رؤى وخواطر حول الحياة والواقع والأحداث العامة \ أسامة إسماعيل
رؤى وخواطر تحاول أن تكشف بعض حقائق الحياة وظواهرها والقضايا والأحداث العامة ونقدها بصورة شاملة ومختلفة ومتمايزة بعيدا”عن” الإجترار”(Ruminate) والتقليد الببغائي والتوقف عند اللحظة الآنية وتفاصيلها والقراءة الإيديولوجية والسطحية والعاطفية للواقع وتملق الجمهور والقطيع الجماعي والشعبي ومن يقوده ويؤثر فيه.
الولادة الثانية المتجددة
هنالك ولادة أولى بالجسد وولادة ثانية متجددة بالفكر والنفس والحياة، ولكن الولادة الثانية المتجددة، لايحققها إلا المميزون والمبدعون والتغييريون النخبويون، فلا ولادة ثانية للفرد إذا لم يرفض المعتقدات والمناسبات والعادات والطقوس اللاعقلانية واللاإيمانية في المذهب الذي ولد عليه والمذاهب الأخرى، وإذا لم يتخلص من ربقة القطيع الجماعي والشعبي وينزع عنه قشور المجتمع وقيوده التي تجعله مسيرا”لامخيرا”، وتحدد له مسبقا”كيف يفكر وكيف يتكلم وكيف يعمل وكيف يشعر!!! وتجعل العقل وإلارادة والعاطفة والغريزة والحاجات المادية لديه ملكا” للجماعة لاملكا”له!!! وإن الفرد المميز والنخبوي المتحرر المستقل عرضة للإضطهاد والمحاربة من قبل القطيع الجماعي والشعبي ومن يقوده والنافذين والتابعين لهم، الذين يضعون العوائق أمامه ويحولون دون وصوله إلى حقوقه المادية والإقتصادية والمعنوية وطموحاته. فالولادة الثانية المتجددة أيضا”، تكون بتمكن النخبوي المميز من الوصول إلى حقوقه وطموحاته عبر حريته واستقلاله وتمايزه وكفاءته وعمله وإبداعه رغم الإضطهاد والمحاربة والعوائق والصعوبات.
السياسة السائدة
السياسة العامة هي علم وإدارة وتنمية وليست إيديولوجيا وعواطف و غرائز ومصالح فئات معينة. لكن السياسة السائدة، خاصة في الدول التي أخضعت للإستعمار الأوروبي هي سياسة تقوم على حالة القطيع الجماعي والشعبي وتجميع العدد والشعبية عبر استعمال الإنتماء إلى المذهب الديني والطائفة والفئة الإجتماعية الإقتصادية والعواطف الجماعية والحاجة المالية والمادية، فيوظف الأقل كفاءة وجدارة وصفات أخلاقية براتب أو معاش متوسط أو مرتفع على ظهر الأكفأ والأجدر والأكثر أخلاقا”، وقد يصل إلى المناصب العليا. فهذه ليست سياسة نخبوية مستقلة بل سياسة إنتخابية شعبوية آنية تفضل الجاهل والسطحي وغير المثقف النخبوي المستقل ، والمزعج والوقح والسخيف والإنتهازي والمتملق والفاسد على النخبوي الحر المستقل بالمنصب والوظيفة وفرصة العمل والراتب والدخل والمكانة لأن أهداف هذه السياسة هي تجميع العدد والشعبية والفوز بالإنتخابات والسلطة والنفوذ والحصص والثروة.
السلام الدائم والشامل حقيقة أم وهم؟
الدول الكبرى ذات التاريخ الإستعماري التي تحرك اللعبة السياسية في العالم، وخاصة المناطق التي استعمرتها، ليست ملائكة. فكم من صراعات وأزمات وحروب حدثت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في هذه المناطق تحت أسماء وعناوين مختلفة، ولوكانت تريد السلام الدائم والشامل لكان حدث ذلك منذ زمن بعيد. وإذا كانت الحروب والانقلابات ومايسمى الثورات الشعبية والأزمات التي حدثت في هذه المناطق هي لتغيير أنظمة وحكام مستبدين وظالمين وفاسدين، فمن سبب وجود هذه الأنظمة؟ ومن أوصل هؤلاء إلى الحكم والسلطة؟ ومن أسقطهم؟ ومن أوصل الحاكمون الجدد بعدهم؟ ولوكانوا يريدون السلام الدائم والشامل في هذه المنطقة من العالم فلماذا أوجدوا الكيان الإسرائيلي في فلسطين على أساس الإحتلال والحروب وتهجير السكان الأصليين ولماذا هذا الكيان مستثنى من لعبة تغيير الأنظمة والحكام أواسقاطهم؟ وهل الديموقراطية الإنتخابية العددية الطائفية أو العرقية والحزبية هي مرتع الإستقرار الدائم والشامل؟ وهل هي مرادفة للحرية الحقيقية والعدالة والتنمية المستديمة والشاملة فيما هي ترسخ حكم الأكثرية لاحكم النخبة المستقلة وتشجع حالة القطيع الجماعي والشعبي وتهمش النخبوي الحر المستقل ولاتحقق العدالة والتوازن الإقتصادي والإجتماعي والإنمائي!!!
الإعلامي والمثقف الحقيقي يتمايز بهذه الرؤى عن غيره. فهو ينطلق من عقله وإرادته الفرديين في نظره إلى القضايا والأحداث العامة ورأيه فيها ونقدها، وهو ليس بمداح ولا بهجاء ولابمتملق، ولاينتقل من هذا الإتجاه إلى ذاك تبعا”للجو العام والقطيع الجماعي والشعبي والعواطف الجماعية والمصلحة المادية، وهو الذي ينتقد الأمور التي تتعارض مع جوهر الدين والعقل والإرادة الفرديين في المذهب الذي ولد عليه والمذاهب الأخرى، ولايتبع الجهة التي تعتبر نفسها ممثلة لهذا المذهب وينتقدها إذا اقتضى الأمر كما ينتقد الجهات التي تعتبر نفسها ممثلة للمذاهب الأخرى، كما ينتقد المجتمع وظلمه وتسلطه وفوضاه وفساده وتفضيله الغليظ واللئيم والوقح والمزعج والطائفي والمتسلط والفوضوي والتابع والشعبوي على النخبوي الحر المستقل الناقد، فيمكن الأول ماديا”واقتصاديا” واجتماعيا”ومعنويا” على ظهر الآخر!!!
أسامة إسماعيل
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development