المقالات

المفاوضات تتأرجح بين شروط “حماس” ولاءات نتنياهو!!.. غسان ريفي

التفاؤل المبالغ فيه بما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين حركة المقاومة الاسلامية “حماس” والعدو الاسرائيلي بدءا من القاهرة وصولا الى باريس هو غير واقعي ولا يمت الى الحقيقة بصلة، إنما هناك من يحاول لا سيما من الجانب الاسرائيلي تسويق الايجابيات بهدف التخفيف من الاحتقان المسيطر على أهالي الأسرى الذين بدأوا يصعدون من تحركاتهم ضد حكومة نتيناهو ويواجهون الشرطة الاسرائيلية.

في القاهرة التي وصلها وفد حركة حماس قبل أيام برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، تركز النقاش حول تفاصيل الورقة التي أعدتها المقاومة الفلسطينية، لا سيما في ما يتعلق بموضوع الأسرى الاسرائيليين وعملية التبادل، حيث جدد الاسرائيليون رفضهم إطلاق أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين، وقدموا طرحا يقضي بإطلاق سراح أسير إسرائيلي مقابل كل يوم هدنة، مع إطلاق سراح معتقل فلسطيني، على أن يترافق ذلك مع إدخال المساعدات.

وفي الوقت الذي لم يصل فيه هذا النقاش الى أية نتائج إيجابية، عاد المعنيون بالمفاوضات أميركا، مصر، قطر، فرنسا، إسرائيل وحماس لمناقشة الورقة نفسها والتي شهدت بعض التعديلات في باريس، لكن أيضا، من دون الوصول الى أي توافق يستدعي التفاؤل الذي تحاول أميركا وإسرائيل إشاعته.

تشير المعطيات الى أن أفق المفاوضات ما يزال مسدودا، حيث يتمسك نتنياهو بلاءاته الأربعة وهي، “لا عودة للنازحين، لا إدخال للمساعدات، لا فك للحصار، ولا لإطلاق سراح كبار القادة الفلسطينيين”، وفي حال عودة النازحين فإن ذلك سيكونبشكل محدود وتحت إشراف الآلة العسكرية الاسرائيلية المتواجدة في مناطق الشمال، في حين ما تزال حماس متمسكة بشروطها لا سيما لجهة “وقف نهائي لاطلاق النار، إنسحاب الآليات العسكرية الاسرائيلية من الشمال بما يسمح بعودة آمنة وهادئة للنازحين، إدخال المساعدات، وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المعتقلين بمن فيهم القادة”.

وفي هذا الاطار ترفض حماس التخلي عن ورقة الأسرى، خصوصا أنها لا تأمن الجانب الاسرائيلي الذي يمكن أن ينتزع هذه الورقة منها ومن ثم يعود للقضاء على المقاومة في حرب مماثلة، كما لا تركن للضمانة الأميركية، خصوصا أن الولايات المتحدة هي وسيط غير نزيه تقف الى جانب الاسرائيلي وتدعمه بالمال والسلاح وتدير حربه على غزة، وتمنع مجلس الأمن من إتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.

وفي هذا الاطار، تقول مصادر مواكبة إن تمسك المقاومة الفلسطينية بورقتها وشروطها تدل على أن وضعها العسكري والميداني ما يزال في أفضل حالاته، حيث تعد العدة لكل الاحتمالات سواء هدنة أو تصعيد بالدخول الى رفح، وهي مستمرة بالعمليات العسكرية ضد العدو الاسرائيلي الذي ما يزال يتعرض لخسائر كبيرة في آلياته وجنوده.

وتضيف هذه المصادر: يضغط شهر رمضان المبارك على إسرائيل وأميركا على حد سواء، فالولايات المتحدة تريد الوصول الى إتفاق قبل دخوله لتجنب الاعتراضات العربية والدولية عليها، لجهة قتل المدنيين وتجويعهم خلال الشهر الكريم، في حين أن إسرائيل تخشى من إنتفاضة ثالثة في الضفة الغربية كونها تدرك أن المسجد الأقصى هو دائما من يفجرها وأن أي تضييق على المصلين الفلسطينيين خلال رمضان أو الإعتداء عليه سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه، كما أن إستمرار الحرب على غزة وإمتدادها الى رفح في حال فشلت المفاوضات، فإن الضفة قد تشتعل مع سائر المناطق الفلسطينية، خصوصا أن في شهر رمضان تكون النفوس مشدودة الى الصلاة والجهاد والتضحية، ويدرك الاسرائيليون أن هذا الأمر لا يصب في مصلحتهم، خصوصا مع إمكانية تنامي التحركات الاحتجاجية الداخلية على خلفية فشل المفاوضات وعدم إطلاق الأسرى.

إذا، لا تقدم على مسار المفاوضات، وحتى الآن لا شيء جديا، ولا شيء يمكن البناء عليه إيجابيا، في حين يحاول الاسرائيلي ربط فشل المفاوضات بإجتياحه رفح، وهو أمر لا يستبعده المراقبون بعد إن إرتكب العدو كل الجرائم والموبقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى