التحقيقات

“القليعات” اللبنانية منسية بعد “حضارات غابرة”!! أسامة العويد – الوفاق نيوز

هي “الشامخة” على كتف هضبة مشرفة في “سهل عكار” شمالي لبنان , قلعة أثرية بنيت في العهد “الصليبي” ومن ثم تصدرت المشهد في “الفتوحات الإسلامية” وشغرت كقلعة “طرابلس” و “حمص” مركزاً عسكرياً وحصناً لكل من حكم المنطقة ويقال أنها “بنيت في القرون الوسطى العربية واللاتينية معاً”. هندسياً يتخذ مخطط القلعة شكل مربع طول ضلعه حوالي 65م,يحيط بها من كل جهاتها خندق لحمايتها محفور جزئياً في الصخر بعرض من 8 إلى 10م، وبعمق 1.5م؛ ومع أن هذا الخندق مردوم ومدمر جزئياً، فهو جلي للعيان، لا سيما لجهتي الشمال الشرقي والشمال الغربي. ويرتفع على كل زاوية من زواياها برج مربع؛ وهو في وضعه الراهن خالٍ من فتحات الرماية التي كانت سابقاً . يقع مدخلها الأساسي في الجهة الشمالية الشرقية وسط جدار متراجع قليلاً إلى الداخل، ما يجعله في وضعية تعزز الدفاع عن اختراقه ,أما بابها الذي تعلوه قوس حادة فمدعم بباب آخر أحدث بناءً, ويقابله في الجهة الجنوبية الغربية باب خفي ضيق ومنخفض ,يقال أن بقربه كانت توجد “مشنقة في القرون المنصرمة”,وفي الداخل الفسيح ساحة واسعة ,وغرف صغيرة تصطف تحت السور الأساسي للقلعة وصالونات واسعة كانت للإجتماعات العسكرية الخاصة بمن ملك الحصن. أما ترتيب حجارة الجدران المتنافر جداً فكان ينطوي، في فوضى عارمة، على حجارة ضخمة بتجاويف وحديبات، وتختلط بحجارة ملساء بمقاييس متنوعة ولتاريخ هذه القلعلة عدة روايات أهمها أنها ، وبعدها استعملت كقلاع للملوك وآخرها في أيام السلطنة العثمانية ,وتخلو القلعة بصخورها من نقوش وروسومات تفيد بهويتها الحقيقية,ويشير بعض المعمرين والباحثين في المنطقة الى أنها “مزيج بين الحضارات”وقد دمرت عدة مرات وكان يعاد ترميمها. التاريخ الحديث “محمد خشفة ” أحد المسنين يتحدث لــ”الوفاق نيوز” عن “أجدادنا عندما أتوا الى هذه القلعة التي كانت مهجورة , مدمرة غير مأهولة تقطنها الحيوانات الشاردة , وكنا “عرب رحل” سكنا القلعة لندرة البيوت آنذاك وكانت كل عائلة تسكن في غرفة من غرفها الداخلية والساحة كانت للجميع , ومع مرور الزمن بدء نا بالبناء خارج القلعة,حتى عادت خاوية على عروشها وهي منذ سنين عديدة مهملة من قبل الدولة وغيرها واليوم يستعملها بعض سكان البلدة في تربية الأبقار والدواجن”. ويأسف الشاب”مصطفى” والذي يعيش في جوار القلعة منذ سنين, للوضع الراهن لها متساءلاً “عن تهميشها وعدم ترميمها من قبل الدولة”. وإذا ما جلت في شوارع البلدة واستقرأت بعض وجهات النظر,ترى نفسك محرجاً عندما يجاوبك الكثيرون أنه “عندما تهتم الدولة بالبشر والمواطن اللبناني عموماً والعكاري خصوصاً وتؤمن لك على الأقل الطبابة المجانية والتعليم المجاني وغيره,عندها حدثني عن الاهتمام بالحجر!!”. البلدية ويأمل رئيس بلدية القليعات “أحمد خشفة” أن ” تهتم وزير السياحة اللبناني بها, وأن تكون لها نظرة لما لها من أهمية وقدرة على إنعاش المنطقة وجعلها معلم سياحي كباقي القلاع والحصون المنتشرة في المنطقة”. ويضيف في حديثه لـ” للوفاق نيوز” مؤكداً أنه “سيحمل هذا الملف لكل المعنيين في سبيل عودة بهجتها وربما تمليكها للدولة فهي اليوم ملك خاص لأشخاص على الرغم من أنها معلم مهم على الخريطة السياحية”. متى؟ عصور وحضارات غابرة مرّت على هذه القلعة , تنتظر اليوم من يعيد ترميم حجارتها لتتصدر من جديد المشهد السياحي فهل سيكون لها ذلك؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى