المقالات

لوكاندة السعادة* ” …” بين يديّ وزارة السعادة/ بقلم : د. فلك مصطفى الرافعي وكلمة من حسن صبرا \ \ المصدر الشراع

حقا أننا شعب طائر الفينيق ،نقوم من تحت الرماد و بقية من احتراق ،معظم سعادتنا بفضل مقاربة طغيان أشد و أدهى من ثورة بركان فيزوف الايطالي ، و بقية من استعارات تحاكي محنة هنود امريكا في محمية سياحية ، و على مشابهة من ثقافة الغجر لا وطن ثابت و لا هوية ثابتة …
فالفراغ عند البعض وطن و قبول سياسة الإملاء هوية , حتى المجتمع الثقافي الادبي يحمل مرارة شاعر العرب المتنبي الذي خذله سيف الدولة الحمداني، و لم يجد أمانا في بلاط كافور الاخشيدي …
و محنة شيوخ المذاهب الفقهية الذين لم يمالؤا الحكام، فكان سحق العظام من الف حجاج و سفاح …
و من هنا استرجعت فيلم عربي مصري قديم ” لوكاندة السعادة” يحكي عن نزلائه و بتصرف ادبي افتراضي، بأن لكل نزيل أمنيته الخاصة، و أن السعادة لا تحمل الدواء نفسه لكل بلاء ، و السعادة ليست عطاءً واحداً يناسب الجميع ..
فهناك العجوز المرمية من كهف السنين ،تقتصر سعادتها على مجرد قبر ليس في ضاحية الأثرياء في البساتين، بل تغمرها السعادة ببوليصة تأمين إقامة في مجمّع مقابر الغرباء … و عندنا في لبنان تسمى ” الخشخاشة “…
و من النزلاء من يسبح في أحلام اليقظة ،التي ينهيها حسب ذوقه و مراده ،لأن زوجه العاقر بحكم المحالة على التقاعد الانجابي ،و هو يتمنى الولود الودود و العيال يملؤون الدار بصخب مريح و سعيد ..و يضحك من فكرة الرفض و دون ذلك النكد و الثبور و عظائم الأمور ، مع شخصيات تفرض نفسها وهي ثلاثية المأذون و الحانوتي و العشماوي …
وهناك من يرجو عملا في محيط سكنه ،من دون انتظار الإجازة الإسبوعية التي يقضيها على سطح عربة قطار بثمن نصف تذكرة …
… جميل ان نسمع عن استحداث ” وزارة السعادة ” لشعب كله ينتظرها، كأنها ليلة القدر و تحقيق الاحلام المرجوة ..
حتى السنونو الابيض المقيم دائما فوق شاطئ بيروت ينتظر الإنتهاء من كشف اسباب تفجير المرفأ الوديع.. فسيارات الإسعاف لم تلحظ نقل ضحايا الطيور التي لم يأبه لها أحد .
و المودعون ابرياء.. تسلّط مافيات المال يأملون بعودة الثقة إلى حصّالات نقودهم، و عودة الحياة الكريمة حتى لا تصيبهم مقالة ” ارحموا عزيز قوم ذُل…”
سعادتنا في شطب فائض القوة من سجلات نفوذ الأحزاب و التكتلات الآمرة الناهية ، فعلى الرغم من تعدد طوائفنا ،تكمن سعادتنا بشراكة حقيقية حتى لقرص الجبنة ، فلا الثعلب يأكل معظمه، و لا الضعيف ينال حتى رائحتها …
سعادتنا أن لا نضع سواتر حجارتنا من بيوتنا المتكسرة، على طريق مشروع بناء دولة ضعيفها قوي ،حتى يُسترد له الحق ، و قويّها ضعيف حتى استرداد الحق منه ..
” وزارة السعادة ” ليست فقط في الإنماء المتوازن ، بل اولا الإنماء حيث تدعو الحاجة و عند مساواة الأوضاع نشرّع الإنماء المتوازن ….
” وزارة السعادة ” بمفهومها الاول صيدلية مركزية ،يجد الدواء فيها صاحب كل علة و بليّة …
سكننا الفرح من إعلان التوجه لقيامتها، لأننا شعب لا يعرف اليأس و التشكل فرادى و جماعات بإنتظار فتات أصحاب التخمة و أمراضها …
و العيون شاخصة لإعلان الحكومة العتيدة ، أن تندرج السعادة في وزارة على ايمان أنها مقاربة لأفضل الإحسان أن نعبد الله كأننا نراه و آخرها إماطة الأذى عن الطريق ….

كلمة من حسن صبرا
——————-
ان تختار الاديبة فلك الرافعي صورة لها لتنشرها مع مقالتها وهي مبتسمة .. فهذا يجعل المقالة والصورة : اسماًعلى مسمى .. وقد جعلتنا الاديبة الجميلة في حيرة :اين الاسم واين المسمى …فربما لن ترضى فلك ان كتبنا ان جمالها يطغى على مضمون مقالتها … كما تحدث الينا العشرات من القراء في لبنان وبلاد العرب … لكننا نصارح الاديبة ، بأن الجمال عندها شامل في الشكل وفي المضمون … حتى لو شغل قراء كثر بجمال الصورة … وآخرون شجعهم الجمال على القراءة
بالأذن من الاديبة الجميلة
حسن صبرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى