المقالات
نعيم لا يزول – بقلم: مادونا عسكر/ لبنان
نعيم امرأة، رجل يتنازل عن نساء العالم من أجلها، ويتلاشى عند أقدامها، ويتنسّك أسيراً لها. نعيمها، قوافل ورودٍ جوريّة يرسلها لها، وشموع مضاءة ، تشتعل من أجل حبّها. يقاتل نظرات رجالٍ تلاحقها هنا وهناك، ويحجب عينيه عن رؤية الجميلات والحسناوات. رجل يسخّر الوقت من أجلها فيمسي العمر سكناها. يحيك لها خيوط الشّمس أثواباً، يطرّزها بزهور الحقول، فتغدو ملكة الملكات، متربّعة على عرشه، تأمر وتنهي، ذاك القلب المتيّم بها.
نعيم رجلٍ، عذراء يأسرها عشقه، تكرّس ذاتها من أجل نظرة عينيه. تنصّبه سيّداً وملكاً على كيانها. تاجه قلبها، وصولجانه جسدها، قرارها فكره، وحرّيّتها طاعته. نعيمه امرأة، تشعل رغبته حدّ الجنون، فيتّقد لهيباً، حتّى تعتريه النّشوة ، فتنطفئ اللّذة…
أمّا نعيمي، فمعاينة روحك تحوم حولي، تحرس طهري، وتلامس شفافيّتي وتلج في حنايا روحي. نعيمي أن أحترق حبّاً بك، أن أرنّم اسمك فيملأ صوتي الكون بأسره. سعادتي، أن أعاينك بروحي، رغم كلّ الجبال الشامخة، والوديان العميقة الّتي تفصلنا. أن أستنشق أنفاسك العطرة، يرسلها هواء ينسّم الحبّ والعشق. ملء غبطتي، أن تلتهم نار حبّيَ دموعك المتقاطرة، يكثّفها شوقيَ المتّقد، ويمطرها طهارة على قلوب العاشقين .
نعيمي، أبديّة أحياها معك وبك، أعاين الحبّ وجهاً لوجه يشتعل بذاته، وينهار وجداً، ويحيا من الألم. يكسر أغلال الصّمت، ويفجّر ينابع العشق والهيام.