فلسطين

سيادة المطران عطا الله حنا : ” المسيحيون في هذا المشرق وفي فلسطين بنوع خاص ليسوا

اقليات في اوطانهم ويرفضون ان يتم وصفهم بهذه التعابير المغلوطة والمشوهة للتاريخ “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه يؤسفنا ويحزننا نحن المسيحيون الفلسطينيون امعان البعض بوصفنا بأننا اقلية في وطننا ، وهذا توصيف مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا .
ندرك جيدا بأن اولئك الذين يستعملون هذه التعابير المغلوطة انما ينتمون الى مشروع واجندات لا علاقة لها بفلسطين وقضيتها العادلة ، ونحن كمسيحيين فلسطينيين وان كنا قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا فإننا لسنا اقلية ولن نكون اقلية ونرفض ان يصفنا احد بذلك ، لان هذا التوصيف لا يسيء الينا فقط بل يسيء الى تاريخ وهوية بلادنا التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها .
اقول لاولئك الذين هم مصرون على استعمال هذه التعابير المغلوطة بأن فلسطين هي مهد المسيحية والمسيحية فيها ليست بضاعة مستوردة من هنا او من هناك ومن مغارة بيت لحم بزغ نور الميلاد ومن القبر المقدس في القدس بزغ نور القيامة والانتصار على الموت.
لا يمكننا ان نقبل كمسيحيين فلسطينيين بهذه المغالطات وبهذه التعابير والمصطلحات الغير صحيحة والغير دقيقة التي يمعن البعض في استعمالها .
اقول لهؤلاء الذين يصفوننا بأننا اقلية في هذا الوطن وفي هذا المشرق بأن افكاركم ومواقفكم لا تخدم الا اعداءنا والمشاريع الاستعمارية التي لا تريد الخير لامتنا ولبلادنا.
اذكركم بأن المسيحية موجودة سبعة قرون قبل مجيء الاسلام الى هذه الارض وعندما اتى الخليفة عمر بن الخطاب استقبله بطريرك المدينة المقدسة صفرونيوس ومنذ ذلك الحين كان هنالك تفاعل انساني وحضاري وثقافي وانساني ووطني بين المسيحيين والمسلمين في هذه الديار .
اتمنى من اولئك الذين يستعملون هذه المفردات المغلوطة بأن يصححوا اخطاءهم ويعودوا الى رشدهم ونحن ندرك جيدا ان الغالبية من ابناء شعبنا تدرك عراقة واهمية الحضور المسيحي الاصيل والنقي في هذه البقعة المقدسة من العالم .
تميزت فلسطين دوما بوحدة ابناءها وتلاقيهم في ميادين الدفاع عن قضيتهم العادلة والدفاع عن القدس بشكل خاص ونحن نرفض اي خطاب ايا كان شكله وايا كان لونه من شأنه اثارة الضغينة والفتن في مجتمعاتنا فالظروف التي نمر بها تحتاج الى مزيد من الوحدة والتكاتف والوعي والعمل المشترك المسيحي الاسلامي خدمة للقدس بشكل خاص وخدمة للقضية الفلسطينية بشكل عام .
لسنا اقلية ولن نكون كما اننا لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يصفها البعض والتي استهدفتنا كمسيحيين كما استهدفت غيرنا ايضا ، ولذلك نتمنى من ابناء شعبنا وفي هذه الظروف التي نمر بها وفي هذه الاوضاع العصيبة التي نعيشها وامام هذا الكم الهائل من المؤامرات والعواصف التي تحيط بنا ان نكون على قدر كبير من الوعي والحكمة والرصانة والوطنية الحقة وان نرفض اي خطاب يشوه تاريخ بلادنا وهوية شعبنا هذا الشعب الذي كان وسيبقى شعبا موحدا ابيا في مواجهة المؤامرات والعواصف والمشاريع الهادفة الى تصفية قضيته العادلة والتي هي قضيتنا جميعا كأبنا للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين .
ان الدولة التي يستحقها الفلسطينيون الذين قدموا هذا الكم الهائل من التضحيات انما هي الدولة المدنية الديمقراطية والتي لا يتحدثون فيها بلغة الاكثرية او الاقلية بل بلغة المواطن المنتمي لهذه الارض والمنتمي لهذا الشعب وكلنا فلسطينيون تجمعنا قضية واحدة ويوحدنا وطن واحد والقدس مدينتنا وعاصمة ايماننا وانتماءنا الوطني ، فهي المدينة التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا.
لسنا اقليات في اوطاننا لا في فلسطين ولا في هذا المشرق العربي فالمسيحية المشرقية النقية هي مكون اساسي من مكونات هذا المشرق تاريخيا وحضاريا وانسانيا وروحيا.
نعم للخطاب الذي يوحد ويقرب ويؤلف بين القلوب وكلنا يجب ان نعمل معا وسويا من اجل تكريس ثقافة السلم الاهلي والاخاء الديني والوحدة الوطنية ففي فلسطين لا توجد هنالك اقلية او اكثرية بل هنالك شعب واحد يناضل من اجل الحرية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى