماضي كان نقطة تحول، لا على مستوى القضية الفلسطينية فحسب، بل العالم كله، إلى حد يصبح معه مبرراً القول إن ما قبل “طوفان الأقصى” لن يشبه ما بعده.
ومن الطبيعي ان يكون الحراك الثقافي في مدينة كطرابلس، التي كانت دائماً إلى جانب القضايا المحقة، وفي طليعتها فلسطين، منسجماً مع هذا التحول ومواكباً له. فكيف تفاعلت مختلف المؤسسات الثقافية مع الحدث الكبير؟

نادي قاف

إيماناً منه بأن الثقافة هي شكل من أشكال المقاومة، من خلال دورها في تثبيت الهوية والمحافظة عليها، واكب نادي “قاف” للكتاب، القضايا الإنسانية منذ نشأته، من خلال ندوات فكرية وحلقات نقاش مع كبار الكتاب والمفكرين على مساحة العالم العربي ككل. وقد استأثرت القضية الفلسطينية بحصة الأسد من هذه الملتقيات، والتي كان أبرزها إحياء ذكرى المفكر الفلسطيني غسان كنفاني على سبيل المثال، إضافة إلى أن فلسطين كانت حاضرة في أغلب اللقاءات والنقاشات الفكرية التي نظمها النادي على امتداد مسيرته.
بالعودة إلى ما بعد السابع من تشرين، فقد استضاف النادي الكاتب الفلسطيني حسن حميد، في استعراض لمسيرته الأدبية والروائية، لا سيما روايته “أنين القصب” في حوار عبر تقنية “زوم”أدارته الناقدة والكاتبة زينب اسماعل، وتم التطرق فيه إلى أثر الصراع الفلسطيني المرير في سبيل الحق، على مسيرة الكاتب الإبداعية، هذا الصراع الذي امتد حتى الآن، على مساحة ثلاثة أرباع القرن.
تزامناً، استضاف نادي “قاف كندا”، الكاتبة رانية عيسى لمناقشة روايتها “مطر أحمر” عبر تقنية “زوم”، إضافة إلى استعراض مسيرتها الأديبة والروائية.
كما أن النادي حالياً بصدد مناقشة رواية “كويت، بغداد، عمان”، للكاتب أسيد الحوتري.

المسرح الوطني في طرابلس

المخرج والممثل قاسم اسطنبولي قال في حوار مع “حدث أونلاين”: لا شك ان الاحداث في غزة، وبالتالي الجنوب، أثرت في اللبنانيين بشكل ملحوظ، وانعكست سلباً على عمل كافة القطاعات، باستثناء الطبابة والاغذية.

اما بالنسبة للمسرح الوطني اللبناني في طرابلس، فهو لا يستطييع الاستقالة من أداء دوره الوطني والعربي، فالمسرح بالنسبة لنا أكثر من مجرد وسيلة للترفيه، وإنما قضية ورسالة، يساهم ما أمكن في توجيه الرأي العام، بعيداً عن لغة الخطابة والوعظ النافرة، بأسلوب تقني محبب، يأخذ بعين الاعتبار فن الاقناع.

انطلاقا مما سبق، لم يتوقف المسرح عن تنظيم ورش العمل المختلفة، واستكمال التمارين التي بدأت قبل الحرب على غزة. كما تم تقديم مسرحية بعنوان : “قوم يا بابا”، التي لاقت استحسان الجمهور في لبنان والخارج.

تتناول المسرحية قصصاً حقيقية عاشها الشعب الفلسطيني من قبل عام 1948 ولغاية يومنا الحاضر من خلال علاقة أب بابنه الذي يسرد له حكايا الوطن واللجوء والمقاومة. وقد عرضت المسرحية في العديد من الدول العربية وفي أوروبا وجنوب أميركا، وقد حزت من خلالها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان «عشيّات طقوس» في الأردن عام 2013، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المنصورة المسرحي عام 2023.

الرابطة الثقافية

من جهتها، واكبت الرابطة الثقافية “طوفان الأقصى” من خلال سلسلة فعاليات كان أولها لقاء تضامني مع الإعلاميين، على إثر استهداف قوات الاحتلال للإعلاميين في الجنوب وعلى أرض فلسطين المحتلة، تلاه استضافة مسؤول حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان د.أحمد عبد الهادي في جولة أفق حول الصراع وآليات المقاومة، واستضافة الشيخ علي أبو شاهين، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إضافة إلى المسيرة الكبرى التي دعت إليها هيئة دعم فلسطين في طرابلس، و المشاركة في اللقاء التضامني الذي دعا إليه مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في مسجد الوفاء بطرابلس.
إلى ذلك، تنظم الرابطة حفلاً فنياً تضامنياً مع غزة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، يحييه الفنان الملتزم وسام حمادة.

مركز العزم الثقافي

من ناحيته، علق مركز العزم الثقافي- بيت الفن، كافة أنشطته الثقافية والفنية تضامناً مع فلسطين المحتلة “إذ لا يليق الفرح والموسيقى في الأجواء الحزينة التي تمر بها المنطقة، وفلسطين خصوصاً”، كما أكد مدير المركز عبد الناصر ياسين لـ”حدث أونلاين”.
ولكن، ومن منطلق المشاركة الوجدانية مع أهالي القطاع المحاصر، ينظم المركز في السابع والعشرين من الشهر الحالي، نشاطاً بعنوان “من أطفال طرابلس إلى أطفال غزة” يتضمن فنوناً منوعة من الرسم إلى الموسيقى، على أن ينتهي برسم الأطفال بصماتهم تضامناً مع دماء نظرائهم في غزة.

مركز الصفدي الثقافي

بدورها، كشفت مديرة مركز الصفدي الثقافي نادين العلي، أن المركز لا زال مستمراً في تعليق أنشطته منذ جائحة كورونا، ولكن في المقابل، فإن هناك جهات عدة تستخدم المركز لتقيم أنشطة في مرافقه المتعددة. ومما لا شك فيه أن غزة تبقى حاضرة في مختلف هذه الأنشطة، سواء في الكلمات المرافقة لها، أو في فعالياتها. وعلى سبيل المثال، فخلال أمسية للشاعر هنري زغيب، كان هناك تضامن كامل مع القضية الفلسطينية والإشارة إليها في أكثر من قصيدة ونص ألقي في الأمسية.

باختصار، هي طرابلس الي تصر على ارتداء ثوبها العروبي حتى في أشد أيامها حلكة. وليس ذلك منة من أحد، أو استجابة لصبغة سياسية معينة، بل التزام بواجب قومي وعروبي، وإنساني أولاً وأخيراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى