المقالات

ليس دفاعاً عن أيران ولا أسر الشهداء – بقلم: نعيمة أبو مصطفى

شن بعض الكتاب حملة ضد أسر الشهداء الذين ذهبو لزيارة أيران ، وتم اتهام ايران بالإتجار بقضية شهداء الثورة ومحاولة استغلالها للتسلل من خلالهم الى مصر وإيجاد مواطئ لأقدامهم فى مصر لنشر المذهب الشيعى وتبرير اعمال الاحتلال الايرانية لجزيرتى طنب الكبرى وطنب الصغرى فى دولة الامارات العربية المتحدة.
كما تم اتهام ايران بعقد مؤتمرات وندوات حول مضمون أحكام البراءة التى حصل عليها المتهمون فى قضية الرئيس المخلوع ومعاناة أسر شهداء الثورة للقصاص من قتلة شهداء الثورة وعدم إنصاف أسر الشهداء وقضية المصريين المحتجزين قيد المحاكمة فى السعودية بالإضافة الى زيارة الأماكن الاسلامية التاريخية فى ايران.
وحزنت كثيراً من هذه الاتهامات التى أتت من بعض الكتاب الذين نكن لهم كل الاحترام، والحقيقة التى رأيتها بعينى لأنى كنت ضمن مجموعة من الأعلاميين،والكتاب، والباحثين، و الطلاب، وأسر الشهداء الذين سافرو الى ايران فى 31-5 وعدنا يوم 7-6 ، وبالفعل ذهبت مجموعة اخرى من اسر الشهداء يوم 8-6.
وحقيقة هذه الرحلات المستمرة منذ اكثر من عام لأيران ، وليس لأسر الشهداء فحسب، لا تهدف الى التشييع أو تحقيق مكاسب خفية، ولم يطلب منا التشيع ، ولا الانضمام الى اى حزب ديني، ولا اجبرنا على الأدلاء باى تصريح فى أى مكان، بل نزلنا من الطائرة وتوجهنا الى فندق فى وسط طهران، وكان برنامج الرحلة حضور الذكرى ال 23 للأمام الخومينى الذى دحض العنصرية الدينية، وحرم سب الصحابة ، ونهى عن التعصب الشيعى أو السنى،وكذلك حضرنا مؤتمر للمجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الأسلامية ، وشرح لنا حجة الأسلام الشيخ / محمد مهدى التسخيري قدر المعاناة التى يلاقيها فى التقريب بين المذاهب ، ومنع التشدد و التعصب.
وقام احد اعضاء الوفد بسؤالة لماذا تقطع إيران علاقتها بمصر؟ فرد عليه قائلاً لم تقطع ايران علاقتها بمصر أبداً ، ولكن النظام المصرى هو الذى قطع علاقته بأيران ، وهم يرحبون بعودة العلاقات بين البلدين ، حيث انه بالفعل العلاقات مستمرة مع المؤسسات الدينية متمثلة فى الأزهر. فرد عليه هذا الزميل انكم تسمون شارع باسم خالد الأسلامبولي الذى اغتال السادات ، فقال له فضيلة الشيخ ، لو ان هذا هو السبب لماذا لا يذكر لنا المسؤولون المصريون هذا السبب ، ونحن على اتم الاستعداد الى تغيير اسم هذا الشارع، و هل من المعقول ان تقطع العلاقات بين الدول بسبب اسم شارع ، وهاتين الدولتين بينهما صفات و علاقات اجتماعية ونسب مشترك، نحن لا نستطيع ان نقول للمواطن المصرى الذى يجمل احد والدية الجنسية الأيرانية لا تنتمى لهذه الدولة، وكذلك بالنسبة للأيراني.
وكذلك التقينا بمخرج مسلسل يوسف الصديق ،فرج الله صلاح شور الذى وضح لنا كيف عرض سيرة سيدنا يوسف الصديق بهذه الدراما الرائعة التى شاهدها حوالى 3 مليار .
كما ذهبنا الى الحدائق العامة ، و التنزه ن ولم يطلب منا اى شىء و لم يملى علينا اى شىء ، وعندما نقابل المواطن الأيراني فى الشارع ، ويعرف اننا و فد مصرى ، يتهلل وجهه فرحاً وسروراً ويبدى لنا اعجابة الشديد بمصر ، وعندما توجهنا لزيارة بيت الخومينى ، كان هناك بعض الحرس من الشرطة الأيرانية ، وقال لهم احد افراد المجموعة نحن وفد من مصر ، قام احد الجنود الأيرانيى بتحية عسكرية لهذا الشاب الذى كان يداعبه.
وكان الهدف الرئيسي من هذه الزيارات ان نرى المجتمع الأيراني عن قرب، وبالفعل رأينا المرأة الأيرانية تتمتع بحرية كاملة فى كل شىء فهى تعمل فى الفنادق فى كل المجالات ، و تعمل فى الشرطة ، وتقود السيارة و تدخن السيجارة ، و الأسر الأيرانية تتنزه فى الحدائق حتى ساعة متأخرة من الليل دون خوف .
لا أعلم من أين أتت هذه الاتهامات التى تناولتها بعض الصحف، لرحلة سياحية لا تحمل سوى هدف واحد هو زيادة الروابط مع الشعب المصرى ، لنصل الى علاقات دول طبيعية مع بعضها فأيران ليست دولة عدوة مثل إسرائيل ، وبالرغم من ذلك لا اعلم لماذا لا يتم تفعيل العلاقات الاقتصادية و السياسية بيننا وبين ايران ، لماذا نقطع مسافة أكثر من 7 ساعات لأيران
لأنه لا يوجد طيران مباشر بين القاهرة و طهران. ونسمح للصهاينة بالتجول بيننا و الاستيلاء على اراضينا و مواردنا الطبيعية بأرخس الأثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى