مايحدث سببه حالة القطيع الجماعي والشعبي \ كتب: اسامة اسماعيل

مايحدث في العالم سببه الأساسي حالة القطيع الجماعي والشعبي، فلولا القطيع لماحدثت هذه المشكلات والأزمات والحروب ولمااستطاعت الحركة الصهيونية أن تحتل فلسطين ولما فتحت جبهات تحت عنوان "المقاومة والممانعة" ضررها أكبر من نفعها ولما همش المثقف الحقيقي الحر المستقل الذي يرفض السير في القطيع والإتباع والولاء لمن يسمى "الزعيم" والحزب والطائفة، ولما استطاع الجاهل والسطحي والفاسد والسخيف والإنتهازي والوقح أن يتصدر الساحات والشاشات والإدارة والمجتمع والإقتصاد والإعلام والفن ويغنى ويتمكن ويسود ويتنعم بل يقود غيره! لولا حالة القطيع الجماعي والشعبي والإتباع والولاء، ولمااستطاع أن يمارس الموبقات والأفعال السيئة والمزعجة والضارة لولاهذه الحالة التي يتغطى بها.
المثقف الحقيقي لايتبع القطيع
المثقف الحقيقي لايتبع قطيعا"ولايسير وراءه قطيع جماعي وشعبي ولايرأس حزبا" طائفيا"أو إيديولوجيا" شعبويا"ولايتبع له ولايعمل في خدمته، ولايشارك في انتخابات شعبية عددية ترشحا" واقتراعا"ولاتظاهرات شعبية.ولكن الواقع مختلف جدا"، حيث أن السياسة ليست بيد فلاسفة أونخبة مستقلة وخاصة في بلد يأخذ بنظام ديموقراطي إنتخابي عددي مثل لبنان، إذ أن السياسة والوصول إلى الحكم والسلطة في هذا النظام يقومان على حالة القطيع الجماعي والشعبي والعواطف الجماعية والإرتباط بالخارج والأكثر مالا" وعددا". وتسهم معظم وسائل الإعلام والتواصل التابعة والمسيسة والممولة من سياسيين وأحزاب في ترسيخ هذا المفهوم والواقع السيء والخاطئ للسياسة، ويساعد الواقع الإقتصادي غير المنظم وغير العادل وغير المنتج وغياب التنمية الشاملة والمتوازنة على أن يكون للثروة دورا"سلبيا"في السياسة والقرار والإدارة والمجتمع والإعلام بالإضافة إلى استغلال الإنتماء إلى المذهب الديني والطائفة، والإيديوجيا والعواطف الجماعية والشعبية. ونتيجة هذا الواقع السيء للسياسة والإقتصاد والإدارة والمجتمع والإعلام يرفع الجاهل والسطحي والفاسد والإنتهازي ويغنى، ويهمش المثقف النخبوي الحر المستقل الناقد ويفقر أوتتدنى حالته الإقتصادية والمعيشية. وفي القول الشائع:"لايغنى أحد من السياسة الا إذا كان فاسدا".
ابتعاد السياسة عن مفهومها الحقيقي
ابتعدت السياسة عن مفهومها الحقيقي الذي يعني إدارة الشأن العام لأجل التنمية وتحسين الأوضاع والتنظيم والأمن، وحل محله المفهوم الميكافيللي الذي يؤمن الوصول للجاهل والسخيف والفاسد والمتسلط والمراوغ والانتهازي إلى المناصب والوظائف والدخل المرتفع والثروة على حساب المثقف النخبوي الحر المستقل الناقد، سواء عبر النظام الديموقراطي الإنتخابي العددي الطائفي والحزبي أو الديكتاتوري أو العسكري أو الثيوقراطي. وهذا المفهوم سارت عليه الدول الكبرى الإستعمارية التي تخطط وترسم الإستراتيجيات للمستقبل وتأتي بالأدوات التنفيذية لها على أساس “الغاية تبرر الوسيلة”. وصحيح أنها تستعين بالعلوم والتكنولوجيا في إعداد هذه الخطط وتنفيذها ولكن مفهوم السياسة الخارجية وأهدافها لديها متخلف. فهذه السياسة الخارجية التي صنعت الكيان الإسرائيلي أو الصهيوني صنعت أيضا”الحلفاء والخصوم في آن معا”. فالحلفاء والخصوم يخدمون سياسة هذه الدول الكبرى عن قصد أوعن غير قصد ويتبنون المفهوم المتخلف للسياسة وممارستها السيئة التي تفضل الجاهل والسطحي والسخيف والإنتهازي والفاسد والمراوغ والتابع والمزعج والوقح والشعبوي على المثقف الحقيقي أو النخبوي الحر المستقل الناقد!
يقول كانط Kant; تتأسس فاعلية الإنسان على الحرية واستقلالية الإرادة تجاه كل قوة خارجية. ويقول كاسيرر : الغريزة تمنع الإنسان من التحرر بل تجعله مستسلما”وتابعا” غير قادر على التفكير والفعل المستقلين، لأن التبعية سهلة في حين أن الحرية تتطلب جرأة في استخدام الفهم والعقل.ويقول نيتشه :”ماخلق الرجل الممتاز لكي يسير وراء القطيع بل هو قد خلق لكي يكون ثورة على القطيع (الجماعي والشعبي)… وإن الرجل الممتاز لن يخضع لحكم الجماهير”. ويقول غوستاف لوبون في “سيكولوجيا الجماهير” :”لاداع للقول ان مبالغة الجماهير تخص العواطف وليس العقل، فعندما ينخرط الفرد في الجمهور ينخفض مستواه الفكري إلى حد بعيد”. حالة القطيع هي نتيجة تخلي جماعات بشرية عن العقل والإرادة الفرديين والسير في القطيع وراء من يسمى “الزعيم” والحزب مدفوعين بغرائز وعواطف جماعية ومصالح مادية وغيبيات وأساطير. وقد عملت لعبة الأمم أو اللعبة الدولية منذ بدايتها على تشجيع هذه الحالة لأن الفرد النخبوي الحر المستقل لايخدم أهدافها بل إن ما يخدمها هو وضع الأفراد في حالة جماهيرية أو قطيعية يمكن التصرف بها كمايتصرف ببيادق آو أحجار الشطرنج، وبذلك خسرت البلدان التي خضعت للإستعمار استقلالها الحقيقي السياسي والإقتصادي والمعنوي نتيجة خسارة الكثير من أفرادها الإستقلال الشخصي الفكري والنفسي والمعنوي والإقتصادي.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development