الأخبار اللبنانية

السنيورة: مسؤولية الحكومة هي العمل على أن يسلم المتهمون أنفسهم

اعتبر رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة ان “هناك مسؤولية على الحكومة اللبنانية بان تبذل جهدها من اجل ان يسلم المتهمون الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري انفسهم، وان ما سمعناه وقرأناه امس عن مقابلة مع احد المتهمين ربطه بالكلام الذي قيل عن ان هؤلاء الاشخاص لا يتوقع احد ان يسلموا انفسهم لا ب30 يوما ولا ب300 سنة، اي ان هناك من يقول، بطريقة او باخرى، انه يدافع عنهم او يحميهم”، وقال: “ان التذرع بانهم لا يقبلون بالمحكمة هو كأنه اثبات لتهمة توجه لهم .اعتقد انه من الأصلح لهم ولسير المحكمة بالشكل السليم ان يتعاونوا مع المحكمة ولا يلجأوا الى اسلوب التمنع لأن في ذلك ضررا سيقع بهم وليس بالآخرين”.

ورأى أن “الاتهام موجه الى افراد وليس الى طائفة هي اكبر بكثير من ان توجه لها تهمة نظرا لقيمتها ودورها في لبنان وللقيم التي تحملها مثل اي طائفة اخرى في لبنان، فليس هناك طائفة قاتلة وطائفة مقتولة، هناك من ارتكب جريمة ويجب ان يحاسب، ومحاولة التلطي بموضوع الطائفة هي محاولة بائسة وليس لها اي قيمة ولا اعتقد ان هناك من يتهم طائفة في لبنان”.

وعن أحداث سوريا قال: “لبنان رغب دائما في ألا يصار الى التدخل في شؤونه الداخلية ونحن في الوقت عينه نقول اننا لا نتدخل في شأن سوري او شأن مصري او شأن ليبي ، ولكننا نتعاطف مع ما يجري في هذه الدول ولا سيما في سوريا وفي ضوء ما يرتكب بحق المدنيين العزل الآمنين وهو امر مرفوض، وجل ما نتمناه ان يصار الى التقدم الحقيقي وليس اللفظي او الكلامي او محاولة تضييع الوقت لإنهاك الإنتفاضة، لا اعتقد ان ما يجري سيؤدي الى انهاك الانتفاضة، اعتقد ان ما يجري هو تصميم من الشعب السوري على التقدم باتجاه الديموقراطية والحصول على الحريات التي لطالما افتقدها”.

كلام السنيورة جاء على هامش استقباله في مكتبه في الهلالية – صيدا وفودا من مدينة صيدا والجوار تابع معها شؤونا عامة، فالتقى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، وفدا من مجلس منسقية “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب برئاسة المنسق العام للجنوب الدكتور ناصر حمود في حضور المنسق العام لمنطقة العرقوب في التيار الدكتور عبدالله عبدالله.
وعقد اجتماعا مع وفد مشترك من عدد من المؤسسات الأهلية والاجتماعية التي تعمل مع فئات الشباب، بحث معها في سبل توحيد الجهود لمكافحة مشكلة الإدمان وفكرة انشاء مركز تأهيل متخصص. وضم الوفد ممثلي جمعيات “تجمع المؤسسات الأهلية، الهيئة الاسلامية للرعاية، شراع، نبع، المؤاساة، التنمية للإنسان والبيئة”. والتقى ايضا وفودا من عدد من احياء المدينة.

وعن القرار الاتهامي والمقابلة التي اجرتها مجلة “تايم” مع احد المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال: “بعد مرور سنوات على متابعة هذا الأمر واقرار المحكمة، اعتقد انه امر انتظره اللبنانيون وانتظره اهل الشهداء واهل الضحايا والذين تضرروا بسبب تلك الاحداث الاليمة التي عصفت بلبنان على مدى فترة طويلة من الاغتيال السياسي وهو اغتيال لروح لبنان. اعتقد ان هذه النتيجة نتيجة هامة جدا بصدور هذا القرار الاتهامي، ويفترض بالذين وجهت لهم هذه التهم ان يسلموا انفسهم، وبالتالي لديهم كل الحق والحقوق من اجل الدفاع عن انفسهم. وكلنا نعرف ان الحقوق المتاحة للذين وجهت لهم التهم كبيرة جدا، والموضوع لا يعالج لا على صفحات الجرائد ولا على شاشات التلفزة، بل يعالج في المحكمة التي هي بكل الضمانات المتاحة تتيح للمتهم ان يدافع عن نفسه ويقدم قرينة البراءة، وبالتالي هناك اثباتات عديدة في المحاكم الدولية التي استطاعت ان تبرىء اناسا كانوا قد اتهموا وبعد ذلك تبين انهم ابرياء في المحكمة”.

أضاف: “هذا الامر ينبغي ان يكون واضحا لهم وواضحا ايضا لمن يحميهم او يخفيهم، وبالتالي المحكمة اتاحت للمتهمين بانهم اذا ارادوا عدم الحضور يستطيعون ان يحضروا عن طريق التسجيل التلفزيوني وليس بالضرورة في مكان المحكمة الدولية، بل بامكانهم من اي مكان وعبر اي شاشة تلفزيون ان يصار الى ان يشتركوا في عملية المحكمة ويدافعوا عن انفسهم والا بامكانهم ان يوكلوا محاميا، ولكن التذرع باننا لا نقبل بالمحكمة هو كأنه اثبات لتهمة توجه إليهم. اعتقد انه من الأصلح لهم ولسير المحكمة بالشكل السليم ان يتعاونوا مع المحكمة ولا يلجأوا الى اسلوب التمنع لأن في ذلك ضررا سيقع بهم وليس بالاخرين”.

وتابع: “اعتقد ان ما جرى حتى الآن مهم جدا وجيد وبالتالي ينبغي ان يكون واضحا ان هناك مسؤولية على الحكومة اللبنانية بان تبذل جهدها من اجل ان يصار الى ان يسلموا انفسهم. سمعنا اليوم ان هناك احد الصحافيين الذي يقول انه قابل احد المتهمين ، لا استطيع ان اعلق على هذا الأمر ولكن يجب ان اربطه ايضا بالكلام الذي قيل ان هؤلاء الاشخاص لا يتوقع احد ان يسلموا انفسهم لا ب 30 يوما ولا ب 300 سنة، اي ان هناك من يقول انه، بطريقة او باخرى، يدافع عنهم او يحميهم. انا لا اعتقد ان هذا الاسلوب هو اسلوب صحيح، هناك تهم موجهة الى اشخاص وهؤلاء الاشخاص هم افراد ولا يمثلون فئة او طائفة من اللبنانيين. هذه ليست تهمة موجهة ضد طائفة من اللبنانيين، بالعكس هذه الطائفة هي اكبر بكثير من ان توجه لها تهمة نظرا لقيمتها ودورها في لبنان وللقيم التي تحملها مثل اي طائفة اخرى في لبنان. ليس هناك طائفة قاتلة وطائفة مقتولة، هناك من ارتكب جريمة ويجب ان يحاسب وهناك تهمة موجهة الى اشخاص وعليهم ان يبرهنوا او يثبتوا انهم ابرياء من خلال ما يستطيعون ان يقدموه من اثباتات ومن خلال المحاكمة التي فيها كل الضمانات التي تمكن المتهم من ان يدافع عن نفسه ويقدم كل البراهين والحجج التي تدحض هذه التهم. لذلك اعتقد ان محاولة التلطي بموضوع الطائفة هي محاولة بائسة وليس لها اي قيمة ولا اعتقد ان هناك من يتهم طائفة في لبنان”.

وعما يجري من احداث في سوريا قال: “موقفنا كان واضحا منذ ان انطلق هذا الربيع العربي. هذه الانتفاضة تعبر عن رغبة المواطنين في عدد كبير من الدول العربية في ان يحققوا حريتهم وكرامتهم التي على مدى عقود جرى امتهانها بطريقة او باخرى، وما شهدناه في كل بلد عربي من هذه الانتفاضات، كان المواطنون العرب يعبرون عن صرختهم المدوية بانهم ساعون من اجل تحقيق الكرامة والحرية والعيش الكريم لهم، وبالتالي ان تتحقق الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، لذلك نحن وقفناه منذ البداية ووضعنا انفسنا في هذا الفريق من اللبنانيين الذين حسموا امرهم بهذا الشأن وايضا العرب الذين يرغبون بهذا الامر. ومن ضمن موقفنا العام المتجه لدعم حركات التحرك في العالم العربي ونقول دائما اهل مكة ادرى بشعبها واهل كل دولة ادرى بقضاياهم وما يريدون، ما نريده هو ما يريده الشعب السوري لنفسه وهو القول عينه الذي كنا نقول به عندما انتفض الشعب التونسي والشعب المصري والشعب الليبي والشعب اليمني. نحن هذا ما نريده لأنهم هم اصحاب القضية ونحن سند وعون لهم وسنستمر في هذا الخصوص”.

أضاف السنيورة: “جل ما نتمناه ان يصار الى التقدم الحقيقي وليس اللفظي او الكلامي او محاولة تضييع الوقت لإنهاك الإنتفاضة، لا اعتقد ان ما يجري سيؤدي الى انهاك الانتفاضة، اعتقد ان ما يجري هو تصميم من الشعب السوري على نيل حرياته والتقدم باتجاه الديموقراطية والحصول على الحريات التي لطالما افتقدها. لذلك نحن في لبنان كنا دائما نقول بان لبنان رغب دائما بألا يصار الى التدخل في شؤونه الداخلية ونحن في الوقت عينه نقول اننا لا نتدخل في شأن سوري او شأن مصري او شأن ليبي، ولكننا نتعاطف مع الشعوب في ظل ما يجري في هذه الدول ولا سيما في سوريا وفي ضوء ما يرتكب بحق المدنيين العزل الآمنين وهو امر مرفوض. يجب ان يتوقف العنف فورا في سوريا حتى يصار الى معالجة هذه الامور بعيدا عن الاجراءات العنفية التي ترتكب”.

وتابع: “كلنا شاهدنا البارحة تلك الصور التي تستهين بالكرامة الانسانية للانسان وعمليات الضرب الوحشي الذي يرتكب بحق هؤلاء الناس. هذا امر ترفضه الشرائع السماوية وترفضه القوانين وترفضه القيم الاخلاقية التي ينبغي ان نتمسك بها كشعب عربي اكنا في سوريا او لبنان او اي دولة في العالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى