الأولوية للتعيينات الإدارية على الإنتخابات البلدية بقلم: حسان الحسن-( البناء )

الأولوية للتعيينات الإدارية على الإنتخابات البلدية
“الوطني الحر” يسعى إلى تعميم تجربته في الوزارة
حسان الحسن-( البناء )
موضوعان مطروحان يشكلان مدار بحث واهتمام مختلف الأطراف السياسيين،وهما: التعيينات الإدارية والإنتخابات البلدية والاختيارية، وفي حال إمرار هذين الاستحقاقين وفقاً للأصول يكون قطار الاصلاح قد إنطلق على سكته الصحيحة، ويتم بذلك إيضاً بداية إعادة ترميم مؤسسات الدولة من خلال إداراتٍ عصريةٍ على رأسها مدراء من أصحاب الكفاية والنزاهة، ومن خلال تجدد الحياة الديموقراطية في المدن والقرى، والإتيان بمجالسٍ محليةٍ جديدةٍ تعنى بالشأن الانمائي والبيئي للمواطنين.
وفي مسألة الأولوية بين الموضوعين المذكورين، أكد قيادي بارز في التيار الوطني الحر رفض حزبه إجراء الإنتخابات في ظل الإدارة الحالية وإشرافها، عازياً السبب لما حصل في الإنتخابات النيابية الأخيرة، من تجاوزاتٍ وخروقاتٍ للقانون، من نقل نفوسٍ، والسكوت عن تقاضي الرشوة الإنتخابية، ناهيك بتدخلاتٍ من كبار الموظفين في سير العملية الإنتخابية …
وأكد القيادي المذكور تصدّي التيار لأي محاولةٍ من أي جهةٍ أتت، لإجراء الإنتخابات قبل بت الحكومة التعيينات المرتقبة، جازماً عدم تراجع التيار قيد أنملة عن مسيرة الاصلاح التي بدأها.
وفي هذا الصدد أكد مصدر نيابي في التيار، أن جل ما يسعى إليه التيار وتكتل التغيير والاصلاح هو تأمين التثميل الصحيح للشعب اللبناني في مختلف المناطق، خصوصاً في المدن الكبرى، سواء في اعتماد قانون النسبية، أم تقسيم الدوائرٍ الإنتخابيةٍ، معتبراً أن هذا الأمر لا يتناقض مع المناصفة بين مكونات تلك المدن.
إما في مسألة التعيينات، فهي المرة الأولى التي أعلن فيها “التيار” وحزب الله عزمهما على الدخول إلى إدارات الدولة، بعد أن كان حق تولي المناصب الإدارية محصوراً بفئاتٍ معينةٍ لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، بسبب وجود “التيار” في المنفى، وحصر اهتمام الحزب بالمقاومة وحماية سلاحها. فمن هذا المنطلق يرفض الوطني الحر حصر التعيينات وملء الشواغر من داخل الملاك، لانه في حال اعتمدت الحكومة هذه الطريقة فلن يتكمنا من تعيين أحد، لانهما لم يتسلما اي موقعٍ إداريٍ في الحقبات السابقة، وبالتالي لا وجود لهما في إدارات الدولة.
اختيار الحكومة لمدراء عامين من خارج الملاك، هو أمر قانوني ومن صلاحيات مجلس الوزراء شرط ألا يتعدى الثلاثين بالمئة كحدٍ أقصى، بحسب مرجع قانوي كبير.
ويجهد التيار راهناً إلى تعميم تجربته في الوزارات التي تسلمها إلى الإدارات التي قد تسند إليه، معتبراً أنه أعطى نموذجاً يحتذى في خدمة المواطن، رافضاً الإكتفاء بمقولة: “الرجل المناسب في المكان المناسب” أي اختيار ذوي الاختصاصات في المراكز الملائمة لاختصاصاتهم من دون النظرة إلى تاريخهم وسلكوهم في وظيفتهم، فيشدد على ضرورة اعتماد مبدئي (الكفاية والنزاهة).
كما يرفض “الوطني الحر” الطريقة التي كانت تتبع في إجراء التعيينات في الحقبات السابقة، أي المحاصصة بين الرؤساء الثلاثة، واعطاء بعض “الفتات” من الوظائف لما تبقى من قوىٍ سياسيةٍ على أساسٍ طائفيٍ، ويحاول فرض توازنٍ سياسيٍ بدلاً من التوازن الطائفي.
و أبدى القيادي استياء التيار البرتقالي من التعيينات الأخيرة في إدارة كازينو لبنان، وفرض أعضاء محسوبين على قطبٍ سياسيٍ كبير، ما دفع برئيس مجلس إدارة الكازينو السابق خاطر أبو حبيب، المعروف بحسن إدارته للكازينو إلى الاستقالة من منصبه، كاشفاً عن تعييناتٍ عشوائية لموظفين جدد بلغ عددهم حوالي 120 غالبيتهم من “المحسوبيات”.
لقد أضحت الأسابيع و الأشهر المقبلة محطة أملٍ جديدة لدى اللبنانيين، فهم ينتظرون بناء دولتهم الحديثة، من خلال إصلاح إداراتها العامة وإدخال الدم الجديد إلى مجالسها المحلية. وبعد إعلان مختلف القوى عزمها على ضرورة اعتماد أفضل المعايير لإنتقاء المرشحين إلى التعيينات المرتقبة، هل ستبقى المؤسسات عاجزة وأسيرة المحاصصات
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development